جاء في الحديث: "حب الأوطان من الإيمان".
للوهلة الأولى قد لا نتمكن من فهم الحديث، فكيف يمكن أن يكون حب الوطن إيمان؟ وهل يعني ذلك أن الايمان يكون ناقص بلا حب الوطن، وماذا يعني الوطن، وكيف يكون حبه؟.
الحب الذي يهتم به الإسلام هو العمل الذي يتناسب مع تعاليمه ويكون سبب في تحقيق أهدافه السامية.
أما الوطن فهو ليست الأرض التي يولد بها الإنسان فحسب، بل يُقصد به الأرض التي تكون منطلق لفكر الفرد في خدمة دينه.
فأي أرض يشعر الإنسان بالإنتماء اليها، وفيها تنفجر طاقاته الإبداعية في خدمة الاسلام ونشر ثقافته يكون وطن له.
كيف يكون حب الوطن إيمان؟
الجواب هذه الأيام واضح، مع خروج الملايين حباً بالوطن للمطالبة بإنقاذ وطنهم من الفساد يتم فهم ربطوا حب الوطن بالإيمان.
- خروج هذه الأعداد بلا اعتداء على المُمتلكات العامة وشعارهم ( سلمية) فقط ليطالبون بحقوقهم ويستردون كرامتهم التي اراد البعض سلبها، يظهر ذلك مبدأ من مبادئ الاسلام بحرية الفرد وشعوره بالمسؤولية إتجاه نفسه واهله و وطنه.
- عندما يتجمع الشباب والفتيات بلا مضايقات، حيث تسود بينهم روح الإخوة والغيرة.
- عندما يكون الجميع مسؤول عن تنظيف الشوارع وإعادة تهيئتها وإصلاحها، اصحاب الشهادات مع الكسبة، الغني مع الفقير، الكل يشعر بالمسؤولية.
- في الوقت الذي ينتبه الشاب لطاقته الإبداعية التي اودعها الله داخله فيفجرها بعد أن أهملها لسنوات ويعكسها في كُل مكان، إما على هيئة إختراعات جديدة من مواد بسيطة تنفعه والمتظاهرين معاً، أو انها تكون مواهب جميلة تُزين الشوارع.
- عندما تنعدم الطبقية والعرقية، فتختفي التسميات فلا مسلم ولا مسيحي، لا سني ولا شيعي، لا عربي ولا كوردي، لا تسمية إلا المواطن العراقي.
- عندما يعتمد الجميع على الله وأهل البيت في أمورهم فتجدهم يكررون عبارة (سننتصر بعون الله وأهل البيت).
- عندما ترتفع اصوات الغناء فيرفض الجميع ذلك وتُستبدل بأصوات الرثاء وآيات القرآن، فينتبه حتى من كان غافلا.
- عندما يستيقظ المعتصمين لصلاة الفجر، ويرتفع صوت الاذان عالياً، فينهض حتى من كان يتكاسل فيما قبل.
- عندما تُنشر ثقافة العدل السماوي في الصفوف بين لوحات تُرفع (الشعب يحتاج إلى ظهور الإمام) واصوات تتوحد بدعاء الفرج.
كل ذلك يحدث عند مجموعة من شباب العراق الذي اخرجهم حب العراق للمطالبة بحقوقهم، فتحول حب الوطن الى إيمان وإن كان وقتياً إلا انه سيؤثر بلا شك.
فحب وطن كالعراق يعني حب لمقدساته المتمثلة بقبور ستة من الأئمة المعصومين، وقبور الصالحين من أولادهم، آثارهم وأماكن عيشهم وحكمهم، يزرع في النفوس حبهم والتمسك بهم صلوات الله عليهم، حب العراق يعني حب لدولة العدل التي ستحكم العالم بقيادة بقية آل محمد عجل الله تعالى فرجه.
ماذا لو استثمرنا هذه المظاهرات لإصلاح المجتمع أولاً قبل إصلاح الحكومات، وبذلك نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لتهيئة النفوس لإقامة دول الحق برئاسة مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه.
اضافةتعليق
التعليقات