• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا أنجبتني؟

مريم حميد الياسري / الثلاثاء 20 آيار 2025 / تربية / 511
شارك الموضوع :

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك

لماذا أنجبتني يا أماه؟

منذ ثلاثين عامًا، وأنا أسمعها من ولدي كلما عثر حظه، أو سقمت صحته، كلما صفعته الحياة، كلما سمح له التعب أن يعودني ويريح حمائله عندي، فيقولها لي معاتبًا ومازحًا، وما سئمتُ منها يومًا.

هل كانت السعادة ستحيطه لو لم يُخلَق؟ لكن ماذا سيكون ساعتها؟

ولطالما ردّد قول الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليهم السلام):

"أللشقاء ولدتني أمي، أم للعناء ربتني؟ فليتها لم تلدني ولم تربني".

فأجيبه:

"وليتني علمتُ أمن أهل السعادة جعلتني؟ وبقربك وجوارك خصصتني؟ فتقر بذلك عيني، وتطمئن له نفسي".

وفكرتُ مع نفسي كثيرًا، وكتبت:

أنجبتك يا وحيدي لأنجو من الوحدة.

أنجبتك وأنا أستحضر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل:

"تزوجها ولودًا سوداء، ولا تزوجها جميلة حسناء عاقرًا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة. أما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم، وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران" (1).

ولعل الله عز وجل خصّ نبيه إبراهيم وزوجته سارة بهذه المكانة لحرمانهما من النسل عُمرًا، ورغم تعويضهما بابنين جاء من ذرية أحدهما سيد المرسلين.

أنجبتك يا فؤادي، لأرى فؤادي يمشي على الأرض، ولتكن سببًا في دخولي الجنة عبر تربيتك، وأكون سببًا في دخولك الجنة عبر برّك.

أنجبتك لتؤنس أيامي، وتطرد الوحشة عن بيتي، يا سراج هذه المهجة.

لم أنجبك لتكون عالمًا، ولا مخترعًا، ولا مكتشفًا، ولا فنانًا تغمره الشهرة وتكسره، ولا فاتحًا، ولا لتكون مشهورًا في الأرض، فلعلك مشهورٌ في السماء.

أنجبتك لتقول كلمة حقّ تعدل الميزان، أو تنقذ حياة إنسان. أنجبتك لعلك تحظى بشريكة ترفعها وترفعك، تسعدها وتسعدك، وليكن لك نسلٌ يريد الله ألا ينقطع.

سبحانه علّام الغيوب، لا نعلم غاياته.

أنجبتك لتكون أنت، بمسيرتك الفريدة في هذه الحياة، بكل ما فيها من حلو ومرّ، ومن فرح وحزن، ومن يُسر وكدر.

ثم تذكرت حديثًا حكته لي إحدى زميلاتي اللواتي تأخر زواجهن، عن مشهد أثّر فيها:

حين كانت تقف في باص ذي طابقين – أو "مصلحة أم طابقين" كما كنّا نسميها أيام زمان – تقول:

كنت أقف في موقع في الطابق الثاني يُشرف على الطابق الأول، فأشاهد الركاب وأراقبهم لأزجي الوقت حتى أصل إلى البيت. فتوقفت عيني عند أم تقف بجذع مائل، تسند نفسها إلى أحد المقاعد التي لم ينتخِ صاحبُها فيتركه لها، تحمل صغيرًا قد يكون ابن عامين، يطوق رقبتها بكلتا يديه، وهي تحمل – إضافة إليه – حقيبة يدها، وكيسًا بلاستيكيًا كبيرًا فيه ما تبضّعته لغذاء العائلة من الخضروات.

قد لا يعلم أحد مقدار تعب هذه الأم إلا هي، لكن منظرها هذا، وعناق الصغير النائم لها، وأنفاسه على كتفها، يعدل الميزان الذي تمثله بكل ما فيه من أحمال.

أراحت تعبي أنا، وأجرت دمعي دون قصد مني، دمعة لهفةٍ لأمومة لم أحصل عليها.

ألا يستحق منظرٌ مثل هذا أن أُنجِب؟ أن أتحمّل تعب تسعة أشهر من أعراض نفسية وجسدية لن تطيقها لو عشتَ ساعةً من ساعتها؟

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك.

أنجبتك لأنشد لك الأبيات المنسوبة لرابعة العدوية، فكلماتها لسان حالي:

يا سُروري ومُنْيَتي وعِمادي

وأَنِيسي وعُدَّتي ومُرَادي

أنتَ روحُ الفُؤادِ أنتَ رجائي

أنتَ لي مُؤنسي وشوقُكَ زادي

حُبُّكَ الآنَ بُغيتي ونَعيمي

وجَلَاءٌ لعينْ قلبي الصَّادي.

.........................................

(1)وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج20،ص5.

الأم
الايمان
اهل البيت
الاسرة
الدعاء
الشباب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    المرأة.. بين الحرية الحقيقية والمزيفة

    النشر : الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اضطرابات النوم عند الأطفال: الأسباب والعلاج

    النشر : الخميس 21 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جرائم آباء بحق الأبناء

    النشر : الخميس 16 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تساعدين طفلك على الإدمان؟

    النشر : الأربعاء 04 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    شراء الالعاب فن لا تتقنه الامهات

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المرأة العراقية بين الانتخاب والاعتكاف

    النشر : الأحد 04 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 870 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 761 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 442 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 373 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 344 مشاهدات

    الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.. أهم النصائح التي تخلصك من الأعراض

    • 329 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1214 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1062 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 24 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 24 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 24 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة