• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فلسفة الموت في نهج البلاغة.. بين التذكير والتنذير

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 05 آيار 2021 / تربية / 7251
شارك الموضوع :

لو بحثنا في قصار الحكم ورسائل الامام علي (عليه السلام) ستجد أن الإمام كان يعرف جيدا ماذا بعد الموت

المشرع الإسلامي اهتم اهتماماً بالغاً بموضوع ولادة الإنسان والمراحل التي تمر عليه من النشأة إلى الطفولة والمراهقة ومرحلة الشباب حتى يصل إلى نهاية المطاف فتكون الرحلة الأخيرة في حياته، هنا كشف المشرع الإسلامي حقيقة الموت وما بعده باعتبار أنه حقيقة واقعة لا مفرّ منها ولا ملجأ.

وعبر عنها في الآيات والروايات الكثيرة ونجد أن مولانا أمير المؤمنين ‏(عليه السلام) في رواياته اهتم اهتماما شديدا بهذا الموضوع، وهذا ما ينبه الإنسان إلى ضرورة الالتفات إلى هذه المرحلة من مراحل حياته.

ولو بحثنا في قصار الحكم ورسائل الامام علي (عليه السلام) ستجد أن الإمام كان يعرف جيدا ماذا بعد الموت وإصراره في الولوج إلى عمق الحقيقة  وما يخصها من المراحل الانتقالية من الخروج الروح إلى القبر، "وَاللهِ لاَبْنُ أَبي طَالِب آنَسُ بالمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْم، لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الاْرْشِيَة".

"يؤكد الإمام (عليه السلام) ترحيبه واستئناسه بالموت، وهو استئناس غريب، فهو يشبهه باستئناس الطفل بثدي أمه، وهل من أحد على مثل هذه الحال في علاقته بالموت".

فالموت والولادة أمران لابد منهما حتى أنهما يتشابهان في الأمر عندما تولد يضعون عليك قطعة بيضاء وعند الموت يغطون جسدك بقطعة بيضاء أيضا تبكي عند قدومك وعند رحيلك يبكون عليك، تحمل بيدك شهادة ميلاد وعند الرحيل أيضا يقدمون لك شهادة الوفاة.

"وَطِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً، وَامْشُوا إِلَى الْمَوْتِ مَشْياً سُجُحاً" .

إن الإمام علي (عليه السلام)  "يكرر الألفاظ والعبارات والجمل، لتأكيد ما يدعو إليه.

"وَبَادِرُوا الْمَوْتَ، وَغَمَرَاتِهِ، وَامْهَدُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ، وأَعِدُّوا لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ، فَإِنَّ الْغَايَةَ الْقِيَامَةُ، وَكَفَى بِذلِكَ وَاعِظاً لِمَنْ عَقَلَ، وَمُعْتَبَراً لِمَنْ جَهِلَ! وَقَبْلَ بُلُوغِ الْغَايَةَ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ ضِيقِ الأرْمَاسِ".

(بادروا/ امهدوا/ أعدّوا...). ومن المعلوم أن زمن فعل الأمر يبدأ بعد انتهاء المتكلم من الكلام؛ ولذلك فإن زمن القول يتجدد عند كل قراءة، فهو - أي زمن الفعل- يعطينا صفة التجديد في كل زمان ومكان.

فالموت غاية حسنة يجب أن يبتغيها الإنسان عن طريق (العمل/ العقل)، منهجان لرؤية واحدة، مفادها: العمل من أجل المعرفة، أو المعرفة على أساس العمل، يحدث ذلك عن طريق العقل، معرفة حقّ الله تعالى، ورسوله، وأهل بيته.

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقال: يا مولاي لقد اشتريت داراً وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك، فنظر الإمام علي إلى الرجل بعين الحكمة فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه أنظار نفسه، فأراد أن يذكره بالدار الباقية؛ فكتب بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها أربعة حدود:

الحد الأول: ينتهي إلى الموت

الحد الثاني: ينتهي إلى القبر

الحد الثالث: ينتهي إلى الحساب

الحد الرابع: ينتهي إلى الجنة وإما إلى النار

فبكى الرجل بكاءً مريراً وعلم أن أمير المؤمنين أراد أن يكشف عن قلبه الغافل فقال: يا أمير المؤمنين: أشهد الله اني قد تصدقت بداري هذه على أبناء السبيل.

فأنشد الامام علي هذه القصيدة العصماء:

النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت

 أن السعادة فيهـا تـــرك مـا فيهـا

لا دار للمرء بعــــــــد المـوت يسكنهـا

 إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا

فـإن بناهـا بخيـر طــــــــــاب مسكنـه وإن بناهــــــا بشـر خــاب بانيـهـا

أموالنــــــا لـذوي الميـراث نجمعهـا  ودورنـا لخـراب الدهـــــــر نبنيـهـا

الخوف من الموت

إن الخوف من الموت شعور ينتاب الكثيرين ويجعلهم يعيشون حالة القلق، وإن قلبهم ليخفق دائماً ويضطرب عندما يسمعون عن الموت وما بعد الموت وأنه ملاقيهم.

ويحدثنا عنهم أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة المتقين يقول:

"ولولا الأجل الذي كتب اللّه عليهم لم تستقر أوراحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب".

لماذا الخوف؟

الإمام عليه السلام كيف يصف هذا الصنف حال موته:

"وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون، فغير موصوف ما نزل بهم.

اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت، ففترت لها أطرافهم، وتغيَّرت لها ألوانهم، ثم ازداد الموت فيهم ولوجاً، فحيل بين أحدهم وبين منطقه، وإنه لبين أهله ينظر ببصره، ويسمع بأذنه، على صحة من عقله، وبقاء من لبِّه، يفكر فيما أفنى عمره، وفيما أذهب دهره، ويتذكر أموالاً جمعها، أغمض في مطالبها، وأخذها من مصرَّحاتها ومشتبهاتها، قد لزمته تبعات جمعها،... فهو يعض يده ندامة... فلم يزل الموت يبالغ في جسده".

إن العبد بعد موته وبعد أن يفرغ من حسابه فلا بد له من مقرٍ يسكنه، فهنا تظهر الوجوه فإما أن تكون ناعمة ناظرة إلى ربها ناضرة لسعيها راضية وإما أن تكون عليها غبرة ترهقها قترة، أي إما أن يكون من أهل الجنة أو من أهل النار.

« واعلموا أن المعيشة الضنك التي قالها تعالى: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) هي عذاب القبر».

المصادر:
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة
نهج البلاغة، خطبة المتقين.
 قصار الكلمات 398، ص 285.
 خطبة 64.
 خطبة 183.
 كتاب 69.
الامام علي
الموت
الحياة
الفكر
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    تحذيرات جديدة من المقالي.. احذري منها

    النشر : الأثنين 15 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    فاكهة الآساي: هل تستحق لقب "سوبر فود"؟

    النشر : الخميس 12 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الانثيالات النفسية.. صراع محير بين المصاب والطرف الآخر

    النشر : الثلاثاء 14 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الإلحاد.. فكر أم موضة يتناولها الساذجون؟!

    النشر : الأربعاء 28 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    سحر الكلمات.. دواء بالمجان

    النشر : الأثنين 01 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    نساء يستطعنّ الإنجاب بعد سن الخمسين والسبعين عاما!

    النشر : الأربعاء 13 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 20 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 20 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 20 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة