هل سبق وأصبتِ بالإرهاق من كثرة العمل؟
هل صادف وعجزتِ عن مواصلة الطريق وجلستِ حائرة لا تعرفين يمينك عن شمالك؟
وماذا فعلتِ بعد ذلك؟
كيف تخلصتِ من هذه المشاكل؟
كثيرا ما نسمع على لسان النساء عبارات مختلفة مما تدل على قسوة اعباء الاعمال المنزلية على عاتقهن وربما جميعنا قد مررنا بهذه الظروف..
ذات مرة قالت إحداهن: كنت جالسة مرهقة من أعمال البيت لم أعرف ماذا أعمل ومن أية غرفة أبدأ التنظيف، أجهز الغداء أو أغسل الصحون أو أضع الملابس في الغسالة الكهربائية وووو..
بعد ذلك ذكرت جدتي عندما كنّا نذهب الى بيتها كانت جالسة وبيدها قرآن أو كتاب مفاتيح الجنان وتقرأ وهي مسترخية..
كانت تقوم بجميع أعمالها بأتم وجه وفي وقت قصير، جدير بالذكر بأنه في ذلك الوقت لم يكن يوجد الأجهزة الكهربائية من غسالة الملابس والصحون والمكنسة الكهربائية بهذا التوفير، مما يعني أن المرأة كانت تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال، ولكن لم أسمع ولا لمرة واحدة انها تتكلم أو تشكو من كثرة الأعمال وكانت دائما تستقبلنا بصدر رحب والبسمة لا تفارق شفتيها، يا ترى ماذا كانت تفعل؟ كيف كانت تقوم بأعمال البيت وحدها دون أية مساعدة؟!
عندما سألتها عن السر قالت: كلما أشعر بالضيق من كثرة الاعمال أسبح (تسبيحة الزهراء) ثم أبدأ بالعمل وخلال وقت قصير أرى أعمالي قد أوشكت على النهاية بأتم وجه لأن تسبيحة الزهراء أفضل من خادم يخدم الانسان كما قال النبي (صَلَّى الله عليه واله).
ورد في الرواية عندما أصاب سيدتنا التعب من كثرة الأعمال، كعمل البيت و تعليم النساء وو.. ذهبت إلى النبي (صلى الله عليه واله) وطلبت منه من يعينها في عملها، فعلمها النبي وامير المومنين علي (عليه السلام) هذة التسبيحة و قال لهما: فهو خير لكما من خادم يخدمكما.
روى الشيخ الصدوق عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لرجل من بني سعد: «ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت، حتى أغبرت ثيابها، و أوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرَّ ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثاً فاستحيت فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة ففدا علينا.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: السلام عليكم.
فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: "يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس"؟
فخشيت إذ لم نجبه أن يقوم، فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، أنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرَّ ما أنت فيه من هذا العمل.
قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاث وثلاثين تسبيحة واحمداً ثلاث وثلاثين تحميدة*1.
ماهو تسبيح فاطمة سلام الله عليها
عن أبي بصير رحمه الله عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: تبدأ بالتكبير أربعاً وثلاثين، ثم التحميد ثلاثاً وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثين*2.
ورد تسبيح فاطمة عليها السلام في كتاب الله تعالى حسبما أفادت به الأحاديث الشريفة الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
فقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قول الله تعالى: (يأيها الذين إمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً) *3.
ما حد الذكر؟، فقال عليه السلام: «من سبح في عقب كل فريضة تسبيح فاطمة عليها السلام فقد ذكر الله ذكراً كثيرا»*4.
وقال الشيخ المفيد رحمه الله: «تسبيح الزهراء عليها السلام في أعقاب الصلوات المفترضات سنة مؤكدة، وفي أعقاب النوافل مستحب*5.
وعن زراره وحمران ابن أعين، عن الصادق عليه السلام، قال: «من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام فقد ذكر الله ذكراً كثيراً*6.
فعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، أنه قال: «أنه من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»*7.
فضل تسبيحة الزهراء
3. عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: من سبع تسبيح الزهراء عليها السلام ثم استغفر، غفر الله له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، وتطرد الشيطان، وترضى الرحمن.*8
4 . عن أبي خلف القماط، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: "تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم"*9.
حواء...لا تغرقي في دوامة الحياة، اهتمي بالجانب المعنوي في حياتك ولا تنسي ذكرالله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، والقلوب المطمئنة باستطاعتها أن تفعل المستحيل ...
حواء ...لا إرهاق بعد الْيَوْم.
اضافةتعليق
التعليقات