تشتد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي مع دخول نموذج غوغل الجديد جيميناي 3 (Gemini 3)، الذي وضع شركة أوبن إيه آي تحت ضغط كبير ودفعها إلى تسريع وتيرة تطوير نماذجها. ووفقاً لتقارير إعلامية، تعمل أوبن إيه آي حالياً على إطلاق نموذج محسّن يُرجَّح أنه يتفوق على جيميناي في التقييمات الأولية.
ومنذ إعلان شركة ألفابت عن جيميناي 3 في نوفمبر الماضي، ظهر تفوق ملحوظ للنموذج في بعض الاختبارات القياسية مقارنة بـ شات جي بي تي، ما شكّل مفاجأة لأوبن إيه آي التي تربعت على قمة المنافسة منذ إطلاق شات جي بي تي عام 2022. وأدى ذلك إلى رد فعل داخلي قوي، إذ أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن سام ألتمان أعلن "الإنذار الأحمر" داخل الشركة وطلب إعادة تركيز الجهود على تطوير شات جي بي تي.
ويرى محللون أن ميزة غوغل لا تكمن فقط في تطوير نموذج متقدم، بل أيضاً في امتلاكها بنية تحتية ضخمة، وقاعدة مستخدمين واسعة، وإمكانات هائلة لتوزيع منتجات الذكاء الاصطناعي عبر خدماتها المختلفة. فقد أكد سوندار بيتشاي أن عدد مستخدمي تطبيق جيميناي تجاوز 650 مليون مستخدم شهرياً، بينما يواصل شات جي بي تي جذب أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً.
ورغم ذلك، تواجه أوبن إيه آي تحديات مالية ملحوظة، إذ تعتمد بشكل كبير على اشتراكات المستخدمين والتعاونات مع الشركات، في الوقت الذي لا تزال فيه التكاليف التشغيلية—خصوصاً المتعلقة بمراكز البيانات—مرتفعة للغاية. وتشير تقديرات مصرف "HSBC" إلى أن الشركة قد تسجل خسائر تتجاوز 70 مليار دولار رغم توقعات بنمو كبير في الإيرادات بحلول 2030.
أما غوغل، فتستفيد من تنوع مصادر دخلها وقدرتها على ضخ استثمارات ضخمة تقدّر بنحو 93 مليار دولار هذا العام في مجال الذكاء الاصطناعي وحده، إضافة إلى تطوير رقائق خاصة تقلل اعتمادها على شركات مثل نفيديا.
وتتسع المنافسة اليوم لتشمل شركات مثل أنثروبيك ومسترال في أوروبا، إلى جانب تقدّم الصين بنماذج جديدة مثل ديب سيك (DeepSeek) من بايدو، الذي تقول الشركة إنه ينافس نماذج GPT-5 وGemini 2.5 Pro. ويحذّر خبراء، من بينهم رئيس نفيديا، من أن الفجوة بين الولايات المتحدة والصين في هذا المجال أصبحت "ضئيلة للغاية".
وفي ظل هذا السباق المتسارع، يبدو أن مستقبل الهيمنة على الذكاء الاصطناعي لم يُحسم بعد، فيما تبحث أوبن إيه آي عن نموذج أعمال قادر على تلبية تكاليف تشغيل ملايين المستخدمين أسبوعياً.








اضافةتعليق
التعليقات