منذ نعومة أظفارها وهي تحمل في ثنايا روحها كيانا متجددا يحاول أن يترك شيئا يستحق أن يذكر، فقد كانت تثق بنفسها وبما تملكه من قدرات تجعل منها عنصر نسوي فعال يقدم العطاء للآخرين دون كلل أو ملل حيث شاركت بكل حب في تقديم العديد من النشاطات النسوية الهادفة في مجال الاعلام والأدب والفنون المسرحية.
(بشرى حياة) التقت مسؤولة مركز اعلام وثقافة اليتيم التابع لقسم اعلام العتبة الحسينية المقدسة آلاء طاهر لتحدثنا عن نشاطاتها النسوية في ميدان عملها قائلة:
تنوعت مهام عملي ضمن اختصاص الإعلام وذلك لتنقلي للعمل بعدة أقسام داخل العتبة الحسينية المقدسة إلى أن وصلت إلى ادارة مركز اعلام وثقافة اليتيم والذي كان بمباركة سماحة المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وقد تمخض عمل المركز بشكل كامل في احتواء شريحة الأيتام والاهتمام بهم حيث تنوعت نشاطاته بين الثقافية والاجتماعية والعلمية والنفسية الاكاديمية، فضلا عن المشاركة في دورات تنموية ومهرجانات ومسابقات ومعارض وزيارات ميدانية لأماكن ترفيهية وبرامج تطويرية تشمل الأم أيضا، كما شرع بإعداد مناهج تنموية للأطفال تحت اشراف اخصائيين لمتابعة مستواهم التعليمي وتقديم الخدمات الطبية والنفسية للمساهمة في تقويم السلوك.
مجالات مختلفة
تألقت آلاء في مجالات مختلفة ضمن الأطر الاعلامية بين مسموع ومقروء ومرئي فقد كانت لها منجزات نسوية مميزة في التأليف والاخراج للأعمال المسرحية اضافة الى مشاركتها في العمل الاذاعي كمعدة ومقدمة لبرامج عديدة، وايضا في محطة كربلاء الفضائية حيث قدمت سلسلة من البرامج التي كان لها صدى منقطع النظير منها راية المكارم، اضافة الى مساهمتها في تقديم التعليق الصوتي التلفزيوني والاذاعي واعتلاءها لمنصة المسرح لتقدم عرافات لعدة مناسبات فضلا عن مشاركاتها الادبية.
وحول ولوجها لعوالم المسرح اضافت قائلة:
نشأت بيني وبين المسرح علاقة وطيدة منذ ان كنت طفلة فقد حضرت عروض مسرحية عديدة مع أسرتي وهذا ما ترك في داخلي بوادر حلم بأن اعتلي منصته يوما ما، ولأني من هواة المطالعة والكتابة القصصية نمت ثيمة المخرج لدي لأشرع في تحويل مجموعة من نصوصي القصصية الى نصوص مسرحية، كما حرصت على تقديم اعمال تحمل قضايا اجتماعية تصل للجمهور بكل مستوياته الثقافية.
جهود مضاعفة
على الرغم من النشاطات التي تقوم بها طاهر ضمن عملها في مركز اعلام وثقافة اليتيم الا انها كانت حريصة على تقديم اعمالها المسرحية بكل حب وتفاني فقد حرصت على حضور البروفات ومناقشة ما يلزم مع فريق العمل بدقة ومتابعة التفاصيل مع الاكاديميين المختصين وحضور ورش وجلسات تعليمية، وذلك لضمان سير العرض بسلاسة وتحقيق الرؤية الإبداعية للمسرحية.
وحول خوضها في مجال الاخراج تابعت:
إن تجربة العمل الاخراجي يتطلب تحدياً كبيراً للمعوقات في ما اذا كان المخرج رجل، اما اذا كان المخرج من النساء فتلك معضلة ادهى واعظم فالمجتمع لا يقيس ولا يقيم العمل النسوي بعين خالية من الانحياز الذكوري خصوصا في التجارب الاولى ومرحلة اثبات الوجود، لكن الحظ الاعظم هو عملي ضمن الكوادر الإعلامية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة والرعاية الخاصة التي منحت للنساء والتشجيع المستمر من قبل الامانة العامة والتكريم والتحفيز الذي اغدقه عليهن سماحة المتولي الشرعي (دام عزه) الامر الذي منحني العزم والارادة للاستمرار في تقديم كل ما املك من افكار لصناعة مسرح نسوي استطاع أن يحصد ثماره الثمينة.
مشاركات محلية وعالمية
لاقت طاهر صعوبات اثناء خوضها ضمن مضامير عملها الا انها كانت تتحداها وتمضي قدما نحو افق شاسع لتنال عدة جوائز بعدما قدمت ثمانية اعمال مسرحية ضمن مهرجانات متنوعة منها مهرجان ربيع الشهادة الدولي اذ كانت اول من ادخل المسرح النسوي لهذا المهرجان.
كما نالت ثناًء كبيرا من اصحاب الاختصاص بعد مشاهدتهم لأعمالها فضلا عن تفاعل الجمهور الذي كان يعيش الحدث بحذافيره، وبذلك تمكنت من ايصال رسالتها السامية من خلال مؤلفاتها التي تركت اثرا بداخلها وللمتلقي.
هذا وقد شاركت ايضا في مهرجان الاربعين العالمي الثاني لتحظى بجائزة الابداع الكبرى ضمن حقل الانتاج الفني والسينما والمسرح و كانت لها بصمة في مهرجان تراتيل سجادية المختص بالقصص القصيرة لتحصد ثمار الفوز ايضا في الادب.
واعربت الاء بالقول، ان اعظم جائزة حصلت عليها هي عناية سيد الشهداء (عليه السلام) التي منحتها العزيمة والارادة لتنال هذه المكانة المرموقة في مجال عملها.
وبسؤالنا لها ان كان لديها منجز جديد سيبصر النور استرسلت قائلة:
لدي الكثير من الاعمال ولكن هل سترى النور او لا هذا الامر متروك للجهات المعنية، فضلا عن قاعة المسرح اذ نعاني جدا من تأمين حجزها.
وللأطفال نصيب
على الرغم من تعدد مواهب الاء الا انها تجد ضالتها في مجال التأليف والاخراج المسرحي، وقد اعتمدت مؤلفاتها قصصا تحاكي الواقع لتنتقل بعدها الى تقديم احداث تاريخية بأسلوب معاصر عبر حبكة درامية تمزج بين احداث حقيقية وبين مشاهد من نسج الخيال، كما كان لمسرح الطفل نصيب ضمن توجه اعلام وثقافة اليتم في اطار تنمية مواهب الاطفال، وهي تتأمل ان تنقل تجربة المسرح النسوي في مدن اخرى بعدما تلقت طلبات بهذا الجانب.
هذا وقد ساهمت ايضا في اصدار سلسة ادبية ضمن كتاب (ومنهم من ينتظر الوثائقية والموسوعة الجهادية لأبناء العتبة الحسينية والقصص القصيرة جدا) فضلا عن تقديمها للعديد من الدورات التنموية والاعلامية والورش في مجالات متنوعة.
أمنية من القلب
ختمت الاء حديثها قائلة: أن ما وصلت اليه لم يأتِ من فراغ ولم يكن سهلاً، فأتمنى أن ارى فتياتنا السائرات على منهج الابداع الملتزم ان يكملن ما بدأناه في نشر ثقافة الحكمة والموعظة الحسنة بأسلوب حضاري واكاديمي ومنهجي يساهم في صناعة تيار ثقافي نسوي يقود المجتمع لبر الامان.
اضافةتعليق
التعليقات