أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية للسنة الثالثة على التوالي موكبا ثقافيا متنوعا، بدأ خدماته الفكرية يوم الأحد٤_١٠_٢٠٢٠ م المصادف ١٦ صفر ١٤٤٢ ولمدة خمسة أيام، مقابل نفق العباس، وتضمن مجموعة من الأنشطة الثقافية المختلفة للأطفال والكبار.
من الأنشطة المُقدمة عرض الكتب التي قدم فيها الموكب كتب للمطالعة وكتب أخرى يقرأ منها الزائر عشرة دقائق ليحصل على كتاب آخر مجانا، وتنوعت العناوين بين الدينية والتنموية وأخرى التي تتناول مصطلحات نفسية فضلا عن السياسية والثقافية، ومجموعة من إصدارات جمعية المودة والازدهار، وأيضا ألحقتْ بهذه الفقرة مجموعة من الهدايا التي تحمل رسائل للزائر.
أما النشاط الآخر والذي لاقى اقبالا واسعا وهي سبورة الرسائل إلى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه، والرسائل حملتْ الكثير من الألم والأسى لفقده والدعاء له بتعجيل فرجه ليأخذ بثأر جده الحسين عليه السلام، وليحق الحقَّ ويحققه، وليعم السلام، فضلا عن رسائل الاشتياق والحسرات المرافقة لكلمات الزوار.
وأما على جدران الخيمة فكانت مجموعة من البوسترات والتي عرضتْ بصورة انفوكرافك يلخص مجموعة من المواضيع والتي تقوم بتوضيحها الكاتبة ولاء الموسوي: الأول حمل عنوان الاشاعة حيث عرفتها، وفصلت في عوامل انتشارها ألا وهي:
الشك العام، والقلق النفسي، سرعة تلقي الاشاعة أو سذاجة المتلقي أو عقلية القطيع، الترقب والتوقع وعدم الاستقرار وعدم الثقة، وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع، سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي، الفراغ الناتج من تفشي ظاهرة البطالة الظاهرة والمقنعة، ثم تتطرق لكيفية التعامل معها: عدم الاستعجال، وعدم التصديق بكل ما يقال، الوعي والثقافة واعتماد أساليب تعتمد على التحليل والمحاورة، تجاهل الاشاعة وعدم نشرها.
أما الثاني فتناول أهمية الدعاء: حيث وضحتْ أنه سبيل للارتباط بالله عز وجل وطريقة غير مباشرة للتعليم، وبينت ماذا نطلب في الدعاء؟ وأن نرفع سقف دعواتنا وندعو لإمام الزمان، وكيف الدعاء يغير الأقدار فعن الامام الباقر عليه السلام: (الدعاء يرد القضاء المبرم).
ثم عرّجتْ على عبارة محيا محمد وآل محمد: وكيف هي طريقة حياتنا؟ مستشهدة ب(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم تطرقت إلى أهمية القدوة، ثم لخصت عبارة (ممات محمد وآل محمد) بحسن الخاتمة والأثر الطيب وختامها أهمية زيارة عاشوراء.
أما الثالث فعن الحب والامام (عليه السلام) وابتدأت الموسوي بأساس الكون واكسير الحياة التوجيه الذي يصنع جوهر الانسان فيجعلنا قادرين على البناء، العطاء والاستمرار و أساس الكون والخلقة الحب (إني ما خلقت سماء مبنية... إلا لأجلكم ومحبتكم) وأجر الرسالة السماوية كان شيئاً واحداً فقط وهو: المودة، وأن الله تعالى هو ملهم الحب ومصدره الأول ومن أسمائه عز وجل "الحبيب" وأهل البيت عليهم السلام هم سادات الحب وأقدس لغة الحب هي الصور التي تجلت في يوم عاشوراء ولا تزال دستوراً الهياً لكل من يروم أن يكون إنساناً حُرا في هذه الدنيا.
ثم بينتْ صفات المحب الحقيقي: معرفة الله ووليه في كل زمان، الطاعة إليه، نكران الذات والهوى أمام الامام المفترض الطاعة، التفاني، الصبر، الإخلاص.
أما آثار الحب فعدّدتْ منها: يمنحنا الأمن والاطمئنان، ويمنحنا الانضباط العملي والسلوكي لأنّ المحبَّ لا يمكن أن يغضب أو يزعج حبيبه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، يدفعنا لنحب كل من أحبَّ الله وأحبّه الله بعيداً عن الهوى والعصبية وإن المحب لمن يحب مطيع.
الرابع: تطرق إلى المعرفة والقرب افتتحته الموسوي بمن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
فما المعرفة، وكيف نصلها؟ المعرفة هي العلم بالجزئيات، أما العلم فهو العلم بالكليات.
أما كيف نصل للمعرفة؟ فهناك خطوات من أجل الوصول، أولها الحب والرغبة والسعي للزيادة بإرادة دون توان.
وفي ماذا تستوجب المعرفة فصلتْ: الحب الخالص الصادق، الإخلاص والثبات، البذل ونكران الذات.
ومراحل المعرفة لخصتها في ثلاث: معرفة الله، معرفة الرسول، معرفة الإمام، والمعرفة دليل الحب.
أما الختام فكان مع التلبية في إن لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري.
بعد توضيح معنى التلبية تطرقتْ إلى نصرة الامام التي ليست مقصورة بزمان ولا مكان معين.
وتحدثتْ عن داعي الله وماهي خصوصياته، فهو الذي يدعو الناس إلى الله تعالى وهو النبي (صلى الله عليه وآله) والامام (عليه السلام).
وكيف ننصر الحسين، وماهي أشكال النصرة، اختصرتها في الأخلاق، التربية، الاعلام، اجابة القلب، الايمان، الإخلاص، النية، أما اجابة السمع والبصر: فالبصر بالابتعاد عن نظرة الحرام، وأهمية البكاء لتنقيتها، والسمع: عدم سماع الغيبة، الاستماع إلى الموعظة والحكمة.
أما فقرة الأطفال قدمتها الكاتبتين رقية تاج وضمياء العوادي: والتي تتضمن مجموعة من القصص الهادفة والتي تصب في مصب الثقة بالله والتأمل في نعم الله تعالى، وتجنب النظر إلى نعم الآخرين وغيرها من العبر التي تطرقوا لها بصورة قصصية مميزة، كما قدما للأطفال بعضا من قصص أهل البيت عليهم السلام، كما تضمنت هذه الفقرة مجموعة من الهدايا ذات الطابع الديني لترسيخ قضية الامام الحسين في أذهان الأطفال من خلال تفاعلهم مع الحكم المطروحة في القصص.
وقد أبدى مجموعة من الزائرين اعجابهم بهذه الفقرات حيث وصفوها بمحطة استراحة ثقافية يحتاجها الزوار، لتبقى العِبرة ملازمة للعبرة.
ومن الجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار تسعى لتدعيم ثقافة أهل البيت عليهم السلام، ونشرها لرفع المستوى المعرفي والثقافي لدى المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات