سؤال مباشر ودون لف ودوران، هل نحن راضون عن حياتنا؟ هل الانسان العادي الذي يعيش حياته بكل روتينية راضٍ عما يؤديه في الجامعة او العمل او الشارع؟
تلك المرأة المتزوجة التي ابتليت برجل عديم الاخلاق والمسؤولية راضية عن حياتها؟.
ذلك الطالب العبوس الذي تم قبوله في جامعة لا تتوافق مع اهوائه العلمية هل هو متصالح مع ما حصل وراضٍ عن قدره؟
كل منا يعيش حياة لم تتماشى مع متطلباته واهواءه الشخصية، ربما ولدت تلك الاحداث من رحم الظروف والمتغيرات... ولكن هل فكرنا قليلا ماذا يكمن خلف كواليس هذه الأحداث؟
ان كل انسان على وجه الكرة الأرضية خلقه الله وهيأ له ظروف تتناسب مع قدراته العقلية والجسدية وحتى النفسية، وان هذه الظروف مقاسة بدقة الهية عالية غير قابلة للتفاوض والخطأ.
لأن الله اعلم بقابلية الانسان في التحمل، فالمطبات التي توضع في طريق الانسان ما هي إلا وسيلة لحفظ سلامته من الحوادث التي نهايتها لا تقبل إلاّ الموت.. فعندما تأتي بكامل سرعتك وامامك وادي، يضع الله امامك مطب، كي يحميك من الهلاك الحتمي، وبعدما تجتاز المطب بصعوبة قليلة، ستجد نفسك معاتبا لله بدل شكره، لأن سيارتك قد تعرضت لأذى بسيط وفي المقابل تنسى بأن الله انقذ حياتك التي كدت أن تخسرها في الوادي!.
الله يعلم بأنك ستتحمل اذى المطب ولكنك ستموت من اذى الوادي، لهذا السبب هيأ لك ظرف المطب لأنه اعلم بقدراتك في التحمل، واعرف بأن هذه الضربة لن تقتلك ولكنها ستقويك، وستخلق منك انسانا يواجه الحياة بعزم وقوة أكبر.
فالزوجة تقديرها هو ان يكون زوجها عديم الاخلاق وفي المقابل تكليفها تحمل الزوج والسعي في تغيير هذا الانسان، للارتقاء بذاتها.. واجتياز هذا الامتحان بمعدل الامتياز.
كما هو الحال مع الطالب، فتقديره هو ان يقبل في الجامعة الفلانية، وتكليفه النجاح في هذا المجال، والتميز والابداع.
فالطريق الذي سيقضيه الطالب في مسيرة دراسته، او الزوجة في تحمّل زوجها، بلا شك ستكون سببا مباشرا في صقل شخصيتهما وتقوية عزمهما، وسيعكس أثره الايجابي على محور حياتهما الآتي.
على أساس هذا الكلام يمكننا ان نؤطر التقدير بموقف او ظرف تحت مسمى (الفعل) ولأن لكل فعل ردة فعل، اذن ردة الفعل المناسبة لهذا التقدير هو التكيّف مع الحدث وعدم الاعتراض على حكم الله وتأدية تكليفنا الالهي على أتم وجه دون التقصير في أي جانب من جوانبه.
وتبقى ماهية التقدير والتكليف سائرة مع كل انسان وفي جميع جوانب الحياة سواء العملية او الاجتماعية، ولكن استيعاب المواقف والبلايا وإدراك الغاية التي على أساسها يسيّر الله لنا الاحداث هو ما يخلق عند الانسان البصيرة، ويجعله اقوى في تصدي بلايا الزمان.
اضافةتعليق
التعليقات