تجلى الله لموسى فدكّ صعقا... ومابين الاقتداء والامتثال درجات ومقامات، أنّى لنا نحن المتواضعون بحضرة خالقنا ونبينا وإمامنا أن لا يؤثر على مسيرة حياتنا هذا التفاني في الحب.
فمثلا عندما أقرأ ادعية سيدي ومولاي السجاد (عليه السلام)، وأغوص في معاني أدعيته المباركة، وما أعلمه من الآلاء والحقائق في مزاميره الدعائية، إلا أن أكون سوى ريشة محتاج لتلاوتها آناء الليل وأطراف النهار.
فأمتنا... هذه الأمة المرحومة التي تشهد بما لا تعلم صدقا وعدلا، تستخرج الجواهر ونفائس الحياة من حياة الأبرار والمقرّبين.
إن الحب والامتثال لأوامر المعبود ورسالته، التي تجعلنا شغوفين بمن نحب ونود، أو هاربين من محبة إلى تولّي وسلام لتزداد سكينة أنفسنا.
فاطمة الزهراء مولاتنا وسيدتنا، بوجودها المبارك في حياة أبنائها، ووجودها إلى جانب النبي في دعوته والذود عن الإمام في ربيع عمرها، تجعلنا ننظر إلى أنفسنا مقصرّين، فرغم عمرها الصغير كانت مثالاً للعطاء.. عجيبة هي حتى في اسمها يتناثر الخير والبركة فيمن حولها، لله در هذا الاسم كم من بركة تختزل بين طيات حروفه المباركة؟!
أننظر إلى علي في مرآة فاطمة أم ننظر باستحياء إلى فاطمة في مرآة علي؟
وما رآه الآخرون من خلال أبنائها البررة، فهي في كل أدوار حياتها مفعمة بالتوقير والاحترام.
من الصعب جدا أن لا نكون ممن حظي بمحبتهم أهل سفينة النجاة.. الضيوف الطارئون على مملكة الرحمن الرحيم.
أمام هذه الأضواء الكريمة في دنيا الاسلام ألا نكون نحن المسلمون، ممن لحق بهم ورضوا عنه.
أم البركات كلام يستفيض في عظمة بركاتها، فكيف ينطق بأحرفه الأولى الطفل الصغير، بعدما كان في عالم الذر ممن سئلوا وأجابوا.
وحيناً يقطع انجذاب الروح لبارئها في ذكر من يحب، نعود لماديتنا ننظر إلى شجرة... وُعدنا أن نكون من أوراقها، ولعلها تذكرة سفر إلى ملكوت مابين عالمين أرض في الدنيا وسفر إلى آخرة.. ها هو قلمي يحبو نحو معارف أهل البيت (عليهم السلام)، كي يرتقي صهوة العمالقة الذين كانوا من أجلنا ولربّهم مخلصين.
ولذكرى فاطمة (عليها السلام) وقفات عمر وشتائل زهر وأنوار بصيرة ودعاء.
أن تحبو نحو شخصية تعرف أبعادها، تجد نفسك مقصرّا تجاهها، فهي التي قال فيها الله سبحانه في حديث قدسي: ولولا فاطمة ما خلقتكما.
فهي الحوراء الأنسية، وهي الريحانة التي كان يشمها رسول الله حين يشتاق إلى رائحة الجنان، فأسأل الله بحقها ليحفظ من خلالها بناتنا وأمهاتنا من كل زلل وخطأ، وأن ينير دروبهن بنور البهجة ليلتحقن بسعادة الزهراء في طاعتها لربّها ونبيّها ولإمام زمانها.
اضافةتعليق
التعليقات