كم من نية صادقة منحتيها لمن حولك، ومن ثم رموكِ خارج قاموسهم كأن لم يكن لأسمك في حياتهم وجود..
كم من فعل قمتِ به لأجلهم رغم معاناتك، ووقفوا في وجهك وقالوا لم تفعلي لأجلنا شيئاً؟
كم مرة جُرحتِ و تَألمتِ وأجهشت بالبكاء من قسوة كلماتهم..
هم الذين كنت تظنين ان اللصوص سرقوهم وبكيتِ على فراقهم ومن ثم عرفتِ انهم كانوا هم اللصوص بأنفسهم..
كم مرة قلتِ بأنه سوف لا تهتمين بأحد وتتركين فعل الخير كي لا تموتين من قسوتهم مرة أخرى وتحافظين على بقايا قلبك ولكن تبتِ من توبتك ورجعتِ مرة أخرى؟
أهنئك سيدتي لأنك لا زلتِ إنسانة، كما قال أرسطو: الانسان المثالي يشعر بالمتعة في اسداء المعروف للآخرين..
أهنئكِ لأنك لم تسمعي لإغراءات الشيطان و لازلتِ فاعلة للخير حتى وإن لم يقدروكِ، تعرفين سيدتي؛ لو تعرفين ما يُخبىء لكِ ربكِ لتمنيتِ أن لا يشكرك أحد مدى حياتك لأن ربك اذا سد باباً فتح لك أبواباً أخرى و يمسح من ذاكرتكِ الألم، يكفي أن تثقين به وتتوكلين عليه، خُذي نفساً عميقاً وإرجعي مرة أخرى إلى نقاءك..
لملمي بقايا قلبكِ وإبدأي من جديد أقوى وأنقى من قبل، لو كانت أعمالنا لأجل الناس ولأجل شكرهم و مدحهم فسوف نصل إلى مبتغانا بعد أن يمدحونا، ولكن ألا تظنين إننا نحتاج هذه الأعمال في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟
كما قالوا؛ إفعل الخير مهما استصغرته فلا تدري بأي حسنة تدخل الجنة، ولا تنسي مادمتِ تنوين الخير فأنت بخير.
جميلة كلمات الشاعر عندما قال:
إزرع جميلاً ولو في غير موضعه
فلا يضيع جميل أينما زرع
إن جميلاً وان طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرع..
إذا أتعبكِ نفاقهم وغدرهم إرجعي إلى ربك راضية مرضية، وأتقني الوسطية في جميع أمورك كي لا تَكسري ولاتُكسري وتذكري كلام المعصومين عليهم السلام حيث نوروا دربنا بدُرَرِهم عندما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من فُتح له باب خير فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه).
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (إذا هممت بخير فلا تؤخره، فإن الله تبارك وتعالى ربما اطلع على عبده وهو على الشيء من طاعته فيقول: وعزتي وجلالي لا أعذبك بعدها).
وقال عليه السلام: (لا تصغر شيئاً من الخير، فإنك تراه غداً حيث يسرك).
إننا ذاهبون لا محالة ربما لم يبقَ أمامنا كثير من الوقت، لو نظرنا إلى صلاتنا لا نعرف إنها مقبولة أم لا، وبالأحرى تحتاج إلى إستغفار لقلة إهتمامنا وتركيزنا، وكذلك جميع أعمالنا ربما تحترق بنار الرياء أو الغيبة ونرى فجأة حقيبتنا فارغة من أعمال الخير ..
أمامنا طريق طويل فلنتهيأ له، لنرسل أعمالنا الخالصة كي تنجينا من نار وقودها الناس والحجارة...
ما أجمل أن نقوم بالخير من أجل الله ومن أجل رضاه حينها لا ننكسر إذا نسي أحدهم أن يشكرنا أو جرحنا بكلامه القاسي، ونشعر بلذة الخير تسري في عروقنا و تدفعنا نحو الانسانية...
اضافةتعليق
التعليقات