هل فكرنا لماذا تؤكد الروايات على العدل العالمي بعد ما ملئت الدنيا ظلماً وجوراً، لماذا لم يذكر في الروايات به يملأ الله الأرض عدلا وقسطاً فقط، ويذكر في الخاتمة بعدما ملئت ظلماً وجوراً ربما لأن لا يوجد معنى للعدل إلا بعد وجود الظلم فدرجة العدل تختلف حسب درجة الظلم الموجود، إذا توجد حفرة في البيت سوف يبحث الانسان عن مصالح البناء على قدر تلك الحفرة إذا يحتاج البناء إلى مصالح أكثر سوف يحضر هذه المصالح لأجل سد الفراغات والترميم، ولكن في أي وقت يخرب الانسان البناء كاملاً كى يبني من جديد؟
عندما يشعر بأن البناء لا يصلح للعيش في هذه الحالة يخرب البناء كي يبني من جديد،
اذا اراد العالم ان يحصل على العدل يجب ان يعم الظلم في البلاد كي يتمنى الناس ظهور المنجي والمنقذ.
يجب أن يصبح عالماً يبكي فيه الصغير والكبير يتألم فيه الفقير والغني شرقي كان أو غربياً لذلك ورد في الروايات سوف يقتل ثلثا الناس ويبقى ثلث منهم، يا ترى كيف يكون حال البشرية في ذلك الدمار؟
عندما يرى أمامه القتل والدمار كيف يكون حالهم؟ ربما متحيرين، مستغربين، يائسين!.
عندما تقضي الحرب على ثلثا العالم لا نستطيع ان نتصور ماذا يحدث ربما يخاف الانسان من طائر صغير ويظن إنه طيارة حربية أو آلة جاسوسية، كل القارات ترتدي لباس الحزن والألم
من عظم المصيبة والحرق والبلايا، في ذلك الزمن تصبح المظاهر المادية منفورة من قبل الناس حيث يلعنون القنابل والنووي والأسلحة والطيارات كل شيء يثير غضب الناس !
الناس تبحث عن مأوى وملاذ، في ذلك الزمان يصرخ الجميع بأعلى صوته ويطلب الرحمة من الله ويردد ألا يوجد مأوى وملاذ يخلصنا من هذه الأزمات؟
ألم يوجد مرجع يختم هذه البلايا؟
في ذلك الزمان يرجع الجميع إلى المعنويات، الى الفطرة التي خلقها الله بعد أن يملأ الأرض ظلماً وجوراً يأتي نداء و يقول:
"ألا يا أهل العالم قد ظهر مهديّ آل محمد فاتّبعوه"*1
الكلام ليس في وجع قبيلة أو مدينة أو بلد، الكلام أعم من ذلك بكثير حيث يتوجع الجميع من البلايا والظلم في هذه الحالة يصبح العالم مهيأ للتغيير ويستقبل المنجي وبه يملأ الله الأرض....
لو يقال الآن يوجد في قرية صغيرة في الهند علاج تام للسرطان وتظهر جماعة ممن عانوا من هذا المرض وفي النهاية نجوا منه أمام التلفاز وقالوا بالفعل نحن على أفضل حال وشفينا من المرض ماذا يحدث؟
جميع الذين يعانون من هذا المرض "السرطان" في العالم سوف يتجهون نحو هذه القرية ولا يهمهم الطريق البعيد أو إسم القرية، المهم في الأمر النجاة من هذا المرض الصعب والعالم يصبح هكذا أيضاً يعاني من سرطان الظلم حيث يؤثر على آسيا وافريقيا وامريكا، تُسمع صرخات الثكالى والشباب، المزارع يبكي، الأب ينحب، وتموت ثلثا الأرض ويأتي النداء كي يدخلون في دين الله أفواجا....
لهذا السبب ورد في شرائط الظهور بأن الطلب والدعاء يجب أن يكون من جوف القلب ومن احساس نابع عن الباطن لذلك نرى بأن الدعاء يغير كثير من الأمور كما حصل في قوم بني اسرائيل فنجوا من الظلم وكذلك الأمم السابقة حيث استطاعوا ان يدفعوا البلاء بالدعاء والإستغفار.
الأمن يسود العالم بعد أن يعاني الأكثرية من الفتن والغدر ويعيش الجميع بأمان ليس فقط الانس بل وحتى الحيوانات يعيشون بسلام.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث قال: (يملك المهدي مشارق الأرض ومغاربها، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان بالحيّات والعقارب ولا تضـرّهم شيء، ويذهب الشرُّ ويبقى الخير)*2وقد ورد عن الإمام الحسن عليه السلام: (تصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز، يملك مابين الخافقين، فطوبى لمن أدرك أيّامه وسمع كلامه)*3.
قال عجل الله فرجه الشريف: أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم.
عندما يأتي ربيع الأنام ينتهي الشتاء والأيام العصيبة سيظهر ويعمر البلاد وينثر الزهور هنا وهناك لينسى العالم مرارة الظلم والدمار ...
اللهم أرني الطلعة الرشيدة..
اضافةتعليق
التعليقات