البنت نعمة لايشعر بها إلا من حُرمَ نعمة الإنجاب، وبعيداً عن المجتمعات غير الاسلامية كالهند، والصين على سبيل المثال، فإن المجتمعات الاسلامية العربية لاتبتعد عن تعاملها عند الانجاب بجاهلية ممقوتة وإن كانت لا تقتل الأجنة الاناث، ولاتمزق أجزاءهن لكنها تقتلهن معنوياً!.
قد لايخفى علينا أن كثير من العوائل تفضل انجاب الذكور على الإناث، لأن الولد يحمل اسم العائلة، ويكون مُعيلاً لأهله، ويعتبر الولد سنداً للعائلة ضد أي اعتداء خارجي أو عشائري فهو مصدر قوة للأهل والعشيرة .
وكثيراً ما تُلام المرأة عند انجابها المتكرر للبنات، وخاصة من قبل الزوج وأهل الزوج، والأقارب، وهذا الأمر نابع من ضعف الايمان والعقيدة، وهو فكر من أفكار الجاهلية التي كانت تُفضل انجاب الذكور، وتكره انجاب الأناث.
قال الله تعالى في حق من يفعل ذلك: ((وإذا بُشرَ أحدهم بالأنثى ظلّ وَجههُ مسِوداً وهُو كَظيمْ، يتوارى مِنَ القَومِ مِنَ سَوءِ مَا يُسرَ به، أيمسكهُ عَلى هُون ٍ أم يِسهُ في التٌرابِ ألاسَاءَ مَا يحَكمونَ)) (آية-59) سورة النحل.
لقد ذم الله تعالى في القرآن الكريم أفعال مشركي الجاهلية المتمثلة في عدم الرضا بالأنثى، فلقد كان زوج الحامل يأخذها الى طرف البادية، ومعهم الداية، ويحفر حفرة يقوم بتجهيزها لهذا الغرض فإذا كان المولود أنثى قذفها فيها،! وإذا كان المولود ذكراً أستبشرت به هي والزوج َونحرت له الذبائح.
ولو دققنا النظر في حال الأنثى في وقتنا الحاضر لوجدنا ارتباطاً وثيقاً بين العصر الجاهلي والعصر الحديث! اختلفت الطريقة فقط، وتبدلت المفاهيم، ولكن الجميع يصب في نفس الأهداف، هو تدني الشعور الصادق نحو الأنثى فكثير من النساء الحوامل في وقتنا الحاضر وعندما تكون في الشهور الأولى من الحمل، ويتبين لها في فحص السونار أن الجنين أنثى تقوم بعملية أجهاض للجنين !!! .
ومن الأسباب التي تجعل المرأة تقوم بعملية الأجهاض
- تكرار انجاب المرأة للاناث وهذا يسبب لها مشاكل مع الزوج، وأهل الزوج، والأقارب، وما تسمعه من كلمات تأنيب ولوم على انجابها للاناث.
أو تشجيع الزوج على الزواج بامرأة أخرى، لكي تُنجب له الأولاد، وفي بعض الحالات تُطلق المرأة.
إن من أبرز الرذائل التي حاربها الإسلام عند ظهوره رذيلة تفضيل الذكور على الاناث !
حيث كان معروفاً عند العرب في عصر الجاهلية (وأدهم للبنات) وهو الأمر الذي واجهتهُ الشريعة الاسلامية بقوة، وقد ساهم الاسلام بسماحته بالعدل بين الذكور والأناث وحرصه على احترام المرأة، وحقوقها في بغض هذه العادات الجاهلية المقيتة، وهو ماأدى الى بروز نساء نابغات، يُشار لهن بالبنان، ومن النساء العظيمات ممن رفع الإسلام شأنهن فتخطينَ بعلمهن الكثير من الرجال. فمن العالمات على سبيل المثال زينب الحوراء عليها السلام، والخنساء الشاعرة، والشيماء بنت الحارث وخديجة بنت خويلد، وكثير من النساء الاخريات .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له دور كبير في نزع هذه العادات القبلية الموروثة في سلب حرية وحياة الانثى والمتمثلة بوأد البنات.
ولقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -عن التفرقة بين البنات والبنين، وقد نطقت الاحاديث بِحب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فاطمة الزهراء عليها السلام، وحسن معاملتهُ لها فكان يزورها، ويتفقد حالها، ثم يُجلسها عن يمينه أو شماله وكان يقول (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويُريبُني ماراَبها).
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أعطى البشارة الكبرى عن رزق البنات فقال: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن، وسقاهن، وكساهُن من جدته، كُن له حجاباً من النار يوم القيامة).
لذلك يجب ترك هذه المفاهيم الخاطئة بحق المرأة والوقوف على بعض الحلول منها
- اتفاق الزوجين على عدم السماح بتدخل الأقارب واعتبار أمر الانجاب شأناً خاصاً، لأنهما وحدهما من سيتحمل أمور الرعاية والانفاق.
- المساواة بين الذكر والانثى والأفضل التركيز على انجاب أطفال أصحاء، ولنتذكر أن هناك أشخاص لاينجبون على الاطلاق.
- يفضل المباعدة بين المواليد ثلاث سنوات على الاقل، لكي ينعم الزوجين بحياة هانئة متغلبين فيها على صعاب الحياة .
- كثرة الانجاب لاتساعد المرأة في الحفاظ على زوجها بل يمكن أن يحصل عكس ذلك .
لابد أن يعي كلا الزوجين أن من يهب الاناث هو الله تعالى، وليس لأي منهما دخل في ذلك، وعلى الطرفين
أن يعيا أنه ليس في تعليم ديننا السمح مايميز الذكر عن الأنثى، والمتدين يعرف أن الله سبحانه وتعالى
يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، والانجاب أمره راجع إلى مشيئة الله .
ويكفي في كره قبح كراهة انجاب البنات أن يكره العبد ماوهبه الله له ونهى رسولهُ - صلى الله عليه وآله وسلم- عنه!.
وأخيراً عزيزي المربي استمتع بتربية ابنتك هذه النعمة العظيمة واصبر على صحبتها، واحرص على تربيتها تربية صالحة إلى أن يأتيها الزوج الصالح، وإفتخر أنك قدمت للأمة واحدة من صالحات المستقبل العظيمات.
اضافةتعليق
التعليقات