ونحن على أعتاب شهر الحزن لابد أن نُحدث خطوة بسيطة لنفكر ونتعرف على قضية الحسين عليه السلام من جانب آخر فعن صادق أهل البيت (عليه السلام): "من زار قبر الحسين بن عليّ(عليه السلام) عارفًا بحقّه كان كمن زار الله في عرشه" 1.
إن طرح الأسئلة وسيلة للتفكر والمعرفة:
س1. كيف تؤثر الأفكار في صياغة المجتمعات؟
س2. كيف تساهم الرسالة الفكرية للامام الحسين (عليه السلام) في تحريك المجتمعات؟
ج1: إن أساس كل المشاريع الناجحة والمؤثرة في أي حقبة زمنية على حدٍ سواء هي ناتجة من فكرة بسيطة.. هذه الفكرة قد تخدم الحياة اليومية للفرد أو تطوير طبي أو ما شاكل من ذلك.
كما هناك نوعين من الأفكار بشكل عام؛ أفكار تنتج من خيال الإنسان وأخرى تنتج من حاجته والحاجة هي أم الإختراع وأساس المنجزات العصرية الحديثة.
يعتمد تقدم المجتمعات على صياغة الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع بشكل ملموس سهل وسلس ومؤثر على حياة الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، والتكنلوجيا والإختراعات الالكترونية خير مثال يُضرب على تطبيق وتجسيد حقيقي لأفكار كانت في زمان ما أشبه بنكتة مثيرة للسخرية.
هذا على مستوى الأفكار المادية. أما الأفكار المعنوية هي صاحبة التأثير الأعظم على المجتمع فتبدأ بزرع القيم الأخلاقية: روح المنافسة، الإرادة، والمثابرة والإستمرار في التقدم وإنتاج الأفكار وعدم التكاسل والتسويف في تطبيقها، صفات لابد أن يمتلكها أفراد المجتمع كافة أو على الأقل نخبة منهم لأن الفرد الذي يتحلى بهكذا صفات هو المنجز الحقيقي والمؤثر والفرد الفعال الذي يقود مجتمعه نحو التقدم والتطوير بمنجزات هادفة.
ج2: الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام هم منهجية أخلاقية متكاملة من جميع الصفات والنواحي الإنسانية بالدرجة الأولى وهذا ما نحتاج إليه بشدة في الوقت الحالي، فمجتمعاتنا تغرق نحو الهاوية بسبب التخلف والجهل، التسييد من سلطة القوي على الضعيف والغني على الفقير والتنمر بأبشع أنواعه، العنصرية على أساس اللون والعرق، وجود فجوة التفاوت بين الطبقات.
لذا لو أردنا النهوض بالمجتمع من براثم الجهل والتخلف لابد من زرع القيم الأخلاقية الإنسانية الدينية التي أوصانا بها أهل البيت وذلك بدءاً بالوالدين الحجر الأساس في تكوين شخصية الفرد الإسلامي.
خاصة نحن في عصر العولمة حيث كل شيء في متناول اليد من الكتب الورقية والإلكترونية، المحاضرات المسموعة على شبكات التواصل وشاشات التلفزة.
فـ معركة الطف ومقتل الامام الحسين وأهل بيته ليست مجرد معركة قام بها بعض حثالة التاريخ بقتل سادات الكون.. معركة الطف في كل تفصيل منها هي رسالة أخلاقية من الإيثار والوفاء والتضحية وتقديم كل ما يمكن تقديمه في سبيل إعلاء كلمة الحق على كلمة الباطل.
معركة الطف في كنهها وباطنها هي حرب مبادئ وقيم أخلاقية ترتقي بمجتمع كامل لأعلى المراتب إذا تم اتباعها بمفاهيمها الصحيحة القويمة.
فالإمام الحسين ضحى بكل ما يملك من أجل ترسيخ الأخلاقيات، فالمطلوب منا كشيعة موالين التحلي بأخلاقهم ومبادئهم والقيم التي قدمتها هذه المعركة بكل وضوح وصراحة مع إحياء العزاء ومع اللطم على الصدور ومع كل تلك الأشياء.
هذا ما لابد التركيز عليه من رسالة الحسين عليه السلام التي قدمها وكتبها وخلدها بدمائه الطاهرة.
اضافةتعليق
التعليقات