من منا اليوم لا يمر به الحزن ليخطف من ساعاته ويجعلها برصيده دون ان يستثني احد فأخذ من الجميع نصيبه وليعلن حضوره بجدارة بالغة حتى غلب نظيره الفرح وألغى وجوده في بعض المواطن لتصبح النفوس أنيسة الحزن، لأنه انيق جداً وفخامته تكفي، لا نستطيع انكار حقيقته اليوم بأنه اصبح ذو مكانه عالية بيننا لأنه توغل في أعماقنا وأخذ مأخذه.
ويعرف الحزن أنه ألم نفسي يوصف بالشعور بالبؤس والعجز, غالباً يعتبر الحزن هو عكس الفرح وهو شبيه بالهم، الأسى، الكآبة، اليأس. من المؤكد بأن هذه المشاعر بالعادة هي مشاعر سلبية عندما يشعر بها الإنسان فيصبح الشخص هادئاً، قليل النشاط, منفعلاً عاطفياً وانطوائياً. يصاحب الحزن أحياناً البكاء ولكن ليس بالضرورة. الحزن بالعادة يكون لفترة مؤقتة حيث أن كل إنسان من الممكن أن يشعر بالحزن في مواقف معينة، إلا أن الحزن غير المناسب يكون بشكل شعور زائد عن ما يتطلبه الموقف، أو متكرر بشكل كبير خلال فترة قصيرة، أو أنه يستغرق فترة أطول مما يجب، ويؤثر في تفاعل الشخص مع الآخرين والحياة والنظرة للمستقبل.
حيث هناك صنفان من الناس عند الحزن يمكن ان نراهم، النوع الأول الذين يَرَوْن أن حياتهم اصبحت دون جدوى حيث يقولون لأنفسهم بأنه:
- لن يتغير شيء.
- لا أمل في أي شيء.
- أنا فاشل، ولا فائدة مني.
- كل شيء بسببي.
- الحياة صعبة ومستحيلة.
- هذا العالم فظيع.
- كل شيء خاطئ.
- لماذا كل شيء سيء يحصل معي؟!.
-الموت أفضل من هذه الحياة .
وتصبح حياتهم مظلمة ويفقدون حيويتهم ويهبط مستوى نشاطهم فنراهم يميلون الى الصمت والعزلة ولايرغبون بممارسة اي عمل او نشاط يعدون أنفسهم من الموتى لكن الفرق الوحيد بينهم وبين الموتى أنهم فوق الأرض يسكنون وهؤلاء تحتها، تسيطر على أبصارهم غشاوة حيث يجتاح اليأس شعورهم ويستوطنها ليفقدوا بصيرتهم وإيمانهم ويصبحوا ضعفاء جداً فيلجأوا الى الإنتحار ويقضون على حياتهم التي اصبحت بائسة برأيهم.
أما الصنف الثاني والذين يستأنسون بالحزن ويجعلون منه فرصة الى اكتساب مزيد من النجاح والتميز فهؤلاء عندما يشعرون بالحزن فإن الطاقة التي بداخلهم تبدأ بالانفجار وتدفعهم نحو إنجاز الأعمال التي تشعرهم بالسعادة والراحة النفسية التي يكونون هم بحاجة اليها..
لو بحثنا في حياة الكثير من المشاهير والنجوم لوجدنا موهبتهم انبثقت من لحظة ضعف او حزن اجتاحهم، هنا يتبادر الى أذهانكم سؤال كيف كذلك؟! وأنا اجيبكم..
لو أخذنا مثالا؛ فن الشعر، فسوف تجد الأغلب الأعم من الشعراء اكتشفوا موهبتهم في فترة حزن مروا بها حيث بدأوا بترجمة أحاسيسهم وأخذت تتطور هذه لديهم لتصبح مهنة لهم وكذلك الكثير والكثير من الفنون التي تفجرت خلال فترة الحزن، حيث أنها تمثل مرحلة نقاء للشخص فعندما يمر الانسان بذلك الشعور المحبط فإنه يفقد رغبته بالتواصل مع الآخرين ويسوده الصمت ليكسب وقتا لنفسه ويجدونها فرصة جيدة لتقربهم من الله بذلك يكونون قد كسبوا السلام الروحي الذين هم بحاجته.
قد ذكرنا الحزن وعرفنا الصنفين والآن نريد ان نعرف كيف نعالج الحزن وخصوصا جماعة الصنف الأول الذين تصبح حياتهم معتمة، ولأن الحزن انفعال وشعور طبيعي فالهدف من علاج الحزن ليس التخلص من هذا الشعور تمامًا، إنما الهدف هو:
- تخفيف درجة الشعور بالحزن.
- تقليل عدد تكرار مشاعر الحزن في الفترات الزمنية.
- تقليص مدة الفترة المستغرقة للشعور بالحزن.
- تنظيم نمط حياة الشخص من جديد بشكل يعيده لأنشطة الحياة.
- تعديل طريقة تفكيره بالحياة بشكل يساعده على تجاوز الصعوبات الحياتية.
معتقدات خاطئة حول الحزن:
- يعتقد البعض أن طريقة التفكير الإيجابي بشكل مبالغ به قد تساعده في واقع الحياة، لكن قد تسبب التوقعات الأعلى من قدرة الفرد بكثير الإحباط للفرد والشعور بالعجز.
- التفكير الإيجابي الصحيح يكون بالتفكير في وسائل تحقيق الهدف، وليس الحلم بالهدف فقط.
- يعتقد البعض أنه بطريقة تفكيره السلبية وعدم توقع أي ايجابيات يساعدهم هذا التفكير بأن لا يحبطون إذا لم تأتي النتائج بشكل جيد، لكن من المعروف أن طريقة تفكير الشخص تصبح عادة، ومع الوقت يعتاد الشخص أن لا يرى الجوانب الإيجابية ويرى الأمور السلبية فقط.
اضافةتعليق
التعليقات