اسم الكتاب: فخ التعلق
المؤلف: الشيماء عبد العال
التصنيف : علم النفس
عدد الصفحات:85
تتأثر حياتنا كثيرا بالعلاقات الاجتماعية فهي لا تخلو من تأثيرها السلبي ويجب أن لا تخلو من تأثيرها الإيجابي ونعلم إن التعلق من أبرز التأثيرات السلبية التي قد تنتجها علاقة سامة أو علاقة غير مستوية للحدود أو المساحة المشروعة بين الطرفين.
ويحدث التعلق نتيجة أسباب كثيرة منها الفراغ العاطفي، الحالة النفسية السيئة في فترة العلاقة، الاحتياج، وغيرها وعلى اعتبار إننا لا نضمن النهايات مهما بدت المشاهد صادقة فلو فرضنا حدوث فراق أو نهاية حزينة بين الطرفين ولمختلف الأسباب فإنك ستمر بتجربة شعورية سيئة جداً تشعرك بالتشوش وعدم القدرة على التفكير أو رؤية الحقيقة بشكل واعٍ ومنطقي وهذه من أولى أعراض التعلق وبعدها ستدخل بدوامة ما تبقى من أعراضه وستضع نفسك عرضة للتأويل والأخطاء أو ستفكر بلوم نفسك ومحاولة وجود أسباب تقنعك بما حدث.
فمرة تفكر بتحديد قيمتك وتفرض [أنا اساوي ما أعطى] وتشك بعطائك وفي حقيقة الأمر أنت لست بمحط مقارنة بأي شيء من الأساس وقيمتك الحقيقية ليست فيما تعطي بل في حجم تأثيرك في الآخرين أو ستشعر في هبوط قيمتك بأن [قيمتي في تقدير الآخر] وهذا خطأ، فلنفرض إنه لن يقدر فيجب أن لا تشعر بالدونية والتحقير الداخلي استجداءً لشعور التقدير منه ويرجع هذا للاحتياج البليغ في رفع الدوبامين والحصول عليه من خلال تقديم العطاء المفرط للآخرين ولو على حساب نفسك وعلى نفس وتيرة السعادة فإن التقدير الحقيقي لن يمنح من قبل الآخرين وإنما أنت من يمنحه لنفسك وحينها لن تؤثر بك الهزائم.
من ناحية أخرى وفي حال كانت العلاقة سامة ربما ستكون غير قادر على أن تحكم إن كانت العلاقة فعلا سامة أم لا لأنك لا زلت معتقداً بقلوبها الحمراء المزيفة وكلماتها الساحرة ولكنها ليست كذلك تماما العلاقة السامة قد لا تكون سيئة كليا بل على العكس ربما تكون إيجابية لدرجة خداعك بما تشعر وهيمنة قلبك عليك حين تظن بالحقيقة ويحتم عليك الاختيار بين قلبك وعقلك، فهي تتدرج بالإفصاح عن وجهها وإزالة القناع حتى تبدأ أعراض الانسحاب من الطرف الآخر وتبدأ آلامك من التعلق تظهر جسديا وبعدها تدخل مرحلة الإنكار حيث لا تصدق الزيف الذي كنت فيه وكمية المشاعر التي راحت هباءً وعدم التصديق لتتحول للغضب منك ومن الشخص المقصود وآخرها حين تعترف بإدمانك لعلاقة إستهلكت جزء منك ولتبدأ بالسير الآمن بعدها عليك أولا بالتسليم للأمر وتقبله وأن تقطع التواصل وتحصل على مصادر الدعم الآمنة قدر المستطاع.
ومن القواعد المهمة والنفسية في قوانين العلاقات بأنها مصادر للراحة فمن المفترض أن تجعلك تشعر بالارتياح لا بالسوء وتكون مصدرا للأمان لا للقلق، فالعلاقات السيئة يمكنها أن تشكك في شعورنا الجيد ويمكنها أن تغير تصورنا عن أنفسنا وقيمتنا وقيمة كل شيء حولنا، فحتى تبدأ رحلة التشافي أول خطوة يجب عليك إتخاذها أن تسامح نفسك على ماحدث من خطأ وتقرر العبرة منه وأن تقول "لا" للعلاقات السامة المعقدة مجدداً.
لأن في الواقع ستواجه الكثير من العلاقات وترى حقيقة بعض الأشخاص المخالفة لطبعك في الحب والتعامل بعضهم من يحب التملك في محبوبه أو التسلط عليه أو الاعتمادية في شخصيته أو النرجسية والإمباثية أو ممن يغرقون بالعسل بداية كإغراق عاطفي ولاحقا يجحفوه؛ في المقابل لكل ما ذكر أساسيات للتعامل والرفض والقبول مع طبيعته أو العلاقة معه للسيطرة على نظام الأمور ولعدم الوقوع في فخ عشقه.
يشرح الكتاب العلاقة الصحية ويبين أهم النقاط منها حتى نصل إلى أن "العلاقة الصحية ترتب الفوضى التي بداخلك وتطمأن روحك وقد تغيرك إلى إنسان جديد" يفرض هذا بوجوب بناء العلاقة تبعا لمبدأ الأخذ والعطاء المتوازن فيشرح طرق العطاء من الطرفان في الحب والمشاعر والأمان من الناحية الوجدانية من جهة والاستقرار والمشاركة والمسؤولية من الناحية الحياتية من جهة أخرى.
هناك نقاط اساسية لتوضيح العلاقة اذا كانت صحية أم لا :
أولا: مبدأ الأخذ والعطاء أو ما يسمى نفسيا win_win.
ثانياً: المسؤولية تجاه العلاقة وذلك بتشريعها برابط شرعي أو قانوني يؤكد رابطها ويأمن نهايتها.
ثالثا: لغة التواصل وقنوات التفاهم وطرق التنازل والمساحات والحريات وتقدير حدود الآخر كلها تبين مدى صحة العلاقة وتزيد روابط متانة العلاقة ونشاطها، قد يعتقد الكثيرين إنهم مروا في علاقة حب حقيقية ولكن حين يرتب القواعد النفسية ويقارنها بعلاقته يجد الوهم سيد الموقف وحين يفتش عن إجابات لا يجد أياً منها لأسئلته الكثيرة، حتى إنه يكتئب بداية الفراق عن محبوبه وقد يصل اكتآبه إلى صحته الجسدية وقد يتهور ويؤذي نفسه أو من حوله أو يقرر قراراً عشوائياً قد يندم لاحقاً والبعض من يفكر بالانتقام وهو أبغض الأمور لأنه دليل على سيطرة الشخص على كل تفكيرك ومشاعرك وهيمنته على حكمة قراراتك.
والبعض ممن يتخذ دور الضحية ويستمر بمشاركة القصص والابيات الحزينة ويبقى معلقاً آماله طويلاً ولا يتخطى الماضي آملا في اللا شيء حتى تتجنب الوقوع في فخ التعلق وتتمتع بصحة نفسية.
الافضل يجب عليك أن تحتفظ بحياتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحفظ لسانك من الإفصاح عن خصوصياتك وأن تقرر تسمية العلاقات قبل الدخول فيها وتتجنب سريتها وأن تضع حدود نفسية لمشاعرك ، دينك ، ورأيك بالإضافة إلى أنه يجب قناعتك بأنك ليس منقذ للعلاقة ولا لصاحب العلاقة وأيضا وجوب تقبل الرفض وتقبل نفسك أولا و أخيرا.
في فترة مابعد الصدمة عليك أن تتحلى بالحكمة نعني مابعد صدمة الفراق او الخذلان اوالخيانة يجب أن لا تتسرع في اتخاذ اي قرار بشأن العلاقة او صاحب العلاقة لأن مشاعرك في فترة استثارة كبيرة ونظرة شاحبة وتفكيرك في ضبابية من الحقيقة فالأفضل أن تنتنظر هدوئك وتتأكد من حكمك أولا على ماهية العلاقة وتساعد على تعافيك تدريجيا وتتقبل الأمر بأنها فترة التفريغ فمهما طالت ستنتهي وتزول وبعدها ستظهر الحقائق والصور بأوضح دقة.
ومن المهم أيضا هو مساعدة نفسك على التعافي لخطورة عدم التعافي من آثار العلاقات السامة و تشكيلها لأفكار ومعتقدات سيئة تظهر في سلوكك ربما تكون قادرة على حجب سعادتك أو شعورك باللحظة ستصنف على أساسها علاقاتك القادمة وتحكم المشاهد بإطار واحد ومنها :النمذجة في العلاقات :ستتوقع التشابه في علاقاتك وتضع لها النهاية السيئة وإن كانت إيجابية أو تتنبئ بفشل العلاقة ك رد فعل لا واعي بعدم استحقاقك العاطفة وربما العكس من الإغراق العاطفي أو التجويع المجحف الذي أنت فيه وايضا التعلق المَرضي وهذه كلها نتيجة لعدم تشافيك الكامل او الحقيقي وإحتجاز مشاعرك السلبية في عقلك اللاواعي وهو مَجمع للمشاعر الموقودة والتي تنطلق بمجرد تحريكها بمستثار وستولد لك آلام جديدة.
اضافةتعليق
التعليقات