• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شرطي الذات

زهراء وحيدي / الأثنين 23 آذار 2020 / ثقافة / 1800
شارك الموضوع :

الانسان المسلم لم يخضع إلى الرقابة الحكومية والمخالفات والاعتقالات، وإنما إلى رقابة ذاتية

 كنت في رحلة عمل إلى إحدى الدول الأجنبية تتطلب مني البقاء أسبوعا في مدينة تعج بأناس تختلف كل الاختلاف عن البيئة التي تربيت فيها، وبعدما أتممت صفقتي الأولى استضافتني الشركة الخاصة للعمل إلى احدى الفنادق الفارهة، تلك التي تستقبل ضيوفها ب(كاربت) أحمر، وقهوة تركية من الدرجة الأولى.

وبعدما أتممت شرب قهوتي اتجهت مباشرة إلى غرفتي لأرتاح قليلا، بصراحة كانت جميلة جدا، وذات اطلالة رائعة على المدينة..

وبعد قضاء وقت قليل في الاستحمام اتجهت إلى الهاتف وطلبت رقم مطعم الفندق وطلبت وجبة عشاء خفيفة، ومع أن أجواء المدينة كانت تثير شغف أي انسان بأن يتسكع في أزقتها ويكتشف أماكن جديدة ويتناول الطعام في الخارج ولكني كنت منهكا للغاية إذ قضيت يوما طويلا جدا ولم يعد في وسعي أن أتحرك شبرا واحدا خارج الغرفة.

وبعدما ارتديت ملابسي رميت بنفسي على السرير الملكي لارتاح قليلا ثم راح نظري على الطاولة التي احتوت زجاجة نبيذ فاخرة!.

بصراحة لم أعلم ما نوعها ولكن من زجاجتها وطريقة تغليفها كانت تبدو غالية الثمن، تفاجأت بالبداية من وجودها في غرقتي، ولكن بعدها تذكرت بأنني لست في دولة إسلامية!، وهنا لا يحرمون الخمر.

وبعد لحظات طُرق الباب وجاؤوا بالعشاء الذي كان نباتيا للغاية لكوني لست متأكد من أنهم يجهزون الطعام ويذبحون الذبائح بطريقة إسلامية وشرعية وهل يحتوي طعامهم على منتجات الخنزير أم لا، أتممت عشاءي بهدوء وغرقت في نوم عميق.

وانتهت مدة بقائي في هذه المدينة الجميلة ووظبت أغراضي للمغادرة.

اتجهت إلى (الريسبشن) وأكملت إجراءات مغادرتي للفندق وشكرتهم على خدمتهم الرائعة، وبعدما تفقدوا الغرفة سألني الموظف حائرا، لقد كانت زجاجة النبيذ ضيافة الفندق لكم، لماذا لم تحتسوها؟، ألم تعجبكم؟ ولكنّا حاولنا جاهدين بأن نختار أفخر أنواع النبيذ لضيوفنا الأعزاء.

ابتسمت له وقلت: الأمر ليس كذلك أنا حتى لا أعرف ما هو نوع النبيذ الذي كان موجودا في الغرفة، ولكني مسلم وشرب الكحول في ديني هو حرام، لهذا السبب لم ألمس تلك الزجاجة.

رفع الموظف حاجبيه دلالة على التعجب وابتسم، وقال: نعم أنا سمعت بأن النبيذ محرم في بلدانكم ولكنه لذيذ وأنت لست في بلادك الآن، قلت له: الإسلام لا ينحصر في دولة معينة، ثم إن الله موجود في كل مكان، هنا وهناك وفي كل مكان.

بقي الموظف متعجبا من قوة الوازع الديني الذي يجعل الفرد يسيطر على رغباته وشهواته.. على هذا القدر انتهت محادثتي معه وغادرت الفندق متجها للمطار عائدا من حيث أتيت.

وأنا في الطائرة بقيت أفكر مع نفسي كثيرا، وخطر في بالي الحظر الذي قامت به أمريكا على تجار بيع الخمور قبل أكثر من مئة سنة، والتي أعقبت الكثير من المخالفات والاعتقالات، وانتهت بالفشل ولم تستطع أن تسيطر على هذا الأمر واعترفت بذلك وأتاحت بيع الخمور مرة أخرى.

وكيف أن الإسلام استطاع أن يسيطر على ذلك، ربما لأن الانسان المسلم لم يخضع إلى الرقابة الحكومية والمخالفات والاعتقالات، وإنما إلى رقابة ذاتية، فشرطي الذات أقوى من شرطي الدولة، وشرطي الذات لا يقتصر على أمريكا فقط وإنما موجود في كل مكان، وكل زمان، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن انكارها، الدين دائما أقوى من القانون، وهذا السبب الواقعي الذي جعلني لا ألمس تلك الزجاجة ولا أقترب من النوادي الليلية وافتعال المنكرات بالرغم من اتاحتها، وبينما كنت مستمرا في الثرثرة مع نفسي حتى بلغنا طاقم الطائرة من خلال مكبرات الصوت عن دخولنا إلى جو الوطن، وطلب من المسافرين ربط أحزمة الأمان والتهيؤ إلى الهبوط.

الانسان
القيم
الغرب
الدين
قصة
الاسلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    اعتلال الشبكية السكري.. ماهو وكيف يتم علاجه؟

    النشر : السبت 16 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    وبدأت قصة كربلاء

    النشر : الثلاثاء 11 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    أنتِ عزباء؟ نساء يقدّمن لكِ 8 طرق لتخفيف الشعور بالوحدة

    النشر : الخميس 14 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    دخان الحرب

    النشر : الثلاثاء 28 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    نحن والرحمة المهداة

    النشر : السبت 24 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    في رياض الأطفال.. حفلات التخرج أول نجاح يمنحهم الثقة

    النشر : الأحد 18 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1228 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 448 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1596 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1322 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1228 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة