في زاويةٍ من زوايا كربلاء المقدسة، حيث تُنسَج قصصُ الإيمان بالعلم والإصرار، يبرز اسمٌ صغيرٌ بحجم أحلامه الكبيرة: صلاح أسامة، طفلٌ لم يتجاوز السابعة من عمره، طالب في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة بلادي الدولية. استطاع بقوة ذكائه وبراءة طفولته أن يُحلِّق بعيدًا عن أقرانه، متوَّجًا بالمركز الأول مناصفة في مسابقة الحساب الذهني التي أُقيمت في النجف الأشرف، ليُثبت أن العبقرية لا تعرف عمرًا، وأن إرادة طفلٍ قادرة على تشييد مستقبلٍ واعد.
بينما كان أقرانه يلهون بألعابهم، كان صلاح يُحاور الأرقام بلغةٍ خاصة، ليصنع من كربلاء منصّةً لإشعاعٍ علميٍّ جديد، ويُرسل رسالةً للعالم: "هنا يُولدُ النوابغ."
حوار مع النابغة الصغير: التقيناه لنغوص في تفاصيل تجربته الملهمة
1- ما هو الشعور الذي انتابك عندما سَمِعتَ اسمك يُعلَن فائزًا بالمركز الأول؟
شعرتُ بسعادةٍ كبيرة، وشعر والداي بالفخر واعتبرا ذلك ثمرةً للجهود المبذولة.
2- هل كانت المسابقة صعبة؟ ما هي أصعب مسألة واجهتك وكيف حَللتَها؟
كانت المسابقة سهلة، ولم أواجه مسألة صعبة.
3- ماذا كنتَ تفكّر بينما كنتَ تُجيب على الأسئلة أمام الجمهور؟
كنت أفكّر كيف أنجز حل الأسئلة بأسرع وقت.
4- متى اكتشفتَ أنك تحب الأرقام والحساب؟
اكتشفتُ أنني أحب الأرقام والحساب عندما كان عمري ثلاث سنوات.
5- هل تستمتع بحل المسائل الحسابية في المدرسة؟ ما هي أكثر مسألة أعجبتك؟
نعم، أستمتع بحل المسائل الحسابية في المدرسة. وجميع مسائل الحساب الذهني (السوروبان) متماثلة.
6- هل لديك روتين يومي لتدريب عقلك على الحساب السريع؟
نعم، لدي روتين يومي، حيث أتدرّب بما لا يقل عن نصف ساعة يوميًا على أوراق تخص مادة السوروبان.
7- من يساعدك في تطوير موهبتك؟ (مثلًا: والديك، معلمك، أصدقاؤك)
والدتي وأساتذتي يساعدونني في تطوير موهبتي.
8- ماذا قال لك والداك عندما فزتَ باللقب؟
قالا لي: "نحن فخوران بك كثيرًا."
9- هل تشعر أن مدرستك شجّعتك على المشاركة في المسابقات؟
نعم، مدرستي شجّعتني على المشاركة.
10- ما هو حلمك الكبير عندما تكبر؟ هل تريد أن تصبح عالِمًا أو مدرسًا؟
حلمي عندما أكبر أن أكون عالم فضاء.
11- هل تودّ المشاركة في مسابقات دولية خارج العراق؟ أي دولة تتمنى زيارتها؟
نعم، أودّ أن أشارك في مسابقات خارج العراق. وأتمنى زيارة دولة الإمارات.
12- ماذا تفعل عندما لا تكون منشغلاً بالحساب؟ (ألعابك المفضلة، هواياتك)
عندما لا أكون منشغلاً بالحساب أو الدراسة، أشاهد فيديوهات تتعلق بالفلك والفضاء.
13- ما هو طعامك المفضل الذي تطلبه أمك كهدية عندما تحقق إنجازًا؟
طعامي المفضل هو البيتزا.
14- إذا استطعتَ اختراع آلة حاسبة سحرية، ماذا ستجعلها تفعل؟
سأخترع حاسبة تحل المسائل المعقدة اللانهائية.
15- ماذا تقول للأطفال الذين يخافون من الرياضيات أو يعتقدون أنها صعبة؟
أقول لهم: لا داعي للخوف، لأن الرياضيات ممتعة جدًا وتنشّط العقل.
16- ما هي النصيحة التي تقدمها لزميلك في المدرسة ليصبح ماهرًا مثلك؟
أقول له: تدرب يوميًا لتزيد مهارتك.
17- إذا أصبحت الأرقام شخصيات كرتونية، ما هي شخصيتك المفضلة؟
شخصيتي المفضلة ستكون الرقم 8.
صلاح أسامة ليس مجرد طفلٍ فاز بمسابقة، بل هو رمزٌ لتحدّي العراق الصامد. في عينيه الواسعتين تُقرأ قصة جيلٍ يرفض أن يُحاصره الظلام، جيلٍ يبني بأصابعه الصغيرة جسورًا نحو آفاق العلم. إنجازه ليس نهاية الطريق، بل بداية لمشوارٍ طويل؛ فحين يُحلّق حلمه بأن يصير "عالم فضاء"، فإنه يُذكّرنا بأن أحلام الأطفال وُلدت لتتحقق.
اليوم، كربلاء تزهو ببطلها الصغير، وغدًا قد نرى اسمه يلمع في سماء الاكتشافات العالمية. صلاح علمٌ ينير دربَ كل طفلٍ عراقيٍّ يُؤمن بأن موهبته سلاحٌ لبناء وطن.
اضافةتعليق
التعليقات