• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

فضيلة المحروس / منذ 21 ساعة / اسلاميات / 246
شارك الموضوع :

لقد اجتمع في زينب كلّ الشرف الهاشمي، والعقل العلوي، والبصيرة الفاطمية، والصبر الحسيني

امرأةٌ صبورةٌ واعيةٌ، عالمة شجاعة، رابطة الجأش، صلبة العزم، تتقاذفها المحن من كل صوب، كأن البلاء قد أُذن له أن يصبّ عليها صبًّا مذ اليوم العاشر من المحرّم سنة 61 هـ، إلى أن ختمت حياتها بالشهادة مسمومةً على يد النظام الأموي البغيض.

 لقد خُصّت بمقام اصطفائي عظيم، امتحنها الله سبحانه فيه يوم كربلاء امتحانًا لم يمتحن به من هو دونها من الأولياء والأصفياء. وقد قرن الباري عزّ وجلّ بين مسؤوليتها ومسؤولية المعصوم حين قال: ﴿شاء الله أن يراهنّ سبايا﴾ كما قال في الحسين: ﴿شاء الله أن يراه قتيلاً﴾، فجمعت في شخصها بين الصبر والمعرفة، والولاية والقيادة. كلّما ذُكر الصبر حضرت زينب، فهي عقيلة بني هاشم وكعبة الصابرين.

وقد أوصاها والدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) قبل واقعة الطف بسنوات، قائلاً كما حدّثتكِ أمّ أيمن: «كأنّي بكِ وبنساء أهلكِ سبايا بهذا البلد... فصبرًا صبرًا...». وكذلك أوصاها أخوها الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) ليلة العاشر من المحرّم، مستودعًا عندها أسرار الرسالة ومواصلة النهج بعد استشهاده.

منذ خروجها من المدينة إلى كربلاء، لم تُظهر زينب (صلوات الله وسلامه عليها) اضطرابًا ولا ضعفًا، بل بقيت ثابتة الروح، حاضرة العقل، نافذة البصيرة، شامخة الموقف. وقولها لطاغية الكوفة: «ما رأيتُ إلا جميلًا» ــ وهي المثكولة بإخوتها وأولادها وبني عمومتها عليهم السلام ــ إنما يكشف عن مقام سامق من العصمة، وسعة إدراك فاقت بها كلّ الوصافين. لقد أدهشت بصبرها ملائكة السماء والأرض، وأربكت العقول المفكّرة، فما الذي أبصرته تلك الحوراء حتى فاق صبرها صبر جميع الأنبياء سوى جدّها المصطفى محمد صلى الله عليه وآله؟

وقد جاء في الحديث الشريف: «إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله نبيٌّ مرسل، ولا ملكٌ مقرّب، ولا عبد امتحن الله قلبه للإيمان...»  فما هذا المقام إلا مقام من شاءهم الله، فأقدَرهم على حمل الأمانة. أيّ صبرٍ وجمالٍ هذا؟! وهي تردّد في وسط المجزرة: «اللهم تقبّل منا هذا القربان» «رضا الله رضانا أهل البيت».

 ذلك أمام أبشع جريمة ارتكبت في التاريخ، جريمة الطاغية الشمر لعنه الله وهو يجثم على صدر الحسين في عصر عاشوراء، ينحر نحره، ويقطع رأسه الشريف، وترى الخيول الأعوجيّة تسحق صدر الحسين وظهره مرات ومرات، حتى «رضّوا الجسد الطاهر رضًّا» كما وصفه الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه في زيارة الناحية المقدسة. ومع ذلك كله، وقفت العقيلة تُهوّن فاجعة عاشوراء على قلب إمام زمانها زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه)، الذي كادت روحه أن تفارقه من هول المصاب، فقالت له: «لا يجزعنّك ما ترى، فوالله إنّ ذلك لعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيك وعمّك».

نعم، كانت جياشة القلب، كما وصفها الإمام زين العابدين، لكنها كانت ابنة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، داحي باب خيبر، وحفيدة أبي طالب، ذاك الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لو وُلد الناس كلهم من صلب أبي طالب، لولدوا شجعانًا».

لقد اجتمع في زينب كلّ الشرف الهاشمي، والعقل العلوي، والبصيرة الفاطمية، والصبر الحسيني، فاستحقت أن تُخلّد رمزًا للصبر الواعي، والموقف الثابت، والقيادة الإلهية في أحلك المواقف، وسيدة النساء بعد أمّها فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليهما).

السيدة زينب
التاريخ
المرأة
الصبر
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    مجالس الرشد العاشورائية

    الفِراق المكاني: حين تُجبر الروح على الرحيل

    دراسة ألمانية: لهذا يتخوف المرضى من "أطباء الذكاء الاصطناعي"

    السيدة زينب ونهضة المسير

    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية

    (زعفر) سلطان الجان

    آخر القراءات

    هل الصوم في رمضان عبادة شرعية فقط؟

    النشر : الثلاثاء 12 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف تعوض نقص المغنيسيوم في الجسم باستخدام الأعشاب؟

    النشر : الأحد 18 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ما هو مدى تأثير الطلاق على الاسرة؟

    النشر : السبت 03 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    السيدة الزهراء وحكاية الإنتظار

    النشر : الخميس 20 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    شرب العصائر مضر أحيانا.. إليك الأسباب

    النشر : الأحد 29 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الطبع ليس قدراً محتوماً

    النشر : الأربعاء 10 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1036 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 638 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 600 مشاهدات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    • 458 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 409 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 353 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1334 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1054 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1036 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 957 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 837 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 671 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي
    • منذ 21 ساعة
    مجالس الرشد العاشورائية
    • منذ 21 ساعة
    الفِراق المكاني: حين تُجبر الروح على الرحيل
    • منذ 21 ساعة
    دراسة ألمانية: لهذا يتخوف المرضى من "أطباء الذكاء الاصطناعي"
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة