• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السر الأعظم في معاملة الناس

سارة المياحي / الأثنين 19 آيار 2025 / منوعات / 405
شارك الموضوع :

دعونا من التفكير في أنفسنا، وتعالوا نعدد الصفات الطيبة في كل من نقابله، ونمنحه الثناء الصادق والمخلص

يمكنك أن تجعل شخصًا ما يُقبل على عمل ما، إذا استطعت فقط ترغيبه في هذا العمل. عندئذٍ، سوف يعطيك هذا الشخص ساعته إذا وجهتَ مسدسك نحو صدره، وسوف تجعل أيضًا موظفًا لديك يساعدك حتى لو أدرت ظهرك له، كما سيلبّي طفلك ما تريد إذا ما هددته بالعصا. لكن يجب أن نضع في الحسبان أن هذه الطرق بدائية ونتائجها خطيرة.

وهناك طريقة وحيدة تجعلك تُقبل على العمل بإرادتك، وذلك بمنحك ما تريده أنت.

يقول فرويد: «إن كل أفعالنا تصدر من دافعين: دافع الغريزة الجنسية، ودافع الرغبة في العظمة».

ويُوضح ذلك جون ديوي قائلًا: «إن رغبة الإنسان في أن يكون شيئًا مذكورًا هي أعمق حافز للعمل».

أي إنسان بالغ طبيعي يرغب في:

صحة جيدة

غذاء متكامل

نوم عميق

المال

حياة الآخرة

الارتواء الجنسي

معاش مناسب لأولاده

ويمكن تحقيق هذه الرغبات، باستثناء رغبة واحدة، تلك التي أسماها فرويد: الرغبة في العظمة، أو أسماها ديوي: الرغبة في أن تكون شيئًا مذكورًا – أي أن تكون شيئًا مهمًا.

وهنا تكمن الرغبة الإنسانية الملحّة؛ فمن بمقدوره إشباع تلك الرغبة فيمن يلتقيهم من الناس، ستكون قلوبهم جميعًا في راحة يده، حتى إن الحانوتي سيأسف لموته.

ولعل الرغبة في أن تكون شيئًا مذكورًا هي واحدة من المميزات الفاصلة بين الإنسان والحيوان. فمثلًا، اعتاد والدي أن يشارك في المعارض التي تُقام بأسواق المدينة بعرض بعض الخنازير والماشية التي يربيها في مزرعته، وكثيرًا ما كان يفوز بالجوائز الأولى.

وكان حين يزورنا الأصدقاء والضيوف، يستعرض والدي بفخر وزهو جوائزه التي فاز بها في تلك المعارض. وبالطبع، لم تكن الخنازير تعنيها تلك الجوائز التي فازت بها، لكن والدي كان يتولى الأمر لأنها تُشبع فيه الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا.

الرغبة ذاتها دفعت كاتبًا صغيرًا في محل تجاري، لم ينل من التعليم إلا القليل القليل، إلى دراسة كتب القانون التي عثر عليها مصادفة في برميل النفايات. إنه إبراهام لنكولن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

الرغبة نفسها أوحت إلى تشارلز ديكنز لكتابة رواياته الخالدة، وأوحت إلى روكفلر ليصبح أغنى رجل في العالم. الرغبة نفسها جعلت أغنى رجل في بلدك يبني قصرًا أكبر بكثير مما يحتاجه، وتجعلك تسعى لارتداء أحدث الأزياء، وشراء أفخر السيارات، وهي التي تدفعك للتحدث عن أطفالك النابغين.

كما أنها سبب في تحول كثير من الصبية إلى مجرمين عتاة وأفراد عصابات.

يقول إ. ب. مالروني، رئيس الشرطة السابق في نيويورك: إن أول ما يطلبه المجرم لحظة القبض عليه هو تلك الجريدة التي نشرت جرائمه، وينسى تمامًا الكرسي الكهربائي الذي سيموت عليه موتًا شنيعًا؛ فهي بعيدة عن تفكيره، فكل ما يهمه هو رؤية صورته في صدر الصحيفة إلى جانب صور آينشتاين وروزفلت.

كيفية إشباع رغبتك في أن تكون شيئًا مذكورًا، تحدد أي نوع من الرجال أنت. بين أروقة التاريخ، أمثلة عديدة لمشاهير كافحوا لتحقيق رغبة أن يكونوا شيئًا مذكورًا:

جون روكفلر منح أموالًا طائلة لإقامة مستشفى في الصين لعلاج آلاف الناس من غير وطنه وجنسه.

دلنجر كان رئيس عصابة، ولص مصارف، وقاتلًا، وكانت تحركه الرغبة نفسها.

جورج واشنطن أراد أن يُلقّب بـ "صاحب العظمة، رئيس الولايات المتحدة"، وكريستوفر كولومبس طلب لنفسه لقب "أميرال المحيط ونائب الملك في الهند".

كاترين العظيمة كانت ترفض فتح الرسالة التي لا تحمل عبارة "جلالة الملكة".

زوجة لنكولن صرخت في وجه زوجة الجنرال جرانت قائلة: كيف تجرئين على الجلوس في حضوري قبل أن أسمح لك؟

أصحاب الملايين تسابقوا على صرف الأموال على رحلات الأميرال بيرد الخاصة باكتشاف القطب الجنوبي، طمعًا في تخليد أسمائهم بعد موتهم. فيكتور هوغو أيضًا كان يطمع في أن تُسمى باريس باسمه تخليدًا لذكراه.

إن العجز في اكتساب عطف الناس واهتمامهم قد يؤدي ببعض الأشخاص إلى الإصابة بالجنون. لنأخذ السيدة ماك كنلي مثلًا، فقد أشبعت رغبتها في الشعور بالأهمية عندما دفعت زوجها إلى الإهمال في أداء الرئاسة لكي يظل بجانبها حتى تنام، لأنها كانت تعاني من ألم في أسنانها.

الدراسات العلمية كشفت أن نصف عدد المرضى العقليين يرجع سبب مرضهم إلى أضرار تصيب الدماغ نتيجة إدمان المخدرات أو المشروبات الروحية أو الإصابات المختلفة للرأس.

لكن، إلى أي سبب يُعزى مرض النصف الآخر؟

عندما طُرح هذا السؤال على طبيب أمراض عقلية، أجاب بأنه لا يعرف، لكنه قال: إن معظم المصابين بالجنون يجدون في الجنون شعورًا بالأهمية لم يستطيعوا تحقيقه في عالم الواقع.

ثم روى قصة مريضة كانت ترغب في الزواج والحب والارتواء الجنسي والأبناء والمكانة الاجتماعية، ولكن الحياة قتلت آمالها، إذ تزوجت من رجل لا يحبها، وكانت عاقرًا، فأصيبت بالجنون.

وصارت تتخيل أنها طلقت زوجها وتزوجت من نبيل إنجليزي، وأصبح اسمها "ليدي سميث"، وأنها تنجب مولودًا كل ليلة.

قال طبيبها: لو أمكنني أن أردّ لهذه السيدة عقلها، لما فعلت؛ لأنها الآن تنعم بالسعادة التي كانت ترغب فيها. إن المجانين أكثر سعادة مني ومنك؛ لقد استطاعوا في دنيا أحلامهم أن يحصلوا على السعادة التي عجزوا عن الحصول عليها في عالم الواقع.

إذا كان هناك من يتلهفون على الشعور بالعظمة حتى يصبحوا مجانين بالفعل، تخيّل ما هي المعجزات التي يمكننا تحقيقها من خلال إشباع هذه الرغبة فيهم.

لم يعرف التاريخ سوى اثنين كانا يتقاضيان راتبًا سنويًا قدره مليون دولار، هما: والتر كرايزلر وتشارلز شواب.

فلماذا كان أندرو كارنيجي يدفع لمدير مصانعه شواب مليون دولار سنويًا، أي أكثر من ثلاثة آلاف دولار يوميًا؟ هل كان شواب عبقريًا فذًا؟ كلا.

هل كان يعرف عن تصنيع الفولاذ أكثر من أي شخص آخر؟ كلا. بل كان شواب يتقاضى هذا المبلغ لمقدرته على معاملة الناس.

قال لي شواب: إن سر مقدرته تلك ينحصر في قدرته على إثارة الحماس بين الناس، والطريقة المثلى للحصول على أفضل ما في الإنسان هي: الثناء والتشجيع. وسبيلي إلى ذلك سهل وبسيط، فإني أجزل لهم المديح والثناء، وأسرف في التقدير والتشجيع.

فليس هناك شيء يقتل الطموح مثل توجيه النقد لمن هم في مستوى أعلى. أما أنا، فلا أنقد أحدًا، ولا أبحث عن أخطاء أحد. وإذا طُلب مني وصف نفسي سأقول: رجل مبذّر في ثنائه، مسرف في تقديره.

وإذا كان هذا ما يفعله شواب، فماذا نفعل أنا وأنت؟ عكس ذلك تمامًا. فإذا لم يعجبنا شيء، ثرنا غضبًا، وإن أعجبنا شيء، التزمنا الصمت.

وكان الثناء المخلص سرًا من أسرار نجاح روكفلر في معاملة الناس. فمثلًا، حين خسر شريكه إدوارد بدفورد مليون دولار بعد صفقة فاشلة، كان بمقدور روكفلر أن يوبخه، لكنه أثنى عليه لاستطاعته إنقاذ 60% من المال المستثمر.

لقد لجأت مرة إلى الصوم عن الطعام ستة أيام متتالية، فلم أجد في ذلك صعوبة، وأحسست بجوع أقل في اليوم السادس من اليوم الثاني.

وبرغم ذلك، فإن الكثيرين يشعرون بعذاب الضمير إذا تركوا أهلهم دون طعام، ولا يشعرون به إذا تركوهم دون ثناء صادق. إننا نتعهد بغذاء أجساد من نعولهم، ونادرًا ما نتعهد بتغذية عزة أنفسهم بالثناء والمديح.

قد يرى القارئ أن هذا الكلام نوع من الرياء والتملق. وهذا صحيح إذا لم يكن الثناء صادقًا. فالإطراء الكاذب لا ينفع مع الأذكياء؛ لأنه فارغ وأناني.

الفرق بين التقدير والإطراء بسيط:

الأول: نقي وخالص

الثاني: أناني ومغشوش

الأول: يصدر من القلب

الثاني: يصدر من اللسان

الأول: مجرد من الأنانية

الثاني: جزء منها

لقد رأيت أخيرًا تمثالًا نصفيًا للجنرال أوبريجون في قصر تشابولتيك بمدينة مكسيكو، وقد كُتب على قاعدته: "لا تخشَ الأعداء الذين يهاجمونك، بل احذر الأصدقاء الذين يتملقونك."

وكان لدى الملك جورج الخامس مجموعة من الحكم داخل برواز على جدار مكتبه في قصر بكنجهام، منها: "لا تعلّمني إجْزال العطاء، ولا الترحيب بالإطراء الرخيص."

وقُصد بالإطراء الرخيص التملق، الذي عرّف مرة بأنه: إخبار الشخص الآخر بما يعتقده في نفسه. قال رالف والدو إيمرسون: "إن كل إنسان أقابله هو أفضل مني بطريقة ما، ومن هنا أستطيع أن أتعلم منه."

وإذا كان هذا الأمر صحيحًا لإيمرسون، أليس من المحتمل أن يكون صحيحًا لي ولك؟

دعونا من التفكير في أنفسنا، وتعالوا نعدد الصفات الطيبة في كل من نقابله، ونمنحه الثناء الصادق والمخلص. كن مبذّرًا في ثنائك، سخيًا في امتداحك. يحفظ الناس كلماتك ويذكرونها طيلة حياتهم، حتى بعد أن تنساها أنت.

مقتبس من كتاب  فن التعامل مع الناس لـ_دايل كارنيغي

السلوك
المجتمع
الحب
النجاح
العمل
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم

    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين

    الحجاب في عصر الاستعمار

    الحرية منحة إلهية مستمرة مدى الحياة

    آخر القراءات

    علم الطاقة الكونية: حقيقة أم دجل؟

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الاستشراق في الأدبيات العربية

    النشر : الخميس 14 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ألف باء التواصل الاجتماعي

    النشر : الثلاثاء 23 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    كيف تعوض نقص المغنيسيوم في الجسم باستخدام الأعشاب؟

    النشر : الأحد 18 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    التوازن العالمي.. بين المجتمع والواقع

    النشر : السبت 17 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    كيف تؤثر الدعاية وحملات الاعلانات على المجتمع؟

    النشر : السبت 02 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 523 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 401 مشاهدات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    • 357 مشاهدات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    • 342 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 341 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 329 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3528 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1222 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1187 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1103 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1067 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1027 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟
    • منذ 20 ساعة
    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟
    • منذ 20 ساعة
    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
    • منذ 20 ساعة
    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين
    • الأثنين 23 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة