• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

هدى المفرجي / الثلاثاء 20 آيار 2025 / ثقافة / 420
شارك الموضوع :

أكثر من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا يُنال ما عند الله إلا بالدعاء

تلقى طبيب شهير دعوة لتكريمه في مؤتمر عالمي، فتوجّه إلى المطار لتُقلِع الطائرة به. وبعد حوالي ساعة من الإقلاع، أصاب الطائرة عطلٌ أدّى إلى هبوطها اضطراريًّا في أقرب مطار.

بعد الهبوط، توجّه الطبيب إلى مكتب الاستعلامات في المطار وصاح غاضبًا:

ــ أنا طبيب عالمي، وكل دقيقة من وقتي تساوي أرواح ناس، وأنتم تريدون مني أن أبقى ست عشرة ساعة أنتظر طائرة أخرى؟!

أجابه الموظف: يا دكتور، إن كنت في عجلة من أمرك، يمكنك استئجار سيارة، فرحلتك لا تبعد عن المطار سوى ثلاث ساعات بالسيارة.

وافق الطبيب على مضض، واستأجر السيارة وواصل السير. وبعد مدة، تغيّر الجو وبدأ المطر يهطل بغزارة، وأصبح من العسير أن يرى شيئًا أمامه، ولكنه استمر في القيادة. وبعد ساعتين، أيقن أنه ضلّ طريقه، وشعر بالتعب، فرأى أمامه على حافة الطريق كوخًا بسيطًا فتوقّف عنده وطرق الباب.

سمع صوت امرأة كبيرة في السن تقول:

ــ تفضّل بالدخول، فالباب مفتوح.

دخل وطلب من العجوز المقعدة أن يستخدم هاتفها، فضحكت العجوز وقالت:

ــ أيّ هاتف يا ولدي؟ ألا ترى أين أنت؟ هنا لا كهرباء ولا هواتف، ولكن تفضل واسترح، وهناك بعض الطعام، كلْ حتى تستردّ قوّتك.

شكر الطبيب العجوز وأخذ يأكل، بينما كانت العجوز تصلي وتدعو.

وانتبه فجأة إلى طفل صغير نائم بلا حراك على السرير قرب العجوز، وهي تهزّه بين كل صلاة وأخرى.

استمرّت العجوز طويلًا في الصلاة والدعاء، فتوجّه إليها الطبيب قائلًا:

ــ والله قد أخجلني كرمك ونُبل أخلاقك يا أماه، وعسى الله أن يستجيب لك دعواتك.

قالت العجوز:

ــ يا ولدي، أما أنت فابن سبيل أوصى الله بك، وأما دعواتي فقد استجاب الله سبحانه وتعالى لها كلّها... إلا واحدة.

قال لها:

ــ وما هي تلك الدعوة؟

قالت:

ــ هذا الطفل الذي تراه هو حفيدي اليتيم، أصابه مرض عضال عجز عنه الأطباء عندنا، وقيل لي إن جراحًا كبيرًا قادر على علاجه، لكنه يعيش بعيدًا من هنا، ولا طاقة ولا مال لي لأخذه إليه، وأخشى أن يشقى المسكين. فدعوتُ الله أن ييسّر لي أمري.

بكى الطبيب بغزارة وقال لها:

ــ والله يا أمي، إن دعاءك عطّل الطائرات، وضرب الصواعق، وأمطر السماء، كي يسوقني إليك سوقًا. والله ما أيقنت أن الله عزّ وجل يسوق الأسباب هكذا لعباده المؤمنين.

إن قصة ذلك الطبيب العالمي ليست مجرد حكاية، بل هي رسالة مؤثرة عن معجزة اسمها "الدعاء".

فلربما كانت هذه حكاية سيقت إلينا من واقع، أو نُسجت من خيال، لكنها تخبرنا بأنه الدواء الذي جرّبه الأنبياء والمرسلون والصالحون عبر العصور، فأدركوا ما أمّلوا، وحصلوا على ما سألوا.

ألم تسمع قوله تعالى:

﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾؟

ففي زحمة الحياة، حيث تسرقنا الدقائق ونلهث وراء الأيام، ننسى أحيانًا أن هناك يدًا تحرّك الأكوان لتلبي نداء القلب الخاشع.

تخيل معي طائرة تُعطّل، وصاعقة تضرب، وسماء تمطر غزيرًا، وطبيبًا غاضبًا يضيع في طريق مجهول، كلّ ذلك ليصل إلى كوخ متواضع تسكنه عجوز مؤمنة وطفل مريض.

هل هذه مصادفة؟ أم هي حكمة إلهية تذكرنا بأن الله حين يريد أن يجيب دعوة، فإنه يحرّك السماوات والأرض لتحقيقها؟

وتذكّر معي قليلًا: كم من محنة مرّت بك، وظننت أنك لن تنجو منها، ولكنك اليوم لو حاولت تذكر تلك المواقف، لصُعِقتَ كيف أخرجك الله وأحياك ثانية.

وكم من مرة وقفنا عاجزين أمام مشكلة، وحكمنا على الأمور بمحدودية رؤيتنا، ونحن ننسى أن الأبواب التي نقرعها بقوة قد لا تفتح، لكن نافذة السماء مفتوحة على مصراعيها.

العجوز لم تملك مالًا ولا علاقات، لكنها امتلكت سلاحًا لا يُهزم: الدعاء بإخلاص.

أيها القارئ الكريم،

ربما تكون اليوم متعبًا مثلي، محبطًا، أو تشعر أن أحلامك بعيدة، وقد مرت عليك هذه الحكاية كما زارت فؤادي بالاطمئنان. لذلك، لنتذكر معًا، بيقين، أن الإجابة قادمة ما دمنا مستمرين بالدعاء.

وهذا ما يخبرنا به الإمام الصادق (عليه السلام):

"أكثر من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا يُنال ما عند الله إلا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلا ويوشك أن يُفتح لصاحبه".

وقد وضع الإمام الصادق (عليه السلام) منهجًا خاصًّا لآداب الدعاء، فعلى المؤمن أن يسير على ضوئه، حيث يقول:

"احفظ أدب الدعاء، وانظر مَن تدعو، وكيف تدعو، وحقّق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك، واطّلاعه على سِرّك، وما تكون فيه من الحق والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك، كي لا تدعو الله بشيء فيه هلاكك، وأنت تظن أن فيه نجاتك. قال الله تعالى: ﴿ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا ﴾. وتفكر: ماذا تسأل؟ وكم تسأل؟ ولماذا تسأل؟!

والدعاء: استجابةُ الكلّ منك للحق، وتذويبُ المهجة في مشاهدة الرب، وتركُ الاختيار جميعًا، وتسليمُ الأمور كلها، ظاهرًا وباطنًا، إلى الله تعالى.

فإن لم تأتِ بشرط الدعاء، فلا تنتظر الإجابة، فإنه يعلم السر وأخفى، فلعلك تدعوه بشيء، وقد علم من سرك خلاف ذلك."

الدعاء
قصة
الأمل
الايمان
العاطفة
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم

    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين

    الحجاب في عصر الاستعمار

    الحرية منحة إلهية مستمرة مدى الحياة

    آخر القراءات

    الطلة الأفريقية تنهي مفهوم جمال الدمية الشقراء

    النشر : الخميس 04 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    دراسة: على الأهل إدارة غضبهم كي يكونوا نموذج استجابة جيد لأطفالهم

    النشر : الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    کیف أحمي شريكي العاطفي في المصاعب؟

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    استغلوا كل شيء في المطبخ وتجنبوا رمي الطعام

    النشر : الأربعاء 06 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    تغيير مفهوم البحث.. من الروابط إلى المحادثات الذكية

    النشر : الأربعاء 28 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.. احلام على عجلة الاعاقة

    النشر : السبت 03 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 523 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 401 مشاهدات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    • 357 مشاهدات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    • 342 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 341 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 329 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3528 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1222 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1187 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1103 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1067 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1026 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟
    • منذ 20 ساعة
    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟
    • منذ 20 ساعة
    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
    • منذ 20 ساعة
    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين
    • الأثنين 23 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة