انطلاقأ من أهمية التوعية الدينية في عصر الشبهات الفكرية والثقافية والعقدية، نظّمت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بالتعاون مع معهد السيدة نرجس دورة ثقافية بعنوان (الحقوق خارج المألوف)، قدمتها الاستاذة العلوية والدة محمد رضا الشيرازي، على مدى يومين غير متتالين في مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، الموافق 31/8_ 5/9/2024.
استهلت الشيرازي الدورة بطرح عدة تساؤلات منها:
لم يتوجب علي أن أتأطر بإطار الدين؟، ماهو الفرق بين الشخص الملتزم بالدين وغير الملتزم؟، لماذا نجد بعض الناس يطرحون الكثير من التساؤلات على الأحكام؟، وهل يحق لنا أن نبدي آرائنا فيما يخص الدين؟
ثمّ تناولت مواضيع المحطات العشرة التي تضمنتها الدورة وهي:
المحطة الأولى: تصحيح البنى الفكرية
فالمبنى الفكري في الإنسان بمنزلة أساس البناء (فونداسيون)، فكلما كان البناء أقوى وأرصن كلما يتمكن الإنسان من بناء مبنى أقوى وأبقى وأضخم، وأهم بناء فكري في الإنسان تجسدها العبارة الموجودة في مناجاة الإمام علي (عليه السلام)، وهي (مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك).
المحطة الثانية: حقيقة الملكية
فمن أكبر أخطائنا الفكرية هي طريقة تفكيرنا في حقيقة الملكية، وهنا سألت الشيرازي الحاضرات لتوضيح الفكرة، لمن هذا الخاتم؟، لمن هذه الملابس؟، لمن هذه العيون؟، وهنا تتجسد ضرورة ترديد الآية الشريفة (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فهذه الآية ترسم لنا أهم واقع في الحياة، والذي يجب أن نعتقد به ونعيش معه ونتحسسه لحظة بلحظة.
والملكية على نوعين: حقيقية، واعتبارية. ولكل منهما علامة.
المحطة الثالثة: حق المالكية الذاتية
للمالك حق على المملوك، فهل يحق لي أن أتصرف في هذا الملك؟
وفي الاجابة نُقل: الله سبحانه وتعالى بلطفه أجاز وأباح لنا أن نتصرف في هذا الملك، ولكن جعل هناك حدود.
المحطة الرابعة: حق المملوكية الذاتية
والتي لها نظريتين: نظرية الحظر، ونظرية الاباحة.
المحطة الخامسة: حق المملكة الذاتية
عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه جاء رجل وقال أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة، قال عليه السلام افعل خمسة أشياء واذنب ماشئت، فأول ذلك لا تأكل رزق الله واذنب ماشئت، والثاني اخرج من ولاية الله واذنب ماشئت، والثالث اطلب موضعاً لا يراك الله واذنب ماشئت، والرابع إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ماشئت، والخامس إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار وأذنب ماشئت.
المحطة السادسة: حق الطاعة
هناك قوانين تسود العالم، والناس في قبال هذه القوانين ثلاثة أصناف:
- الجاهل بالقانون.
- العالم المعارض.
- العالم المستثمر.
كما أن هناك قوانين في عالم التكوين وهناك قوانين في عالم التشريع، والناس أمام هذه القوانين ثلاثة أصناف:
- الذي يجهلها تماما.
- الذي يعلمها ويحاول معارضتها.
- والرابح هو ذلك الإنسان الذي:
أولاً: يحاول أن يتعرف على القوانين التشريعية، حسبما أخبرته به الشريعة.
ثانياً: يحاول أن يكيف حياته وفقاً لهذه السيرة.
المحطة السابعة: حق الاستحقاق الذاتي
فالعالم يُكرم لعلمه، والحليم لحلمه، والفاضل لفضله.
يقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في مناجاته مع الله عزّوجل: (إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك).
المحطة الثامنة: آثار معرفة الملكية الحقيقية
فلو عرفت هذه القوانين وآمنت بها وبنيت حياتي عليها: ماذا ستكون النتيجة؟
تترتب نتائج كثيرة منها:
- لا أستعين بأعضائي وجوارحي على معصية الله.
- لا أبطر على النعمة.
- لا أخرج عن طوري عند المصيبة.
المحطة التاسعة: لوازم بناء الحياة على هذه الحقائق
من لوازمه أن الإنسان يكون مسلماً لله، والتسليم له مراتب عديدة:
أولاً: التسليم في الفكر.
ثانياً: التسليم لله في العمل.
ثالثاً: التسليم لله في العبادة.
المحطة الأخيرة: ألم العبودية
المعصومون عليهم السلام حملوا أنفسهم المشقة في سبيل الله، فقد أمسكوا عن الطعام ثلاثة أيام (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا)، وهناك عدة محطات للتأمل في هذه القصة:
- أن تختار بنفسك الصعوبة التي تريد أن تواجهها.
- أربي نفسي وعائلتي على ذلك.
- على حبه.
وطرحت العلوية بعض الأمثلة التي توضح ذلك ومنها الخدمة في المواكب، الالتزام بكامل الحجاب، الالتزام بالصلاة في أول وقتها خاصة في الجامعة، العفو والتسامح والصفح، (ألا تحبون أن يغفر الله لكم).
ومن الجدير بالذكر ان جمعية المودة تسعى الى تطوير المرأة ورفع مستوها الفكري والثقافي لتتمكن من مواجهة الهجمات التي تثار دائما وذلك عبر اقامة الدورات والورش.
اضافةتعليق
التعليقات