ان مسألة حكم المرأة وتسليمها ادارة البلد قد تكون مرفوضة في عالم الرجل، فمن الصعب ان يعقل المجتمع الذكوري ان المرأة التي تحمل وتنجب وتدير شؤون بيتها ان تأتي الى مجلس الامة وتحكم وتدير البلاد، وتصدر القوانين وتشرع بها، فهذا ما لا يصدقه ادم ولا يرغب فيه وكثيرا ما يحتج عليها تحت قبة الرئاسة ويختلف معها لكونها انثى فقط، لذا أثار هذا الموضوع جدلا كبيرا في عالم الحكم والقيادة، وان كان حظ المرأة قد لا يسعفها في خوض هذه المنافسات وقد تتعرض الى التهميش، وعدم الاستجابة لمطالبها كونها ضعيفة، وهذا مما جعلها تتقدم الف خطوة نحو نبذ هذه النظرة ومطالبتها في ممارسة حقها في ان تكون عنصر فعال في دائرة الحكم وليست فقط متفرجة.
لذا حشدت نفسها بالثقة والارادة ودخلت عالم الرئاسة فكانت قوية كما ذكرها القرآن الحكيم وخلدها التاريخ، وخير ما ذكر الملكة بلقيس وكيف حكمت شعبها، ومن ذاكرة التاريخ فهناك نساء عرفن باستلامهن مناصب رفيعة، وغيرن مسار البلاد نحو الافضل، وهناك حكام من الرجال خربوا بلادهم في حكمهم التعسفي والفساد الاداري والمالي في ظل حكومتهم، فالمرأة استطاعت الوصول الى السلطة ومنافسة الرجل في مسار الرئاسة والسلطة وتحدين المصاعب، فكانت النتيجة الانتصار والقوة، من هذه النسوة هي السيدة بنظير بوتو كانت بوتو رئيس وزراء باكستان الحادي عشر وهي المسلمة الأولى والوحيدة التي تولت هذا المنصب حتى الآن وقد خدمت البلاد لفترتين متتاليتان 1988- 1990 ثم 1993 إلى 1996.
وعلى سبيل وصول المرأة الى مبتغاها فكانت السيدة أنوشه أنصاري: هي أول امرأة مسلمة تصعد للفضاء، وعندما سئلت عن أمالها التي ترغب في تحقيقها في عالم الفضاء، قالت إنها تريد أن تلهم كل الناس وبخاصة الشباب، والفتيات والسيدات في كل العالم والشرق الأوسط، أن يمنحوا المرأة فرصا مثل الرجال، حتى لا يتخلوا عن أحلامهم، فأنا أؤمن بأن كل سيدة تستطيع ان تحدد أحلامها وتحققها''.
فاليوم المرأة تشارك الرجل في كل شيء حتى في عروض الانتخاب والحكم، وتعتبر مشاركتها في الحياة السياسية من اهم المشاركات وتعكس رؤية الديمقراطية في البلد، ومن الممكن ان تكون الدولة التي تحكمها المرأة خالية من الحروب والدمار بحكم عاطفتها والتي تتجنب رؤية الدم والقتل وتعزيز قدراتهن للمساهمة في عملية السلام وعلى الرغم من مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية الا انها لم تغير من الواقع شيء وبقيت في دائرة الحكم الجماعي للأسباب خاصة ولم تختلف المرأة العراقية عن هذه الاسباب، فبعد دخولها المجلس النيابي وترشيحها الا انها لم تنجح في تحسين وضع المرأة العراقية ورفع المستوى الثقافي والتعليمي وسد ثغرات الفقر فبقي واقع المرأة على ما هو عليه ومن تقاسم الحصص والاختيار الطائفي.
ومن الملاحظ إنه رغم الإمكانيات المتوفرة الا ان الاكثرية صامتة، ولم تستفد من منصبها فقد دلت المؤشرات على تدني مستوى حكم المرأة العربية في السنوات الاخيرة.
اسباب ومعوقات امام المرأة المشاركة في الحركة السياسية
1ــ ادخالها ضمن دائرة الاحزاب والتنظيمات التي تضعف دورها وتجعلها رقم في القائمة السياسية من دون اي دور.
2 ــ خوفها من مواجهة الصعوبات التي تتعلق في اصلاح ومحاسبة البعض وهذا ما يرفضه الكثير من أعضاء كتلتها.
3ــ تعرضها الى التهديد او محاربتها وقد تغتال.
4ـ تقييدها في حكم العرف وان المناصب العليا هي حكر للرجال فقط.
5ـ عدم توفير خطط انتخابية ناجحة للمرأة حتى تتمكن من السير عليها.
احصائية عامة
في تقرير صدر عن الأمم المتحدة الخاصة بالبرنامج الإنمائي يوضح نسبة مشاركة المرأة العربية في المجالس النيابية لعام2012 كالآتي: قطر. الإمارات العربية المتحدة. البحرين. الكويت. المملكة العربية السعودية. المغرب. العراق. مصر. تونس..
نسبة المشاركة، 0.01% ، 17.5%، 18.8%، 16.6%، 0.01%، 11%، 25%، 2.2% ، 24%.
خمسة امور لدخول المرأة ميدان الحكم
1ـ عرض برنامج انتخابي وخطط نافعة للبلد وللمرأة بصورة خاصة.
2ـ اختيار المنصب المناسب لها ولبرنامجها السياسي حتى تتمكن من الادارة الناجحة.
3ــ محاربة الامية والقضاء عليها وتشجيع النساء على التعليم وتوفير فرص عمل للمرأة واحترام حقوقها ونبذ العنف من خلال تشريع قانون يمنع ويعاقب عليه من يعامل المرأة بعنف.
4ـ عدم الخوف وتسليح النفس بالثقة ومواجهة التحديات التي تواجهها المرأة القيادية من العرف ومن يعتقد انها خلقت فقط لتكن في (المطبخ).
5ـ متابعة الاحداث في العالم وتطوير النفس من خلال حضور المهرجانات والندوات الثقافية والعلمية والاستفادة منها في البلد.
ففي المرجلة القادمة نحن بحاجة الى التغيير والاصلاح وانتخاب من هي الاجدر حتى لا نعود الى ما كنا عليه، وهذه مسؤولية الجميع فصوتك هو امانة فاعرف كيف تؤدي الامانة.
اضافةتعليق
التعليقات