حمامات السلام مازالت ترفرف على الرغم من جراحي، مازلت رغم غضبي ونزيفي وآهاتي ترمق عيناي جلادي، لم يكن جلادا لولا ظروف صنعته، كان انسانا عاديا يعيش وعائلته بسلام ينتظر فيمن ينتظر خبزه اليومي، وابتسامة زوجته، ورضا أطفاله ولعبهم، لولا رعود السماء، وغضب البراكين، تحولت أنيابه إلى قيود لمعصمي، ودمعاتي كانت ومازالت غطاء لنومه.. حكمة الحياة تقتضي أن أغض الطرف عن قوانين، وأنسج الكلمات ألحانا لماساتي، مازال الصغار أيقونة المساجد نصلي ليحميها الإله من شرور الفتك والانتقام في عالم يحاول أن يحب رغم جراحه ليمسح الآلام ويثبت للخالق أنه المخلوق الأسمى الذي خلق، وأنه شاكر لوجوده.
انتهت سمفونية الكلمات، من يد كاتبة أطلت من جديد، تحاول أن تنظم الكلمات لقارئات ملتزمات تعودن الصلاة في محراب خيل لهن فيه الإمام حاضرا، فها قد انقشع الضباب، لتحل موسيقى القرآن عوضا، إن لم يسعفنا القدر بعد لإقامة الصلاة، فمازالت آيات الله ترفدنا، وتسجد عيونكن في كل آذان، تذكرن فيه الله، فلا تنسين عذوبة الانسانية في الرفق والوداعة، فيوما ما سيذكر كل طفل موائد الحب من أيديكن، ويحفظ انشودة العطاء كل حياته في عينه وفؤاده.
قد أكون قد غادرت مسرح الحياة ومازال قلمي ينبض عشقا لكتابة الإنسانية، كل شخص لدى عائلته وأقربائه مهم، والله سبحانه يتفقد النملة في حجرها برزقها كل يوم فما مدى لطفنا إلى جانب لطف الله.
شجرة الزيتون رمز للأمومة في أراضينا المحتلة، إذن هي الأم وحنانها وتربيتها يعكسها الإنسان بتصرفاته وأفعاله، فأي رحم قد حوى رحمة العالمين، وأي حجر أرضع نبي السماوات والارضين، وأي كافل عنى تربية امام الانبياء وخاتمهم، واي زوجة ساندت الصادق الأمين في مسيرته الإلهية العظيمة لتبليغ الدين الإسلامي، وأي ابن عم كان سند لابن عمه، والسيف الذي يقاتل دونه مؤمنا موقنا برسالته، وأي ابنة مسحت الحزن عن قلب صبور محب لأمته.
هذا الفارس الذي حمل أعباء ليوصلنا إلى نعيم رآه، وفردوس كان قد عاشه ومحبة لله كانت تحتويه، فأرادها أن تغرق العالم من لطف عنصره.
وها أنا أعود من شعاع اللطف إلى أراضي تائقة للعروج في سماوات، كنت قد عرجت فيها لدقائق، حين أذكر آلامي ووحدتي وانتقالي من حال إلى حال دون سند، فتكون الشفقة لمسببي الأحزان في دربي زادي الذي أتناوله في انتقالي على ناقتي، التي كانت.. أنا، حين أذكر جدتي كلما تعثرت قدماي في طريق الحياة، امونة، مازلت وكنت..
اضافةتعليق
التعليقات