كثيراً ما مر في طفولةِ ذاكرتنا شيءٌ يسمى الاقنعة وكثيراً ما تبادر في أذهاننا الساذجة ما هي الأقنعة؟! و كيف يستطيع البشر ارتداءها؟! هل يمكن أن تقع يوماً ونرى ما هو مخفي ورائها؟!
حتى عندما كنا نشاهد فلماً أو رسوماً متحركة يرتدي احد أبطالها قناعاً كنا نكرس جل اهتمامنا متى يسقط ذلك القناع؟ ويرسخ في أذهاننا ببلاهة الطفولة السؤال الساذج ما الذي ورائه؟!
كبرنا وأصبحنا نعي تماماً معنى الأقنعة ونتعايش مع الكثيرين ممن يجيدون إرتدائها فحقيقة ما هو مطويٌ خلف تلك الأقنعةِ من قبحٍ؛ تُناقِض زيف ما وراءها وتختلف كل الاختلاف عما نراه من حسن خلقٍ وخليقةٍ وأخلاق.
إنتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشدة وتغلغلت بين أفراد المجتمع كافة، فأصبحت تهتك ثقتنا العمياء وآلت إلى ولوج الشك في دواخل قلوب الناس عامةً، ولعل هذه الظاهرة هي أكثر ما يرعبنا من بين العديد من الظواهر المنتشرة حالياً بسبب ازدواجية اشخاصها بل واقتناعهم التام في العيش تحت ظل تلك الازدواجية بأريحيةٍ تامة، بالإضافة إلى قدرتهم المرعبة على تزييف مكنون النفس من حقد، وغل وتزييف بشاعة ما يضمرون من مكر وخديعة وشناعة مشاعرهم الدنيئة بحرفيةٍ تامة تحت قناع البراءة والكلمات المزينة والحب المصطنع غير مبالين بالأضرار النفسية والمعنوية التي يلحقونها بالآخرين نتيجة سلوكهم المشين لطبيعتنا الطيبة.
وعلى الرغم من إنعدام الأسباب المقنعة لافعالهم إلا إنهم يلجأون إلى المراوغة وتبرير دنائة ما يُقدِمون على فعله بتبريرات واهية لا تُقنِع أحداً إلا أنفسهم، رافضين الاعتراف بأن سلوكياتهم المزيفة هي جريمة بحق فطرتنا السليمة.
وحقيقة أفعالهم ما هي إلا إرضاءاً لمصالحهم الشخصية، أو إعتبار مشاعر الآخرين وسائل ترفيه وتسلية أو هدف لهم يحاولون إكمال نقصهم بتحطيمه.
متناسين إنهم في لحظة ما عندما تسقط تلك الأقنعة التي تحجب عن الآخرين سوء نواياهم فتنكشف حقيقتهم المُغبرة وينفضح تلونهم سيفقدون احترامهم أمام أنفسهم اولاً ثم الآخرين.
في الواقع نحن في زمنٍ تعددت فيه الأقنعة البشرية بتعدد أسبابها وأنواعها لذا يجب أن لا ننبهر بالصورة المثالية التي ترتسم أمامنا للأشخاص وأن نسعى جاهدين للغوص في مكنون النفس البشرية لمعرفة حقيقة من هم حولنا لكي لا نكون نحن فريسة سهلة لسمهم القاتل.
اضافةتعليق
التعليقات