سؤال مطروح على طاولة الحديث ومن هنا سيكون المنطلق؛ بابٌ يستسيغهُ الشيطان لإنجرار الإنسان إلى ما لايُحمد عُقباه. فيبدأ يستصغر الكبائر تدريجيًا حتى تصبح المسألة طبيعية لديه فمن اعتاد على شيئ رآهُ أمراً طبيعياً إن كان إيجابياً أم سلبياً وقد يؤدي بالإنسان لأمور لم يكن يتخيل حدوثها أو ممارستها أصلا.
. وهذا إن دل فهو يدل على عدم حصانة الإنسان داخليًـا وركاكة الدين الذي يحمله.
إضافة إلى ذلك فالاستهانة بالذنوب تجعل من الإنسـان ألعوبة بيد الرجيم ومانِتاج ذلك إلا الهوان والشخصية غير السوية.
وقد يَنتُج ذلك من رؤية المُستهيني بالذنوب على مواقع التواصل الاجتماعي أو في حياتنا اليومية وما أكثرهم مع الأسف الشديد، فتتم المقارنة بين نفسه وبينَ الإنسان الذي يقوم بأفعال غير سوية على إنها طبيعية فيبدأ بالانجرار ثم الانحراف شيئًا فشيئا؛ هُنا لابد على الإنسان الإنتباه لما ينظر له فإن رأى المحرم فسيستقبله العقل الباطن حتى تكون الأمور المحرمة أمر طبيعي.
هل يؤدي ذلك إلى عدم إتزان الشخصية وعدم انضباطها؟
نعم؛ فإستصغار الذنوب يؤدي إلى انحراف الشخصية وعدم إتزان واضح فتجده تارةً يستهينُ بالكبائر وتارة يستعظم الصغائر.
"وتَحسبوهُ هينـًا وعند الله عظيّم" ، وغالبًا مايكون الفرد الذي يستهين بالذنوب ازدواجي الشخصية وسيبقى باحثًا على ذاته وحقيقة وجوده وشخصيته ولكنهُ يبوء بالفشل. فإتزان الشخصية وتمييزها عن الحلال والحرام ومعرفة الصغائر والكبائر والتفقه بها لا يأتي بالاستهانة ولكن يأتي بالمعرفة.
كما إننا نلاحظ غالبـًا عدم الإحترام لهم من قِبل الناس الذين يميزون المُستهان من غيره، وقد يبدوا هذا واضحـًا وجليـًا عليهم..
ومن إستهانَ بالصغائِـر تعدى على الكبائر ومن تعدى الكبائِـر تعدى حدود الله؛ "ولا تتعدوّا حدود الله" .
وأنا أكتب تذكرتُ كلامـًا قرأتهُ ذات يوم للدكتورة مرام مكاوي لابد من ذِكره؛ تقول:
بُترت اليوم قدم شخص مُصاب بالسُكر، البِداية كانت من سرقة نعلَيه في صلاة الجُمعة ما جعلهُ يَعود للبيت حافياً، أُصيب بِجرحٍ ظنَّ أنهُ سيُشفى لكن هذا لَم يحدُث، "السارِق مازال يظُن أن جُرمه صغير".
من لطائف المولى عز وجل إنهُ يُبين لنا الآثار التي تحدث بشكلٍ واضح على مستهيني الذنوب وغيرهم هذا ما يجعل الإنسان الواعي الإنتباه لفعله وتحصين ركاكة داخله، فإن تحصن داخلهُ فهو في سلام دائم؛ وعليكم طلب المدد من صاحب الزمان فهو المُعين لنا في ظل هذا الزمن الصعب..
اضافةتعليق
التعليقات