• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بين الإستراتيجية اللينة والمتشددة.. أنتهج تفاوضك

اخلاص داود / الأربعاء 19 كانون الأول 2018 / ثقافة / 1799
شارك الموضوع :

إما أن يغوص المرء بداخل قوقعته أو يكون مفاوضا جيدا ليصل لغاياته المنشودة فمن يتقن هذه المهارة يصل للقمة بيسر، فهيتعد من أهم ركائز النجاح، وا

إما أن يغوص المرء بداخل قوقعته أو يكون مفاوضا جيدا ليصل لغاياته المنشودة فمن يتقن هذه المهارة يصل للقمة بيسر، فهيتعد من أهم ركائز النجاح، والتفاوض أو كما يسمى(بعلم التفاوض) هو المبني على الفكرة والأسلوب الذي ينتهي بـ(أنا اكسب وأنت تكسب) أي معرفة وتحديد المكاسب المتبادلة، وكثيرا ما نلجأ للتفاوض في حياتنا اليومية حول أمور بالغة الأهمية أو أدنى منها، فكيف نكون مفاوضين جيدين وما هي شروط المفاوض الناجح.

یذكر لنا الدكتور حسن محمد وجیه في كتابه (مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسیاسي)  كيف انطلقت فكرة  الكاتبان روجر فيشر ووليام أري لتأليف كتابهما (التفاوض من أجل إبرام الاتفاقيات) حيث بدأت الفكرة من سؤال بسيط وهو (ما أفضل الطرق التي يمكن من خلالها معالجة الاختلافـات الـتـي تـنـشـأ بـين الناس)؟. وهذا يتمثل على سبيل المثال في أسئلة أخرى مثل: ما أفضل نصيحة يمكن أن نقدمها لزوج وزوجة يقدمان على الطلاق؟. ويريدان أن يعرفا كيف يصلان إلى اتفاق متبادل مرض ٍللطرفين؟. وذلك دون أن ينتهيا إلى الإقدام على حرب مستمرة ومريرة فيما بينهما، وما ينطبق على حالة الزوج ينطبق على كافة سياقات الحياة. والسؤال المطروح هو كيف نصل إلى اتفاق دون حرب أو نزاع مرير؟!.

إن الصراع والتناحر يبدوان وكأنهما صناعة آخذة في النمو في عالمنا اليوم فالأطراف المتناحرة تريد دائما أن تأخذ قرارات مشتركة وتؤثر في عملية صنع القرار والغالبية ترفض أن تملى عليها القرارات والخطوات، ولكن الطرق التقليديـة التي اعتاد الناس على انتهاجها وتوظيفها في تفـاوضـهـم فـي كـافـة شـؤون الحياة عادة ما تؤدي إلى الوصول إلى حالات من عدم الـرضـا والحـزن أو الإنهاك واستنزاف الطاقات بلا طائل أو الشعور بالغربة في هـذا الـعـالـم، وعادة ما تكون النتيجة كل هذه الحالات مجتمعة. وهنا يجد الناس أنفسهم في مأزق فيرون وجود طريقتين رئيسيتين فقط على حد وصف الـكـاتـبـين وهما (التفاوض بتوظيف استراتيجيات لينة أو متساهلـة) أو (التفاوض بتوظيف استراتيجيات متشددة أو عدوانية).

وفي حالة (التفاوض اللين) يحاول المفاوض تجنب الصراع الشخصي، ومن ثم يقدم تنازلات سريعة للوصول إلى الاتفاق وإنهاء الموقف التفاوضي خاصة إذا صاحبه نوع من التوتر. وهو هنا يريد حلا وديا، ولكن ماذا يحدث لمثل هذه النوعية من المفاوضين؟ ينتهي به الأمر بأن يشعر بأنه قد تم استغلاله، ومن ثم يشعر بالمرارة لفترة طويلة. أما النوعية الأخرى من المفاوضين، وهم المتشددون فيرون في أي موقف تفاوض فرصة للتصارع مع إرادات ورغبات الآخرين ومن هنا يتبنون أكثر المواقف تشـددا.. وهـم يـريـدون أن يـكـسـبـوا جولة التفاوض، ولكن هذا الموقف لا يتحقق لهم في كل الأحوال، وعادة ما ينتهي بهم الأمر إلى استهلاك طاقاتهم وأموالهـم، وعـادة مـا يتسبب المتشددون المندفعون لتحقيق مكسب سريع علـى حـسـاب الآخـريـن إلى أن يدمروا العلاقات الإستراتيجية مع الآخرين من الخـصـوم. وبـذلـك تكون خسائرهم على المدى الطويل كبيرة. وهناك نوعية ثالثة من المتفاوضين  تقع إستراتيجيتهم بين نوعي التفاوض (اللين) و(المتشدد) وهذه النوعية هي النوعية التي تريد أن توازن بين الحصول على ما تريد وبين الحفاظ على حد أدنى من العلاقات مع الطرف الآخر.

وهذه الطريقة التفاوضية الثالثة التي تقع بين (التشدد) و(اللـين) هـي مـا يـقـدمـه لـنـا الـكـاتـبـان تحـت تـعـبـيـر إستراتيجيات التفاوض المبدئي (ومنطلقه هو التقييم الموضوعي لقضايا التفاوض الحقيقية التي تبتعد كل البعد عن (تصيد) ما يقوله طرف ما. والهدف من هذا المنطلق الموضوعي هو النظر إلى أفضل المكاسب الممكنة لكل من الطرفين وتحديد نقاط تصارع المصالح، وهـنـا لابد من الإصرار على أن تكون النتائج مبنية على مـعـايـيـر عـادلـة ومـتـسـقـة وبعيدة عن رغبات وإرادة  أي من الجانبين وبالتالي فإن الطريقة التي يركز عليها الكاتبان على مدى فصول كتابهما هي التركيز على القضايـا بـشـكـل مكثف ومركز وانتهاج وتبني صفة اللين وعدم النيل من الأشخـاص، ولـكـي تنجح مثل هذه الطريقة في تحقيق أفضل النتائج الممـكـنـة فـلا بـد أن يـتـم تأمين عملية التفاوض من أي خداع، كذلك لا بد من التأكد من عدم استغلال موقف النزاهة والعدالة لأحد الأطراف من قبل الآخر.

وهذه الخطوات الرئيسية التي ينبغي على كل من أطراف النزاع، وكـذلـك الـوسـطـاء المـعـنـيـون بـحـل النزاع أن يتعرفوا عليها جيدا وهي كالآتي:

القاعدة الأولى: لا تفاوض من أجل تبرير المواقف كهدف للتفاوض: ففي حالة أي نزاع سواء كان نزاعا وخلافا عائليا، أو على عـقـد مـا، أو على اتفاقية سلام، فإنه ليس من الصالح أن يقوم كل طرف بتبرير موقفه. واستحضار الحجج والبراهين لإثبات مشروعية مـوقـفـه فـقـط، أي أنـه أن المتعين على كل طرف أن يتجنب تبني موقف مفاده (أنا المصيب على طول الخط، وهو المخطئ أيضا على طول الخط)، فمثل هذا الأداء التفاوضي لن يؤدي عادة إلى الوصول إلى حل النزاع بل سيزيد من تفاقمه، ومن ثم فلا بد أن تنتقل الأطراف من هذا الوضع إلى معالجة القضايا بقدر من النزاهة والعدالة وحرص على وجود جسور للتفاهم.

إذن فكلما دافعت عن موقفك لمجرد الدفاع عنه أصبحت معرضا بصورة كبيرة لـلـتـورط فـي الـدفـاع عـن أوضاع خاطئة وغير نزيهة، وما يزيد من سوء استخدام هذه الإستراتيجية (إستراتيجية الدفاع عن الموقف فقط) أن يكون النزاع بين أكثر من طرف.

هل تنتهج أسلوب اللين خاصة مع أفراد عائلتك حينما ينشب الخلاف؟ 

تفيد عملية تحليل أقرب التفاعلات التي تتداخل فيها مع أعضاء الأسرة نفسها بأنه إذا أراد طرف أن يوظف إستراتيجية اللين للحفاظ على العلاقة على حين يوظف الطرف الآخر إستراتيجية التشدد الحادة بل والعدوانيـة.

أحيانا، فإن الطرف الذي يوظف اللين عادة ما يدفع الثمن غاليا في نهاية المطاف، ومن ثم لا ينصح بانتهاج إستراتيجية المواقـف والـدفـاع عـنـهـا مـن ناحية أو تبني إستراتيجية اللين والتساهل عندما لا يطبقها الطرف الآخر من الناحية الأخرى.

القاعدة الثانية ترتيب خطوات طريقة التفاوض ويتمثل الأمر هنا في الخطوات التالية:

جاهد لأن تفصل الناس عن المشكلة ولو لحين على الرغم مـن أن هـذا الأمر ليس من السهل فإن من الحتمي محاولته من أجل تحري الموضوعية قدر الإمكان.. وهنا عليك ألا تستنتج نوايـا الآخـريـن بـنـاءً عـلـى مـخـاوفـك  فقط، فهذا قد يضللك عن جادة الصواب فـيـمـا يـتـعـلـق بـالـنـوايـا الـفـعـلـيـة والحقيقية.

- لا تلم الآخرين على مشاكلك، فهذا أمر سهل دائما.

- حاول أن تستبين فهم الآخرين للمشكلة، والزوايـا الـتـي يـنـظـرون مـن خلالها للأمر.

- حاول أن تبحث عن فرص لتؤكد لهم خلاف ما يتصورونه عنك وعن المشكلة.

- حاول أن تعطي الطرف الآخـر مـا يمـكـنـه مـن حـفـظ  مـاء الوجه، فلا يكون متحينا لرد الاعتبار في أول فرصة تتاح له بسبب فقدان تصرفاتك لهذا الأمر. كذلك حاول أن تجعل مقترحاتك متماشية إلى قدر ما تستطيع مع قيم ومفاهيم الآخرين المقبولة كلما أمكن ذلك.

- حاول أن تسمح للطرف الآخر بتفريغ شحنته العاطفية قدر الإمكان، فهذا التفريغ مهم لحالته النفسـيـة واسـتـقـرارهـا وتجـنـب قـدر الإمـكـان أن يكون لك رد فعل أثناء تفريغ هذه الشحنة.

- حاول انتهاز أي فرصة لإرسال رسالة طيبة رغم صعوبة ذلك،فـهـذا قد يعني إشارة بحسن النية يكون لها أثر طيب لا تكلفك شيئا ولكنـهـا قـد تكون حيوية للابتعاد عن الكراهية والتناحر.

القاعدة الثالثة: ركز على المصالح وليس على المواقف: عليك ومن أجل الوصول إلى الحل المتعقل أن تقوم بعملية توفيق بين المصالح وليس المواقف، واعلم أن المواقف المتناحرة تستند إلى أمور خلافية، ولكن هناك أمور مشتركة لا بد من السعي لاسـتـكـشـافـهـا وتحـديـدهـا فـي المقام الأول. وعليك أن تقوم بتوسيع دائرة الاختيارات المتاحة للتعرف على أنسبهـا لكل من الطرفين.

الانسان
الحياة
الفكر
المجتمع
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    وأعلن اليتم يتمه

    النشر : الثلاثاء 05 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف يعمل الوقت وهل الزمن هو البعد الرابع للكون؟

    النشر : السبت 24 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الذرية الطيبة.. مصداق لدعوة صالحة

    النشر : الخميس 31 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    كيف يتم علاج مرض الرهاب الإجتماعي؟

    النشر : الخميس 20 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    العدل العالمي بعد الظلم العالمي

    النشر : الأربعاء 02 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    شجعوا أولادكم على تناول الخضر والفاكهة عوضا عن الوجبات المنتظمة

    النشر : الأحد 25 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 574 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 414 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 18 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 18 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 18 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة