تُعدّ مشاكل وصعوبات النّوم من أكثر المشاكل التي يواجهها الوالدين مع أطفالهم، ومن المهم هنا معرفة الدورة الطبيعيّة للنوم، والتي تنقسم إلى مرحلة حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid eye movement)؛ وفيها لا يتحرك الجسم كثيراً ويرى خلالها الطفل الأحلام، ولكن لا يكون النّوم عميقاً فيها فمن الممكن أن يستيقظ الطفل خلالها بشكل أكبر، ومرحلة حركة العين غير السريعة؛ والتي تمثّل مرحلة النّوم العميق، ويمكن وصف النوم بأنّه طبيعي في حال كان الطفل ينام ويستيقظ بسهولة مع عدم ظهور التّعب عليه خلال اليوم؛ ويمكن تلخيص المشاكل التي يواجهها الأطفال الصغار والأطفال في سنّ المدرسة بعدم القدرة على النوم خلال مدّة تتراوح بين 30-60 دقيقةً بعد ذهابهم إلى الفراش، أو رفضهم الذهاب للنوم عند إخبارهم بوجوب ذلك
خطل النوم Parasomn:
يعتبر أحد مشاكل النوم عند الأطفال الواسع الانتشار ويمر بها كل شخص تقريبا. وهو عبارة عن ظواهر جسدية، حركية ونفسية تحدث أثناء النوم في توقيت غير مناسب، كالحديث والصراخ أثناء النوم، المشي وحركات فجائية بالرجلين، إنقباضات عضلية، الذعر الليلي والكوابيس.
ويعتبر المشي أثناء النوم من الظواهر الحميدة ويمكن أن تنعكس في قيام الشخص من فراشه والتجوال في البيت، ويمكن أن يأكل ويشرب بل وفي بعض الحالات قد يخرج من البيت ويحدث كل ذلك أثناء النوم هذه الظاهرة شائعة وتظهر لدى ما يقارب 15% من الأطفال بدءاً من جيل الرابعة وهي ظاهرة تختفي، غالبا، من تلقاء ذاتها، مع تقدم العمر تكمن الخطورة في اضطراب النوم هذا في الإصابات التي قد يتلقاها الطفل جراء هذه السلوكيات أثناء نومه، كالسقوط، لمس الأدوات الحادة، الإصطدام بالأبواب والزجاج وغيرها من المخاطر التي تتطلب أحيانا، إتخاذ تدابير خاصة للحيطة والحذر داخل المنزل.
أما ظاهرة الحديث أثناء النوم فتعد من اضطرابات النوم الشائعة هي الأخرى وتحدث لدى 10% من الأطفال وكسابقتها تختفي تلقائياً مع الوقت.
كما أن الذعر الليلي هو أحد الأنواع الشائعة من اضطراب النوم من نوع الخطل النومي، إذ ينفجر الطفل بالصراخ أو البكاء أثناء النوم العميق، دونما وعي منه لما يحدث له أو لما يحدث في محيطه ويكون من الصعب تهدئة الطفل في هذه الحالات، وفي الصباح التالي لا يتذكر الطفل ما حدث له أثناء نومه، وهناك ظاهرة مشابهة من حيث التصرفات إلا أنها تختلف من حيث العملية التي تحدث في الدماغ.
وهي ظاهرة الإستيقاظ بفزعٍ إثر رؤية كوابيس، في هذه الحالات من اضطراب النوم يستفيق الطفل فزعاً من الكوابيس، واعيا للخوف الذي يشعر به، وعند الصباح، يتذكر الطفل هذه الأفكار المرعبة وباستطاعته إسترجاعها، يكون الطفل واعياً لما يحدث من حوله عند إحساسه بالفزع الذي يستمر حتى بعد الإستيقاظ من النوم.
تختفي معظم ظواهر اضطرابات النوم من نوع "خطل النوم" عند الأطفال تلقائيا مع تقدم العمر دونما تلقي أي نوع من العلاج، عدا في حالات معينة تتطلب علاجا دوائياً.
إختلال النومdyssomnia :
اضطرابات النوم من هذا النوع تتعلق بعدد ساعات النوم، بل وبشكل عام، هي فقدان القدرة على النوم والاغفاء المتواصل، أو العكس - فرط في النوم / ارهاق. من الأمثله الحادة على حالة فرط النوم، ما يسمى بالتغفيق (Narcolepsy) أي الإستغراق في نوم مفاجئ دون القدرة على التحكم بذلك، لمدة قصيرة أو لعدة ساعات.
إذ يقوم الجسم بوظائفه وفق ساعة بيولوجية ملائَمة لساعات النور والظلمة، وقد تصاب الساعة البيولوجية الداخلية بالتشوش في مثل الحالات التي يسافر فيها الشخص لمسافات طويلة عابرة للقارات. تدعى هذه الظاهرة تلكّؤ النَّفاثة (jet lag). ويحدث اضطراب النوم هذا أيضا، لدى العمال الذين يداومون في المناوبات الليلية. اضطرابات النوم هذه تعتبر سليمة وعابرة لكن هنالك حالات يحدث فيها إنقلاب تلقائي للساعة البيولوجية، فعلى سبيل المثال بالنسبة لبعض الأطفال المصابين بإضطراب النوم يعتبرون الساعة الواحدة أو الثانية قبل الفجر، لا تختلف عن الساعة التاسعة مساء، ولا يمكنهم النوم قبل اشراقة الصباح.
هؤلاء الأطفال يصعب ايقاظهم صباحا، لأن الاستيقاظ في السابعة صباحاً بالنسبة لهم كالساعة الرابعة فجرا بالنسبة للأطفال الآخرين. أما الوضع المعاكس فيعتبر نادراً لدى الأطفال وشائعاً لدى البالغين إذ ينامون في ساعة مبكرة جداً عند السادسة أو السابعة مساءً، ويستيقظون عند الرابعة أو الخامسة فجراً.
في اضطرابات النوم هذه يتم ازاحة الساعة البيولوجية إلى الأمام، من الممكن علاج هذه الحالات بطرق عدة. الطريقة الأساسية لضبط الساعة البيولوجية هي بواسطة التعرض للضوء القوي يومياً في ساعات الصباح الباكر (مثلا عند السابعة صباحاً) لمدة نصف ساعة. من الصعب أحيانا تطبيق هذه الطريقة العلاجية ولذلك يتم تلقي هرمون الملتونين كاضافة للعلاج.
أسباب اضطربات النوم عند الأطفال:
- قلق الأطفال من الانفصال عن الأبوين، فهم يخافون من استيقاظهم بمفردهم مع عدم وجود آبائهم أو أمهاتهم أو تعرض منزلهم للسرقة أو غير ذلك. مخاوف ليلية أو أحلام مزعجة، حيث يشعر الطفل بالخوف بسبب مشاهدته برنامجًا تليفزيونيًّا أو استماعه لقصة أصابته بالذعر، فحاولي أن تعرفي ما إذا كان هناك شيء يزعجه.
- بعض عادات النوم غير المنتظمة للطفل، كالنوم في النهار لفترات طويلة أو تعوده على النوم أمام التليفزيون.
- الأمراض العضوية، مثل: صعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو آلام الأسنان، أو غيرها من الآلام الجسمانية. الاضطرابات والمشكلات التي تسود أجواء الأسرة، مثل: المشاجرات اللفظية والجسدية بين الوالدين أو مع الإخوة أو الصراعات مع الزملاء في المدرسة.
- تغيير مكان النوم، حيث إن معظم الأطفال لا يحبون التغيير وتربطهم علاقة قوية بأسرَّتهم وغرفهم. الخوف من الظلام والخوف من النوم بمفردهم.
هذه بعض النصائح التي ستساعدك في التغلب على اضطرابات النوم عند طفلك:
_ إذا كان طفلك دائم الاستيقاظ في وقت محدد كل ليلة، أيقظيه قبله بـ15-45 دقيقة، ثم أعيديه للنوم مرة أخرى.
_ جنبي طفلك التعود على نوم القيلولة قدر الإمكان، واجعلي يومه مليئًا بالأنشطة والمهام التي يمارسها، ولا توفري له وقتًا خلال اليوم للنوم فيه إلا عند احتياجه لذلك بشدة. وشجعيه على النوم المبكر بعد يوم حافل من الحركة والنشاط، سيساعد هذا طفلك على النوم سريعًا وعدم الاستيقاظ خلال الليل.
- لا تعرضي طفلك لمشاهدة أفلام الحركة والإثارة أو الرعب أو أي مواقف قد تكون مؤذية له، مثل رؤية عزيز فاقدًا للوعي أو في داخل غرفة عمليات قبل نومه مباشرةً، ما يجعله يُصاب بالذعر والفزع والأرق خلال النوم.
- تجنبي تقديم وجبات دسمة لطفلك قبل موعد نومه مباشرةً.
- لا تجبريه على النوم إذا لم يرغب في ذلك، فقد يرضخ للأمر وينام متوترًا، ما ينعكس على نومه من خلال رؤية أحلام مزعجة أو عدم الارتياح في النوم.
- قللي السوائل والمشروبات التي يتناولها الطفل قبل النوم مباشرةً، فهي تؤدي إلى تبوله لا إراديًّا، ما يسبب له اضطرابات في النوم.
- عوديه دائماً على النوم في سريره وغرفته، فكثير من الأطفال يفضلان النوم بجانب والديهما.
- إذا استيقظ طفلك باكيًا خلال نومه، لا تتعجلي في الذهاب إليه، بل انتظري فترة قصيرة، للتأكد مما إذا كان سيعاود النوم بمفرده مرة أخرى أم أنه في حاجة لكِ بالفعل.
- تجنبي وضع سرير الطفل في أماكن تجعله يرى ظلالًا أو حركة بالستائر كي لا تخيفه.
- اجعلي غرفة طفلك جذابة ومريحة له، واختاري ألوانًا هادئة للحائط، وسريرًا يؤمن لطفلك النوم الصحي والمريح.
اضافةتعليق
التعليقات