كان قدومه ربيعا مؤنسا لقلوبنا، كان خلاصا لكل قيودنا، فكَّ قيد الجهل بكلمة (أقرا)، عندما أهداه الله أول آية في رحلة نبوته العظيمة.
قال تعالى: (أقرا باسم ربك الذي خلق، خلق الأنسان من علق، اقرأ وربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الأنسان مالم يعلم).
فتحررت أرواح من تبعه من الناس مما كان يأسرها من عادات وتقاليد وقوانين كانت بعيدة عن الحق بقدر بعدها عن الله. أصبحوا متحرري الأنفس والقلوب مثله تماما، لم يعبأ بعادات قومه، كان عظيما صادقا أمينا فكساه الله من نوره وزاده عظمة بنبوة عظيمة عرفت عنها كل الأرض، وما زالت تمتد بأطرافها حتى طرقت أسماع كل من ظلم، وطغى فأّرقت مضاجعهم، وضيّقت صدورهم.
(محمد) كلمة ما ابهاها. قدوة أجمعت الخلق الرفيع والروح، الشجاعة والأمل والحب، لم ولن تعرف له البشرية مثيل ابدا، بالرغم من كل ما تعرض له من الأذى والقسوة والخذلان فقد اتهموه بالسحر والجنون وعذبوا أصحابه وملؤوا طريقه بالأشواك ورموه بالحجارة وأغلقوا كل الأبواب بوجهه، لكن قلبه كان يملؤه الرضا والسماح والعفو
لم يأبه، لم يتنازل، لم يذعن ولو طرفة عين، بقي سائرا مكملا طريقه برغم كل ما ألمّ به من ألم وقرر ألا يستسلم بعد أن أكرمه الله بأقوى وأعظم رسالة، لأنه أراد للبشرية مصير غير مصيرها أراد لها حياة كريمة متجاوزا كل الآلام والمحن.
حتى نجح ونشر راية الإسلام والدين الاسلامي وملأ الكون نورا بعد ظلمة قاسية وجهل اعمى وطبقية خرساء لا يكون الأنسان فيها إلا بأمواله ونسبه، كان صباحا باسما أنيقا بعد ليل قاس طويل، كان اليد التي لململت شظايا فرقة أمة لطالما كانت شظايا فرقتها بكل مكان بجهل وعنصرية فوحدها وجعلها خير أمة أخرجت للناس، إنه محمد (المعلم الاول) والرسول الاعظم، عنوان الإنسانية.
يقول عباس محمود العقاد في (عبقرية محمد) وتحديدا عند فصل محمد الصديق:
اذا كان الرجل محبا للناس، اهدا حبهم إياه، فقد تمت له أداة الصداقة من طرفيها.. وأنما تتم له أداة الصداقة بمقدار ما رزق من العاطفة الأنسانية ومن سلامة الذوق. ومن أسمى من محمد حبا للأنسانية وسلامة للقلب.
وكتب ايضا عن محمد الزوج..
يقول؛ الكلام عن زوج يستدعي الكلام عن مكانة امرأة عند رجل، وعن مكانة النساء عامة عند الرجال عامة. وانما تعرف المكانة التي وصلت إليها المرأة بفضل محمد ودينه، فبعدما كانت متاعا يورث ويقسم تقسيم السوائم بين الوارثين أصبحت بفضل الأسلام ونبيه صاحبة حق مشروع، وبعدما كانت وصمة تدفن في مهدها فرارا من عار وجودها أصبحت إنسانا مرعي الحياة ينال العقاب من ينالها بمكروه.
كم جميل عندما تقف عند وصف محمد (ص)، أشعر أحيانا أن كلمات الكون كلها خجلة أمام شخصه العظيم، اهدانا طريقا مستقيما شقي كثيرا حتى يعبّده لنا ويسويه ونحن ماذا قدمنا له مقابل كل هذا، ترى هل نبي الله ورسوله (صلى الله عليه واله) فخور اليوم بأمته، أـم ينزف وجعا لما أصابها ويصيبها؟!
وللحديث بقية؛ فالحديث عن محمد العظيم لاتستوعبه الحروف والأقلام.. فألف سلام عليك ياحبيب الله.
اضافةتعليق
التعليقات