في مسيرة الإنسان لرحلة الحياة تواجهه تحديات وهي كثيرة: تحديات صحية وعائلية وشخصية وليس المهم إلى أين تقودك ولكن المهم إلى أين ستوجهها وكيف ستتعامل معها، الاختلاف بين شخص ناجح في حياته وآخر فاشل هو أن الناجح يعرف كيف يتعامل مع أفكاره ومع نفسه وكيف يتصل وكيف يرتقي بنفسه.
كثير من الناس يسعون لجمع المال والأشياء ولكن القليلين منهم يسعون لتطوير أنفسهم وتحسين قدراتهم ومهاراتهم وفي تعلم شيء جديد ينفعهم في حياتهم، اعلم أنه لن يتغير شيء في حياتك ما لم تتغير أنت، والسؤال: كيف تتغير؟ غير إدراكك، غير أفكارك، غير المعاني أوحيت بها لنفسك فإذا أقدمت على عمل سلبي كأن تدخن أو تسرق.. الخ فماذا تفعل حتى تغير هذا السلوك؟ اربط هذا التي هذا السلوك بعواقبه الوخيمة وتخيل ذلك واربطها بأحاسيس سلبية ومحزنة مثل الندم والفشل والإحباط، بعد ذلك سوف تبتعد تلقائياً عن أمثال هذا السلوك السيء فالعقل سوف يبعدك عنه.
العقل الواعي يركز على المحتوى، يتعرف على المعلومات، ثم يقوم بتحليلها وعمل اللازم من: إلغاء، وتعميم، وتحريف، وتخيل، مجرد أن تركز على شيء فإن ما تركز عليه يؤثر في أحاسيسك وسلوكك، فيقوم العقل بثلاث عمليات: يلغي كل شيء سواه حتى تستطيع التركيز على ما تفكر به، ثم يعممه لك ثم يساعدك على التخيل وتحريف المعلومات، ماذا يعني تحريف المعلومات؟ أي إن سمعت حكاية من شخص وأردت سردها لآخر فإنك سوف تحرف بها تزيد عليها أو تنقص أي تضفي شخصيتك على ما تحكيه.
إن الأحاسيس تتراكم وتنتقل نتيجة للتذكر والإدراك والتخيل، لذا تحمل مسؤولية حياتك، ولا تلم أحداً أبداً إن كانت وقعت لك حادثة سيئة في الماضي فلا تضف عليها سلبيات أخرى، فتجعل منها صورة مكبرة فمثلاً أزمة وقت الفراغ وتضييعه بالسلبيات، كيف ننتهزه لتحقيق أهدافنا؟.
كثير منا يشتكي طوال العام من ضيق الوقت ومن أنه لا يجد وقتاً حتى لقراءة صفحتين القرآن الكريم يومياً أو مطالعة صفحتين من كتاب معين، بينما إدارة الوقت جزء من ديننا وتراثنا وثقافتنا..
وفي الحديث (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
ونذكر مثال على ذلك، أن ما كتبه ابن جرير من مؤلفات طوال حياته يعادل 14 صفحة يومياً (كتابة وليس قراءة) بمعنى أنه لو قسمنا عدد صفحات ما ألفه ابن جرير على عدد أيام حياته لكانت بمعدل 14 صفحة يومياً. نعود للموضوع لنسرد هذه الطرق الكفيلة بأن تحفظ الوقت وتزيده بركة وإنتاجية:
1 ـ الإدارة الجيدة للوقت لا تعني العمل المتواصل المرهق فلقد ولى زمن التعب والإرهاق في العمل.
2. لا بد من توزيع الوقت بين العمل والمنزل والصحة والنفس والعائلة «فأعط كل ذي حق حقه».
3. الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
4 ـ يجب أن يكون لديك قائمة للمهام المكتوبة يومياً على الأقل ويحبذ أسبوعياً وشهرياً وسنوياً.
5ـ تذكر أن 70٪ من الوقت يهدر فيما لا فائدة فيه.
6 ـ وأن 15٪ من الوقت يهدر في المجاملات.
7ـ لا بد من تفويض مهامك لغيرك.
8ـ ابدأ بالمهم والمستعجل من أعمالك .
9ـ انتبه لما يطلبه منك مديرك .
10ـ ساعد موظفيك مباشرة ولا تقل لهم أعطوني مهامكم لإنجازها نيابة عنكم .
11- حاول أن تبدأ بالأعمال الهامة وغير المستعجلة أولاً بأول .
12- إذا أخرت أعمالك لآخر لحظة فسوف تعيش سياسة إطفاء الحرائق أو ما يسمى بإدارة الأزمات من أزمة إلى أخرى.
13- إذا بقيت دون خطة اجتثك الآخرون وبقيت تخدم أهدافهم وأولوياتهم وتعيش في فلكهم.
14- وزع وقتك بالنسب المناسبة لكل أهدافك في الحياة ابتداء من الدار الآخرة ومروراً بالعائلة والوظيفة وانتهاء بالتسلية والاسترخاء وأن تكون مقاسة ومحددة ويمكن تحقيقها.
15- تحسّس مواهبك واستثمرها بشكل أفضل ونقاط ضعفك وقوها وعالجها.
16- أهدافك يجب ومناسبة ولها وقت محدد لتنفيذها.
17 ـ قائمة الأعمال اليومية يجب ألا تقل عن 7 مهام عملية لتنفيذها غير فطرية إذا لا تكتب الأكل وخلافه.
18 - جدول إجازتك الفصلية والسنوية وتحدث عنها كثيراً فالجسم يتوق للراحة والاستجمام ويبدع إذا ما عرف أن هناك إجازة في انتظاره.
19- إذا لم تخطط لوقتك ستندم يوماً ما.
20- يجب أن تكتب أهم عشرة أهداف لكيفية الحياة وتضعها قبل أن تأوي على فراشك اليوم.
اضافةتعليق
التعليقات