قالوا عني معاق، ما ذنبي انا.. ولدت هكذا، قدري كان، هل أحكم على نفسي بالموت؟
هل اغير ما كتبه الله لي، ولدت كي أكون عبرة، كي اقتل اليأس، واقهر المرض،
ازرع الأمل، اتابع رحلة عمري، لا احد يتحملني، انتم تعيشون
وانا من حقي أن أعيش، كفّوا أنظاركم عني، سأعيش بسلام واسير دربي
فطريق النجاح يعرفني، وإن كنت معاقا، فعقلي معي وكم من سليم الجسد، خالي من العقل.
إنه طفل معاق كتب هذه الأبيات في دفتره وهو يعاني من نظرة المجتمع إليه، ابياته تصف حاله، وحان الوقت للوقوف مع ذوي الاعاقة، لتفعيل قانون يحمي المعاقين وحقوقهم وتوعية وتثقيف المجتمع بآداب التعامل معهم وحل قضاياهم وكيف نساعدهم في مواجهة الظروف، ودعمهم ودفعهم نحو النجاح.
(( يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام( 1992) لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بهدف التأكيد على حق المعاق في نيل حقوقه كاملة أسوة بأقرانه غير المعاقين دون النظر إلى اختلاف القدرات الفردية وكذلك بهدف تقريب فكرة دمج المعاق في المجتمع وتصحيح بعض المواقف الخاطئة الناجمة عن ضعف الاحتكاك بهذه الفئة وإحاطتها ببعض الأفكار الجاهزة)) عن اليونيسف.
لم يكن اهتمام الأمم المتحدة بقضية الإعاقة ناجما عن فراغ فهي تعرف ان هناك حوالي نصف بليون إنسان معوق في العالم يعيش 80% منهم تقريبا في الدول النامية، وإن مثل هذه الحقيقة تهم جميع دول العالم وباستطاعة المساعدة الخارجية أن تغير الواقع وقد سعت منظمة الأمم المتحدة من طرفها إلى المساعدة في هذا الشأن فأنشأت صندوق الإعاقة الخيري ويقدم هذا الصندوق منحا مالية للأنشطة والبرامج الريادية للمعوقين وفي السنوات الـ19 الماضية موّل الصندوق عددا كبيرا من مشاريع التبادل التقني والفني في أفريقيا وآسيا والتي أفضت إلى تأسيس مراكز للتدريب والبحث في مجال الإعاقة في العديد من دول العالم.
ما المقصود من الاعاقة
“العوق”، فهو فقدان القدرة، كلها أو بعضها، على اغتنام فرص المشاركة في حياة المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين، وتصف كلمة العوق تلاقي المعوق مع بيئته، والغرض من هذا المصطلح هو تأكيد تركيز الاهتمام على ما في البيئة وفي الكثير من الأنشطة الاجتماعية المنظمة.
1ـ المعاقون جسدياً (من مقعدين وأقزام ومبتوريّ الأطراف والمصابين بشلل الأطفال والشلل الدماغي وغيرهم).
2ـ المعاقون حسياً (وهم المعاقون سمعياً والمعاقون بصرياً).
3ـ المعاقون ذهنياً (ممن لديهم نقص في الذكاء عن المستوى الطبيعي من متخلفين عقلياً وبطيئين التعلم).
4ـ المعاقون أكاديمياً (ذوي صعوبات التعلم والتأخر الدراسي).
5ـ المعاقون تواصلياً (ذوي عيوب النطق والتخاطب والكلام).
6ـ المعاقون سلوكياً (ممن لديهم تشتت في الانتباه ونشاط زائد وتوحّد وأحداث وغيرهم).
7ـ متعدديّ العوق (الذين لديهم أكثر من إعاقة).
كيف نتعامل مع الطفل المعاق؟
في مجال كيفية التعامل مع المعاق تقترح الدكتورة سهير الخطوات التالية:
أولا: تقبّل الطفل المعاق واحترامه، والاعتراف بإعاقته وعدم الخجل من حالته.
ثانيا: امنحيه ثقة في قوته، واكتشفي نقاط القوة لديه، وحاولي تنميتها ولا تتعاملي معه على أنه عاجز كلياً مهما كانت إعاقته، فهو قادر على عمل شيء ولو بسيط جدا.
ثالثا: اجعلي امامه هدفاً في هذه الحياة، اذكري له مشاهير العالم وكيف كانت إعاقتهم وكيف نجحوا، امتدحي نجاح طفلك مهما كان صغيراً.
رابعاً: والأهم بالنسبة إلى نفسية الطفل هو عدم ذكر إعاقته أو حتى الشكوى أمامه، وتجنبي الاستهزاء به انت أو الآخرين، وتعاملي معه كما تتعاملين مع الطفل السليم، ولا تواجهيه بعجزه وأعطيه خيط من الأمل.
خامسا: لا تكذبي عليه، وكوني صريحة في التعامل معه وافتحي معه الحوار حول إرادة الله تعالى في الابتلاء والامتحان، وأن أجره سيكون أكبر وأعظم، وأن الإعاقة ليست نهاية الحياة.
حقوق المعاقين
توعية المعاقين أنفسهم بحقوقهم، فالإعاقة أيا كان نوعها تترتب عليها حقوق مكتسبة للمعاق، منها العلاج في مستشفيات الدولة، وحق التعليم والتأهيل المهني والتدريب العملي، فضلا عن توفير فرص وظيفية تناسب ظروف هذه الفئة.
آداب التعامل مع المعاق
اذا كان الصمم في أذن واحدة، فينبغي الجلوس بجانب الأذن السليمة حتى يستطيع سماعك، وعدم الجلوس أمامه وجهاً لوجه، وفي حالة الصمم الكامل، فإن الطريقة الوحيدة للاتصال معه هي التواصل المرئي من خلال لغة الإشارة وقراءة حركة الشفاه، فهو بهذه الحالة يفهم ما تريد قوله من دون إحراج أو أذى، وينبغي مراعاة ما يلي:
عندما تتحدث معه ينبغي أن تكون بطيئاً في الكلام ليتسنى له فهمك، وتجنب رفع صوتك لجلب الانتباه، فهو لن يسمعك مهما بلغت درجة صوتك، كما أنه قد يشوش على الأجهزة المساعدة السمعية، فهي تعمل بشكل جيد مع نبرات الصوت الطبيعية، وعليك أن تتحلى بالصبر أثناء التحدث معه.
أما إذا كان بصريّاً، تذكر دائماً أن الشخص المعاق بصرياً هو شخص عادي وطبيعي، ويتمتع بحواس أقوى ممّا عند الأصحاء لتعويض النقص عنده، فتحدث معه بنبرة صوت عادية وتجنب رفع صوتك، وقم بوصف المكان الذي تتواجد فيه معه، وأخبره عن الأشخاص المتواجدين معكم، فهذا يشعره بأنه لا يختلف عن الموجودين بشيء.
اسأله إن كان بحاجة لمساعدة ما، كأن يقطع الشارع، ولكن لا تفرض عليه المساعدة بدون طلبه أو استئذانه. إذا طلب منك المساعدة اتركه هو من يمسك بذراعك وليس العكس، وإذا كنت بصحبته وتسير معه في مكان ما، عليك تحذيره إن وجد عقبات على الطريق أو منعطفات.
أما المعاق حركيّاً فلا تقدم له المساعدة إلا في حالة طلب منك، ونفّذ التعليمات التي يطلبها منك المعاق خاصة إذا كنت تتعامل معه للمرة الأولى، وتجنب التعامل مع المعاق حركيّاً بشكل مفاجئ، واحرص على كرسي المعاق حركيّاً، فهو بالنسبة له من أهم وأثمن الأشياء، في حالة احتاج المعاق حركيّاً مساعدة عند ركوبه السيارة، أو أي حالة أخرى. ولو تعاملنا بهذه الآداب مع المعاق نكون قد تجنبنا ايذائه وعززنا قدراته النفسية.
اضافةتعليق
التعليقات