• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا أنجبتني؟

مريم حميد الياسري / الثلاثاء 20 آيار 2025 / تربية / 448
شارك الموضوع :

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك

لماذا أنجبتني يا أماه؟

منذ ثلاثين عامًا، وأنا أسمعها من ولدي كلما عثر حظه، أو سقمت صحته، كلما صفعته الحياة، كلما سمح له التعب أن يعودني ويريح حمائله عندي، فيقولها لي معاتبًا ومازحًا، وما سئمتُ منها يومًا.

هل كانت السعادة ستحيطه لو لم يُخلَق؟ لكن ماذا سيكون ساعتها؟

ولطالما ردّد قول الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليهم السلام):

"أللشقاء ولدتني أمي، أم للعناء ربتني؟ فليتها لم تلدني ولم تربني".

فأجيبه:

"وليتني علمتُ أمن أهل السعادة جعلتني؟ وبقربك وجوارك خصصتني؟ فتقر بذلك عيني، وتطمئن له نفسي".

وفكرتُ مع نفسي كثيرًا، وكتبت:

أنجبتك يا وحيدي لأنجو من الوحدة.

أنجبتك وأنا أستحضر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل:

"تزوجها ولودًا سوداء، ولا تزوجها جميلة حسناء عاقرًا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة. أما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم، وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران" (1).

ولعل الله عز وجل خصّ نبيه إبراهيم وزوجته سارة بهذه المكانة لحرمانهما من النسل عُمرًا، ورغم تعويضهما بابنين جاء من ذرية أحدهما سيد المرسلين.

أنجبتك يا فؤادي، لأرى فؤادي يمشي على الأرض، ولتكن سببًا في دخولي الجنة عبر تربيتك، وأكون سببًا في دخولك الجنة عبر برّك.

أنجبتك لتؤنس أيامي، وتطرد الوحشة عن بيتي، يا سراج هذه المهجة.

لم أنجبك لتكون عالمًا، ولا مخترعًا، ولا مكتشفًا، ولا فنانًا تغمره الشهرة وتكسره، ولا فاتحًا، ولا لتكون مشهورًا في الأرض، فلعلك مشهورٌ في السماء.

أنجبتك لتقول كلمة حقّ تعدل الميزان، أو تنقذ حياة إنسان. أنجبتك لعلك تحظى بشريكة ترفعها وترفعك، تسعدها وتسعدك، وليكن لك نسلٌ يريد الله ألا ينقطع.

سبحانه علّام الغيوب، لا نعلم غاياته.

أنجبتك لتكون أنت، بمسيرتك الفريدة في هذه الحياة، بكل ما فيها من حلو ومرّ، ومن فرح وحزن، ومن يُسر وكدر.

ثم تذكرت حديثًا حكته لي إحدى زميلاتي اللواتي تأخر زواجهن، عن مشهد أثّر فيها:

حين كانت تقف في باص ذي طابقين – أو "مصلحة أم طابقين" كما كنّا نسميها أيام زمان – تقول:

كنت أقف في موقع في الطابق الثاني يُشرف على الطابق الأول، فأشاهد الركاب وأراقبهم لأزجي الوقت حتى أصل إلى البيت. فتوقفت عيني عند أم تقف بجذع مائل، تسند نفسها إلى أحد المقاعد التي لم ينتخِ صاحبُها فيتركه لها، تحمل صغيرًا قد يكون ابن عامين، يطوق رقبتها بكلتا يديه، وهي تحمل – إضافة إليه – حقيبة يدها، وكيسًا بلاستيكيًا كبيرًا فيه ما تبضّعته لغذاء العائلة من الخضروات.

قد لا يعلم أحد مقدار تعب هذه الأم إلا هي، لكن منظرها هذا، وعناق الصغير النائم لها، وأنفاسه على كتفها، يعدل الميزان الذي تمثله بكل ما فيه من أحمال.

أراحت تعبي أنا، وأجرت دمعي دون قصد مني، دمعة لهفةٍ لأمومة لم أحصل عليها.

ألا يستحق منظرٌ مثل هذا أن أُنجِب؟ أن أتحمّل تعب تسعة أشهر من أعراض نفسية وجسدية لن تطيقها لو عشتَ ساعةً من ساعتها؟

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك.

أنجبتك لأنشد لك الأبيات المنسوبة لرابعة العدوية، فكلماتها لسان حالي:

يا سُروري ومُنْيَتي وعِمادي

وأَنِيسي وعُدَّتي ومُرَادي

أنتَ روحُ الفُؤادِ أنتَ رجائي

أنتَ لي مُؤنسي وشوقُكَ زادي

حُبُّكَ الآنَ بُغيتي ونَعيمي

وجَلَاءٌ لعينْ قلبي الصَّادي.

.........................................

(1)وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج20،ص5.

الأم
الايمان
اهل البيت
الاسرة
الدعاء
الشباب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    النوم.. راحة سلبية أم خير دواء؟

    النشر : الأحد 01 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ثلاث ليال

    النشر : الأثنين 01 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما بين الإمام الحسين والقائم رحلة عشق وولاء

    النشر : الأحد 01 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    معضلة ليس لها إلا ابو الحسن!

    النشر : الثلاثاء 11 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الثامن من شوال.. ارهاب عبر التاريخ

    النشر : السبت 29 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    رائحتك تكشف عن أسرار جسدك وصحتك

    النشر : الأثنين 05 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1222 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 447 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 442 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 430 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 407 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 401 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1595 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1318 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1222 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1111 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة