اللقطة الأولى لحفيدتي التي بلغت عامها الثامن وأمضت -الترم- الآخر من عامها الابتدائي الثاني حبيسة البيت، وقد أخذها الشوق حتماً للمدرسة.
قالت لي ذات يومٍ
أمّاه.. أنا تعبت..
مللت.. وسئمت..
حبيبتي ما الذي أتعبكِ؟؟
همست ودمعها يبلل الأهدابا
اشتقت إلى مدرستي..
قلت آملة..
تعودين إليها يوماً..
استرسلت في أسى..
أخبريني متى.. ماما؟؟
لكنّي لم أملك لسؤالها جواباً
ياله من سؤال شديد!
كأنّها سألتني عن جبال المشتري
أو غوامض المريخ..
لكنّي حقاً صدقوني..
لم أكن أملك لها جواباً..
ذلك الڤيروس لم يترك لنا حولاً
وأفقدنا من كلّ أمر صوابا..
وفي يوم سئم بعد حجر طويل
رأيتها قد تهندمت..
لبست مريول مدرستها
واحتضنت حقيبتها..
ألبست أختها الصغرى..
مريولاً من عامها الذي مضى
قلت إلى أين تذهبان؟؟
لكنّها لم تعرني التفاتا..
جلست وأختها إلى منضدة
دفتر وكتاب ومسطرة ومقلمة
هاقد عدتُ ياأمّاه للمدرسة!
قالتها بنظرة حملت شوقاً وعتابا
أذهلني أنّها أحسنت لسؤالها جوابا
ذلك الڤيروس لم يترك لنا حولاً
وأفقدنا من كلّ أمر صوابا..
وعقول أطفالنا التي كانت قبلاً
تعشق اللهو والفراغ والألعابا
اليوم غدت بعد الحجر قهراً
تسارع نضجاً وتغدو شبابا
وقد تسبق أوان المشيب قرباً
حفيدتي حين تعود لمدرستها يوماً
قد تقبّل الجدْرَ والصفوف والأعتابا..
اضافةتعليق
التعليقات