كانت تلك الزيارة إلى العيادة هي الأصعب في حياتي. أذكر كيف جلست على كرسي الانتظار وأنا أحاول إخفاء توتري وقلقي الشديدين. كنت أجهل ما ينتظرني وراء تلك الأبواب المغلقة، ولكن كان لدي شعور داخلي بأن الأمر لن يكون جيداً.
وعندما خرج الطبيب وأخبرني بالتشخيص، شعرت وكأن الأرض انفتحت تحتي. السرطان! كلمة رهيبة تداعت في ذهني، مصحوبة بكل المشاهد المخيفة والمؤلمة التي رأيتها أو سمعتها عنه. لم أستطع الحديث أو حتى البكاء. كنت مجرد كتلة من الصمت والرعب.
وفي تلك اللحظات، عبرت لحظات حياتي أمام ناظري. تذكرت أطفالي الثلاثة وزوجتي الحنونة، وكيف سيكون مصيرهم إذا لم أنجح في هذه المعركة. تذكرت والدي وأمي، وكيف سيكون شعورهما بفقدان ابنهم الوحيد. وانتابني الندم على كل اللحظات التي أهملت فيها علاقتي بالله، وكل الأيام التي مرت دون أن أذكره أو أتقرب إليه.
كانت تلك أصعب لحظات حياتي. لم أستطع النوم ليالٍ طويلة، وكنت أمضي ساعات في البكاء والتفكير في مستقبلي المجهول. كنت أحاول أن أستعد نفسياً لما ينتظرني، ولكن كل محاولاتي كانت باهتة أمام تلك المعركة القاسية.
تحوم في ذهني أسئلة مؤلمة: هل ستنتهي حياتي فجأة دون سابق إنذار؟ هل سأعاني في لحظات النهاية؟ هل ستنسى الدنيا وجودي بعد رحيلي؟ أشعر بالقلق والحزن الشديدين وأنا أتخيل هذه المشاهد المرعبة.
ولكن بعد شهر من تلك الزيارة المشؤومة، جاءني الطبيب ليخبرني بأن التشخيص كان خاطئاً. لم يكن هناك أي إصابة بالسرطان! كانت تلك أجمل أخبار سمعتها في حياتي. شعرت بفرح لا يوصف، وكأنني ولدت من جديد. وفي تلك اللحظة، تذكرت الله وشكرته من أعماق قلبي على نعمة الصحة والحياة التي منحنيها.
منذ ذلك اليوم، أصبحت أكثر اهتماماً بعلاقتي مع الله. أداوم على الصلاة والذكر، وأحرص على قراءة القرآن الكريم. أدركت أن الله لا ينسانا ولا يتركنا وحدنا في محن الحياة. وأقسمت على أن أكون أكثر اهتماماً بعبادته والتوجه إليه في كل أمور حياتي.
أيها القارئ الكريم، أنصحك بأن تستمتع بحياتك وتسعد عائلتك وتعمل على إرضاء ربك، فالحياة قصيرة ولا أحد يعلم ما ينتظره في المستقبل. حفظنا الله وإياكم من كل سوء.
اضافةتعليق
التعليقات