• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تأملات في سورة التغابن(٢): المُؤمِنُ بَينَ تَحذيرٍ وتَوجيهٍ مِن ذَلكَ اليَومِ

فاطمة الركابي / الأثنين 07 تشرين الاول 2024 / اسلاميات / 865
شارك الموضوع :

مفردة الغبن تعني الخسارة وهي مفردة فقهية عادة تستعمل في المعاملات التجارية فيما يسمى [بخيار الغبن]

قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّـهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ}.

مفردة الغبن تعني الخسارة وهي مفردة فقهية عادة تستعمل في المعاملات التجارية فيما يسمى [بخيار الغبن]، أي عندما يبيع أحد شيء بأقل من ثمنه يقع الغبن عليه، أو عندما يشتري أحد شيء بأكثر من قيمته هنا يقع الغبن عليه أيضا، فإن كان جريان المعاملة دون علم المغبون جاز له فسخ ذلك العقد واسترجاع ما باعه أو التسوية بإعطاء الثمن المتعارف عليه.

وجها الاختلاف بين غبن الدنيا والأخرة

الوجه الأول: في هذه الآية يقول تعالى: [ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ] أي أن الغبن الحقيقي هو في ذلك اليوم وفي تلك التجارة الأخروية لا هنا، فأي غبن في الدنيا يمكن أن يرفع أو يعوض عنه أما في خسارة تجارة ذلك العالم فلا يمكن ذلك أبداً، لأنه "اليوم الذي يری فيه أهل جهنّم مكانهم الخالي في الجنّة ويأسفون لذلك، و يری أهل الجنّة مكانهم الخالي في النار فيفرحون لذلك".(١)

الوجه الثاني : في الدنيا تكون المعاملة بين طرفين، فهناك غابن وهناك مغبون، أما الغبن الذي أشارت له هذه السورة فهو طرف واحد وهو الإنسان نفسه فهو الغابن والمغبون في ذات الوقت، ولعل مجيئ لفظة (تغابن) وليس(غبن) فيه إشارة لذلك، وبما أن السورة بدأت بالتسبيح، فهي تنزه الله تعالى من أن يُخسِرَ ميزان عبد من عباده، بل الإنسان هو الذي يُخسر نفسه، فهو (تعالى) القائل في حديث قدسي: [ يا بن آدم، لم أخلقك لأربح عليك، إنما خلقتك لتربح علىَّ](٢).

بالنتيجة هو الغبن الأشد لأنه يصدر منا على أنفسنا، والذي إن أدركناه متأخرين في ذلك اليوم لن يكون لنا خيار للعوض أو التبديل.

وجها الشبه بين غبن الدنيا والآخرة

اولاً: إن الغبن في الدنيا يتحقق عندما لا يعرف البائع القيمة الحقيقية لما يملكه فيبيعه بأقل من قيمته فيخسره ويخسر قيمته، اما غبن الإنسان لنفسه -الذي يظهر في ذلك العالم- ناتج عن جهل وغفلة أن ثمن نفسه الجنة فيكون قد باعها للنار، كما في قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}(ال عمران:٧٧).

ثانياً: قد يحصل الغبن في معاملة استبدال شيء في قبال شيء، فيكون هنا المستبدل مثلا قيمته لا تساوي أو أقل مما قام بإبداله، وهكذا في الآخرة يستبدل الإنسان نعيم الاخرة الخالص الأبدي الدائم بنعم الدنيا القليلة الزائل المشوب بالكدورات، وهناك لا يمكن الاسترجاع، حيث يقول الإنسان: {رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، (المؤمنون٩٩-١٠٠).

ومن مصاديق هذا التغابن في الآخرة، كقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة:٨٦)، وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} (ال عمران:١٧٧)، وقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى‏ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ}(البقرة١٦)، إذ تصف آية أخرى عاقبتهم الأخروية بقوله تعالى:{فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}(البقرة:١٧٥).

بالنتيجة الآية تشير إلى حقيقة أن المؤمن والكافر سيرى أنه من أهل الغبن لنفسه بكل الأحوال، ولكن هناك غبن تام وهو ما يوصل إلى العذاب الأبدي وهو مصير الكافر، وهناك غبن جزئي، فالمؤمنون الصالحون درجات، لذا السورة تخاطبهم لأمرين الأول [تحذري] ليجتنب غفلة الكافر وغبنه لنفسه، والثاني [توجيه] ليستثمر وجوده في هذا العالم ويحسن تجارته كي يعيش أقل مستويات شعور الحسرة والندم في يوم التغابن هناك.

________

(١) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج ١٨، ص ٣٨٥.

(٢) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد : ج ٢٠، ص ٣١٩.

القرآن
الايمان
الانسان
السلوك
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    الإيثار في حبِ الوصي

    النشر : الأربعاء 21 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الصبر وفق معطيات عصرية

    النشر : السبت 20 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    المرأة العراقية وممارسة المهن: أبرة وخيط

    النشر : الأثنين 15 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف يمكنك تجنب الصداع في شهر رمضان؟

    النشر : السبت 25 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    طفلة في عالم الكبار

    النشر : الخميس 02 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    رب قول انفذ من صول!

    النشر : الأثنين 21 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 414 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 355 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 344 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 340 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3477 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1111 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1088 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1041 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1010 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة