في فجر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام (40) للهجرة ضربت الأمة الإسلامية فاجعة لا تزال تهز القلوب حتى اليوم، وهي استشهاد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) متأثراً بضربة الغدر التي تلقاها في مسجد الكوفة على يد عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة وفي ليلة الواحد والعشرين ودعت الأمة قائدها العادل تاركا وراءه إرثا خالدا من العدالة والتقوى وقلوبا استنزفها ألم المصاب منذ تلك الليلة إلى يومنا هذا.
(بشرى حياة) تستعرض مشاعر الموالين إزاء هذا المصاب الأليم:
إحياء الذكرى
حدثتنا الأستاذ عماد المسلماني عبر مواقع الواصل الاجتماعي وهو مغترب في بلاد تركيا قائلا: في بداية سفري واستقراري في تركيا كنت أتوق لإحياء الطقوس الرمضانية التي اعتدت عليها في مدينتي بغداد إلا أن الله التقاني بأخوة مسلمين هنا لأشاركهم تلك المراسيم ومن بينها ليلة شهادة الإمام علي (عليه السلام) ففي مختلف البلدان الإسلامية تمتلئ المساجد والحسينيات بالمؤمنين الذين يحيون هذه الليلة بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، فضلا عن إقامة المجالس العزائية التي تروي تفاصيل استشهاد الإمام وتأريخه الحافل في كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء والمستضعفين متلقين من منابع بلاغته ما يروي فكرنا للاقتداء به.
ختم حديثه: ستظل ذكرى الامام (سلام الله عليه) حية في قلوب محبيه إلى الأبد وفي كل مكان وزمان.
فيما قالت الحاجة أم خضر وهي إحدى الحاضرات في الضريح الحسيني المطهر، لم يسعني السفر إلى مدينة النجف والذهاب لمسجد الكوفة لتردي وضعي الصحي لكنني حضرت إلى هنا لأقدم التعازي لولديه سيدي ومولاي الامام الحسين واخيه أبا الفضل العباس (عليها السلام).
واسترسلت قائلة: نحن لا نحيي ذكرى استشهاد الإمام كبكاء فقط بل كتجديد لعهدنا بالولاية والايمان بمبادئه ورسالته السامية التي تسنمها من بعده سيد الشهداء الامام الحسين ليكملها بختام مبارك مولانا صاحب الزمان (عليهما السلام) أسأل الله أن يتقبل منا ما نقدمه من قربان بالدعاء والتوسل ليكونوا أهل بيت النبوة شفعائنا يوم الوعيد.
من جانب آخر تصف السيدة أم علي، التي تحرص على حضور المجالس العزائية كل عام مشاعرها قائلة: شعور لا يوصف وكأن الجرح لا يندمل أبدا حين نستمع إلى قصة ضربته بالسيف نشعر وكأنها حدثت الآن ويغمرنا الحزن على ألم ذلك المصاب وكيف سرى السم بجسده الطاهر ليقضي نحبه في ليلة الواحد والعشرين في شهر مبارك اختاره الله عز وجل أن يكون أجله فيه فمبارك له تلك الشهادة وعزاءنا لسيدتنا ومولاتنا الحوراء زينب (عليها السلام).
شهيد العدالة
في النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام علي (علية السلام) تكتظ المدينة بالمشيعين الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم يحملون الرايات السوداء وينشدون القصائد التي ترثي أمير المؤمنين في مشهد مهيب لا يوصف يقشعر له الأبدان، فلا تقتصر مشاعرهم على الجانب العاطفي فحسب بل تمتد إلى التأمل في القيم التي جسدها الإمام في حياته.
يحدثنا بهذا الجانب الشيخ عبد الكريم رزاق قائلا:
إن استشهاد الإمام علي (عليه السلام) كان نتيجة طبيعية لمواقفه الصلبة ضد الظلم والفساد إذ لم يفرق بين غني وفقير مدافعا عن حقوق المظلومين حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وعلينا أن نستلهم من سيرته القيمة المبادئ التي يمكن أن تصلح حال الأمة اليوم، وهذه هي الرسالة التي استشهد على أثرها جميع أهل بيت النبوة (عليهم السلام) والتي ستبصر النور مع نور آخر نسل من أهل بيته الطاهرين الحجة المنتظر (عجل الله تعالى) ظهوره الشريف.
اضافةتعليق
التعليقات