قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم: ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول. وقد رُوي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
ولذلك، فلا بد أن يكون التعامل بينهم قائمًا على حسن المحادثة والاستماع بعضهم إلى بعض. وكما هو معروف، فإن المحادثة شأنها شأن أي سلوك يصدر عن الإنسان، بحاجة إلى التمرين المستمر لاكتسابها عند الحديث مع الآخرين، وصولاً إلى الحوار الأمثل.
وفيما يلي بعض الأمور الواجب مراعاتها عند الحديث مع الآخرين أو الاستماع إليهم، وفي مقدمتها:
- تجنب الحديث عن تجاربك أمام الناس، فهم لا يريدون منك ذلك، لأن لهم أيضًا خبراتهم. وخير مُحدِّث هو من يستمع بشغف إلى الآخرين. يقول أرسطو: ليست الشجاعة أن تقول كل ما تعتقد، بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول. فعليك أن تسأل من أمامك سؤالًا، ودعه يتحدث في تخصصه، بذلك يشعر بالامتنان لك، وتظفر بصداقته سريعًا. إذا أَتحتَ له فرصة التحدث عن تجاربه وظللت مصغيًا له باهتمام، فإن الاستماع المشغوف هو أعلى ضروب الثناء التي يمكن أن تضفيها على محدثك، فالناس يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم.
- اختر شيئًا جميلًا فيهم وحدثهم عنه، ولن تُعدمَ ذلك الشيء الجميل. فالناس يختلفون ويتفاوتون، ولكنه لا يمكن إلا أن تجد شيئًا جميلًا في كل فرد منهم. فالناس يحبون أن تُمدَح الناحية الجميلة فيهم وتُجامل، وخير دليل على ذلك ما أوضحه جورج روجرز، والذي نبع عن تجربة شخصية قام بها، حيث يقول: "إن الطريقة الأمثل للفت انتباه الآخرين لفترة طويلة هي مجاملتهم. إن كل من قابلتهم يودون أن يشعروا بأهميتهم بشكل أو بآخر، فعندما تجامل شخصًا ما، فأنت ترضي غروره وتشعره بأهميته، فيقع في حبك على الفور، ويُبدي إعجابه برأيك السديد."
- كن مستمعًا جيدًا، وليلاحظ فيك اهتمامًا لما يقوله الآخر لك وتفاعلًا لما يُبدي، واحذر الغضب.
- لا تكن أنانيًا في محادثتك، بمعنى كن مرنًا مع الآخرين، ولا يكن همك رأيك وحدك.
- إذا أردت أن توضح للآخر أنك مهتم، فكن منتبهًا لحديثه، ولا تقاطعه في كلامه.
اضافةتعليق
التعليقات