بركة الماء الصافي المتدفق إليها من كل صوب الغاذية والمسماة بـ(السعادة) هي غاية كل بشري ومنتهى آماله، فعند البعض تأتي بثوب النجاح ويقضي وطرا لأجل الاستحواذ عليها من دراسة أو عمل أو جمع المال، ومنهم من يرى أن الحب ماهو إلا السعادة الحق التي تحلق به إلى النعيم وتثير أحاسيس اللذة المنتظرة فأمنيته في سعيه اقتناصها يوما.
جبران خليل جبران يرى أن الحب يرمم الحياة ويعيد طلاءه من جديد فهو يقول "البعض نحبهم لأن مثلهم لا يستحق سوى الحب ولانملك أمامهم سوى أن نحب نرمم معهم أشياء كثيرة نعيد طلاء الحياة ونسعى صادقين كي نمنحهم بعض السعادة".
يقول الكاتب الأمريكي أوليفر هولمز: "الحب مفتاح يفتح كل أبواب السعادة".
فما هي السعادة؟
يفسرها أهل الفلسفة والتصوف: حال تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانيّة كمًّا وكيفًا، والسعادة هي أن تحبّ ما تعمل.
في كلام الله عز وجل تعني الرضا والصبر والتسبيح بحمد الله والأخلاق الحميدة، {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} ويقال السَّعادتان: السَّعادة الدِّينيَّة والسَّعادة الدُّنيويّة، ولها أكثر من أربعين مرادفة منها، يمن، وبركة، زيادة جذل، طوبى، تهلل وغيرها.
أين توجد السعادة؟
سؤال طرحه أحد المدونون ليعرف آراء أصدقاءه الافتراضيين لمعنى السعادة وما هي السعادة بنظرهم وهل السعادة وجه واحد أم عدة وجوه في أحد الكروبات التي تجمع عدد كبير من مختلف الجنسيات العربية والمذاهب والأديان وهذه بعضها..
قال مدون: القليل كثير إذا قنعت... والكثير قليل إذا طمعت
البعيد قريب إذا أحببت... والقريب غريب إذا بغضت
وثاني قال: المتسامحون أسعد الناس قلوبا.. عرفوا قيمة الدنيا فلم يبالوا بأخطاء البشر.. أراحوا أنفسهم واحتسبوا الأجر من خالقهم.. {فَمن عفَا وأصلحَ فأجرهُ علَى اللَّهِ}..
وآخر قال: السعادة الحقيقية أن تسعد غيرك.
وقال الآخر: هناك حيث محراب اعتكافها تنتظر الباحثين عنها بشوق السعادة مجهود شخصي يجب أن تكدح وتجوب العالم بحثا عنه.
وهناك من تقول: السعادة في التسامح والصفح كما أوصانا المسيح.
وأخرى قالت: السعادة هي فترة مؤقتة لاتبقى دائما وليس لها تعريف مخصص لها فكل واحد يجد سعادته الخاصة في شيء ما وأين تكمن فواحد يقول السعادة هي الحب وآخر هي المال.. لذلك ليس لها مفهوم محدد.
السعادة ما هي إلا جرعة كبيرة من الإرضاء التام متعطشين لها ولاهثين خلفها مثل الطاحونة التي لا تتوقف، ولكن في أي ثوب كانت أو في أي اتجاه وأينما تكون هناك توليفة رددها الأنبياء والحكماء والموقنين تثري وتقوي معرفتنا وتسهم بإرساء الخطى بسلم البلوغ الصلب إن أردنا بلوغ السعادة وهو الحمد الله الكثير والسعي الدؤوب المغموس بالصبر وعدم ظلم أخينا الانسان في أبسط الأمور وأكبرها.
اضافةتعليق
التعليقات