يلعب الحوار دورًا محوريًا في نجاح البرامج التلفزيونية والإذاعية، فهو ليس مجرد تبادل للكلمات، بل هو فن يتطلب مهارات خاصة وقدرة على إدارة النقاش بشكل فعال وجذاب.
ثمَ أن فن الحوار يُعدّ أحد أهم عناصر نجاح البرامج التلفزيونية والإذاعية، بل وحتى في برامج البودكاست والمنصات الرقمية الحديثة. فالحوار الجيد لا يُثري فقط محتوى البرنامج، بل يُكسبه جاذبية ويجعل الجمهور أكثر تفاعلاً وارتباطاً به.
مقدمو البرامج الحوارية ما نلاحظه في الفترة الأخيرة. يثبتون كل يوم أن فن إدارة الحوار في وادٍ، وهم في وادٍ آخر!، إن أهمية الحوار المثير والشيّق يجذب انتباه الجمهور ويزيد من تفاعلهم مع البرنامج.
فالحوار هو وسيلة فعالة لنقل الأفكار بشكل واضح ومبسط للجمهور. كما أن الحوار الجيد يخلق جوًا من التفاعل بين الضيوف والمقدم، مما يجعل البرنامج أكثر حيوية.
ومن الأساسيات التي تفتقر لها البرامج هو الاستماع الفعال ، فالمقاطعة المستمرة، والقفز العشوائي بين الأسئلة، وتشتيت الأفكار قبل أن تكتمل، أصبحت القاعدة لا الاستثناء!
فنلاحظ الضيف بالكاد يبدأ بالإجابة حتى يقتحمه المقدم بمداخلة غير مبررة، فتضيع الفكرة، ويجهَض النقاش. والأسوأ من ذلك أنهم يظنون أنفسهم (محترفي حوار الجدلي) و(أسياد سرعة البديهة)، لكن ما يمارسونه فعلياً هو تهريج إعلامي بعيد عن الاحتراف!
إذ يجب على المحاور أن يستمع باهتمام إلى ما يقوله الضيف، وأن يتجنب المقاطعة إلا للضرورة. إضافة إلى طرح الأسئلة المناسبة إذ يجب على المحاور أن يطرح أسئلة واضحة ومحددة، وأن يتجنب الأسئلة التي تحمل إجابات مسبقة، وأسئلة مُحرجة للضيف.
مع أهمية إدارة النقاش فيجب على المحاور أن يكون قادرًا على إدارة النقاش بشكل فعال، وأن يوجهه نحو تحقيق أهداف البرنامج. كما يجب أن يكون قادرًا على التكيف مع مختلف الضيوف، وأن يتعامل مع الردود بشكل احترافي. ليكون الحوار سلسا ومثمرا.
إن القدرة على خلق جو مريح للضيوف يشجعهم على التعبير عن آرائهم بحرية. ولغة الجسد ونبرة الصوت تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الرسالة، فالنبرة الهادئة والإيماءات المعتدلة تُسهم في بناء جو إيجابي.
يمكن القول إن الحوار الجيد هو عنصر أساسي في نجاح البرامج التلفزيونية والإذاعية، فهو يساعد في جذب الجمهور ونقل المعلومات والأفكار بشكل فعال.
الحوار الإعلامي علم يقوم على الإنصات، احترام تسلسل الأفكار، وفتح المساحات للنقاش. لكن ما نراه هو فوضى تفتقر لأبسط قواعد إدارة الحوار التفاعلي والتدفق المنطقي!
إن أغلب البرامج التي نشاهدها أو نسمعها لا تثير الفكر، ولا تقدم محتوى!، إذا لا يمتلك أغلب المقدمين فن الحوار فهو يحتاج القدرة على التواصل الفعّال والمثمر بين الطرفين بطريقة تُظهر الاحترام المتبادل، وتُسهم في تبادل الآراء والأفكار بوضوح وهدوء. ويتطلب هذا الفن مهارات لغوية وذهنية، إلى جانب قدر من الذكاء الاجتماعي والانفعالي.
أخيرا، إن فن الحوار الجيد هو عماد البرامج الناجحة، وهو مهارة قابلة للتعلم والتطوير. وعلى الإعلاميين والمذيعين والمقدمين أن يُتقنوه ليتمكنوا من تقديم محتوى راقٍ ومفيد يسهم في تنمية وعي المجتمع وتحفيز التفكير النقدي لدى الجمهور.
اضافةتعليق
التعليقات