الواسطة أو فيتامين "واو" والتعامل بها أصبح جزء لا يتجزأ من نسيج ثقافة المجتمع العراقي، فلم يعد الحظ أو الإجتهاد يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الآمال والطموحات أو تسيير العالق من الأمور، بل أصبح فيتامين "واو" الواسطة، الوصفة السحرية التي تغير الأحوال والقوانين والأنظمة بسرعة البرق.
فإلى أي حد أثرت هذه الوصفة السحرية "الواسطة" على حياتكِ؟
هذا السؤال طرحته "بشرى حياة" على بعض السيدات وعلى الرغم من إختلاف تجاربهن مع هذه الوصفة السحرية "الواسطة"، إلا أنها بالفعل أحدثت أثرا كبيرا على حياتهن العملية أو العلمية أو حتى الصحية، ويتضح ذلك من خلال ردودهن التالية: بدأنا مع زينب وهي موظفة في إحدى المصارف الأهلية، فقالت: "بالفعل الواسطة هي وصفة سحرية، حيث انتفع وينتفع من الواسطة معظم العراقيين إن لم يكن جميعهم فلماذا ننكر ذلك!
فقد أمضيت أربع سنوات في البحث عن فرصة عمل مناسبة بعد تخرجي من الجامعة من دون جدوى، ولم أتمكن من الحصول على عملي الحالي إلا عن طريق واسطة أحد أقاربي الذي يعمل في الإدارة العامة بنفس المصرف، ولكن الواسطة لا تدوم بل بسببها سيُطلب منكِ أداء مجهود مضاعف حتى تثبتي وجودك".
أكدت لنا كوثر جبار، موظفة إدارية في إحدى المعاهد، إن الواسطة لعبت دوراً عظيماً في حياتها حيث أنها بسبب الظروف اضطرت إلى البحث عن عمل بعد حصولها على شهادة الدراسة الإعدادية، ولم تجد فرصة عمل مناسبة، فغيرت رحلة البحث عن عمل إلى البحث عن واسطة حتى وجدتها عن طريق والد إحدى صديقاتها، وتمكنت بالفعل من الحصول على وظيفة مرضية نوعاً ما في وقتها، ثم تحسنت ظروفها وتمكنت من إكمال دراستها الجامعية وهي على رأس العمل، وها هي الآن بسبب "واسطة" أعطتها فرصة في لحظات صعبة، تحتل منصباً جيداً في نفس المعهد الذي بدأت العمل به منذ ثمان سنوات مضت.
أما ولاء ناجي وهي معلمة في إحدى المدارس الإبتدائية، فقالت: "نعم الواسطة لها أثر كبير على حياتنا، فأنا حصلت على وظيفتي عن طريق إحدى صديقات والدي ولولا الواسطة لم أكن أحظى بهذه الوظيفة إطلاقاً، كلنا يعلم بأن التعيين في العراق بات أمراً مستحيلاً".
أما زهراء وهي موظفة في شركة الإتصالات، فروت لنا تجربتها مع الوصفة السحرية، بقولها: "للأسف يعاني الكثير من المرضى من صعوبة فرص العلاج في المستشفيات الحكومية، ويرجع سبب ذلك إلى وجود الواسطة التي تحرمهم من حقهم في تلقي العلاج، ومعاناتهم بسبب الإنتظار على جدول المواعيد، فقد تعرضت والدتي منذ فترة إلى وعكة صحية سيئة، ولم نتمكن من الحصول على موعد قريب لإجراء العملية الجراحية لها، إلا عندما لجأنا إلى "واسطة" وبالفعل تم تحديد موعد عاجل لها في وقت قياسي وتمت العملية بنجاح والحمد لله".
فرح منعم، مهندسة كيميائية وهي الآن موظفة في دائرة مديرية البلدية في إحدى المحافظات، تروي لنا قصتها مع فيتامين "واو" الواسطة حيث قالت: "بحثتُ عن وظيفة ضمن إختصاصي الكيميائي بعد تخرجي من الجامعة لكن لم أحصل على الوظيفة إلا عن طريق واسطة أحد أصدقاء أقاربنا وليس ضمن إختصاصي وبأجر يومي، وأنا بدوري قمتُ بواسطة لصديقتي من أجل الوظيفة في الدائرة ذاتها".
اضافةتعليق
التعليقات