أقامت جمعية المودة والازدهار ورشة بعنوان (أنقذوا الطفل في داخلكم) واستهدفت الفئة العمرية من 14 – 20 عاماً، يوم الاثنين 15 ذي القعدة 1444 الموافق 2023/6/5
وقد قدمت الورشة المدربة ولاء عطشان الموسوي وكان الهدف منها تعريف الطفل الداخلي وهيمنتهُ على سلوكياتنا.
ابتدأت المدربة ولاء عطشان بذكر مجموعة من الإحصائيات وبينت أن في السنوات السابقة في أكثر من دراسة علمية يصل العدد إلى أكثر من 330 دراسة على أكثر من (230000) شخص من كل أنحاء العالم تبين إن الصدمة النفسية في الطفولة تؤدي إلى تأثيرات مؤذية عديدة تظهر بطرق مختلفة منها الإصابة باضطراب او أكثر من اضطراب من الاضطرابات النفسية والعقلية بدءاً من الاكتئاب وصولاً إلى انفصام الشخصية إضافة لمجموعة من الاضطرابات الجسدية.
وقد عرضت جدولاً يوضح فيه خصائص ذاتنا الحقيقية وذاتنا المزيفة بعدها بينت مفهوم الطفل الداخلي في علم النفس، وقد عرفتْ الطفل الداخلي في علم النفس على أنه الجانب الطفولي من الشخصية، والذي يحمل جميع الخبرات والتجارب التي نمرّ بها في مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، متأثراً بعملية الكبت التي نحاول من خلالها الانتقال من النظرة الطفولية للعالم إلى نظرة البالغين، وإقناع الأهل والمحيط أيضاً أننا غادرنا الطفولة، من خلال كبت الرغبات والسمات الطفولية وكانت المحصلة، يمكن القول أن الطفل الداخلي هو تعبير مجازي عن مخزون ذكريات وتجارب الطفولة التي تؤثر تأثيراً عميقاً على سلوكنا ومشاعرنا كبالغين، وفكرة إصابة أو "جرح الطفل الداخلي" تتمثل في الصدمات أو التجارب السلبية التي نتعرض لها في الطفولة ونحملها معنا إلى البلوغ.
ويميّز علماء النفس بين البلوغ بمفهومه الجسدي المعروف وبين البلوغ النفسي أو النضج النفسي، ويعتقدون أن اكتشاف الطفل الداخلي وفهم مشاعره وهواجسه، والعمل على شفاء جروح الطفل الداخلي، والتعامل معه باحترام، والتواصل مع الطفل بداخلنا؛ هو ما يقودنا فعلياً للبلوغ الحقيقي والنضج النفسي والاتزان، وبالتالي يعزّز معرفتنا بذواتنا وتحكّمنا بمشاعرنا وسلوكنا.
ثم عرضتْ هرم ماسلو للحاجات الإنسانية وبينت بعض الشروحات التفصيلية للأجزاء المرتبطة بالموضوع الأساسي:
بعدها تطرقت الأستاذة لموضوع جداً مهم وهو (كبت الطفل الداخلي) فقالت: تبدأ مرحلة كبت الطفل الداخلي بعد مغادرة الطفولة المبكرة وبدء التواصل مع العالم الذي تحكمه القوانين والتعليمات والضوابط، وتستمر حتى مرحلة البلوغ، حيث تبدأ محاولة تعديل سلوكنا كبالغين وإقناعنا بالتخلي عن "أفكار ومشاعر الأطفال" لنستحق بجدارة لقب "كبير أو بالغ".
كما وضحت أن محاولة محو صورة الطفولة من مظهرنا الخارجي وسلوكنا المعلن تتزامن مع محاولة طمس معالم طفلنا الداخلي وطرده إلى دائرة اللاوعي، لكننا ندرك اليوم أن ما نقوم بدفعه إلى اللاوعي أكثر قدرة على التحكم بالمشاعر والسلوك والموقف من الذات والعالم؛ مقارنة بما ندركه أو يقع في وعينا! بالتالي تقود محاولة كبت وإسكات صوت الطفل الداخلي إلى مشاكل واضطرابات نفسية وسلوكية مجهولة الأسباب نظرياً.
وأكدتْ على أن إعادة اكتشاف الطفل الداخلي والعمل على شفاء الطفل الداخلي من الخطوات العلاجية المهمة التي يتبعها عدد كبير من المعالجين النفسيين لفهم أسباب الاضطرابات النفسية وإيجاد طرق العلاج الأفضل بالتعامل مع جذر المشكلة "طفلنا الداخلي".
بعد أن ذكرت المدربة أسباب إصابة الطفل الداخلي قدمت مجموعة من التمارين لشفائه وهي:
1- الاعتراف بوجود وتأثير الطفل الداخلي: الخطوة الأولى في شفاء الطفل الداخلي هي الاعتراف بوجوده وتأثيره على سلوكنا ومشاعرنا، وذلك من خلال فهم أعمق لتفاعلنا كأشخاص بالغين مع طفولتنا وتجاربها.
2- العودة بالذاكرة إلى الطفولة: الهدف من الرحلة إلى الطفولة هو إعادة استكشاف الأشياء التي كانت تمنحك السعادة والطمأنينة عندما كنت طفلاً، وكذلك الأشياء التي كانت تجعلك حزيناً، وإعادة تقييم مرحلة الطفولة والكشف عن الأمور التي ظلت عالقة بسبب كبت الطفل الداخلي في مرحلة البلوغ.
3- راجع أمنيات الطفولة: من أفضل طرق التواصل مع الطفل الداخلي التفكير بما كنت تتمناه كالطفل ولم تحصل عليه، أو حتى بما كنت تحصل عليه ولا تريده، وهذه المرحلة ستمهد لك الطريق لإعادة إشباع رغبات الطفل الداخلي بطرق أكثر حكمة وملاءمة.
4- أعطِ نفسك ما كنت محروماً منه: جميعنا كنا محرومين من أشياء معينة كأطفال، على مستوى الرغبات المادية أو المعنوية، ومن خطوات شفاء الطفل الذاتي أن نعود إلى هذه الرغبات ونحاول إشباعها.
5- فهم سلوك التخريب الذاتي ومراقبته: قد نعاني من بعض السلوكيات التي لا نفهمها لكننا نعلم أنها تدمر علاقتنا وتؤثر علينا سلباً وتولّد مشاعر سلبية لدينا، وجزء من شفاء الطفل الداخلي هو تحديد أنماط التخريب الذاتي -مثل الغضب والانفعال والابتزاز العاطفي والخوف من التجارب الجديدة وغيرها- والتعامل معها عن قرب.
6- التواصل المباشر مع الطفل الداخلي: قم بالتواصل مع طفلك الداخلي وكأنّك تتحدث مع طفل حقيقي، تواصل مع طفلك الداخلي باحترام ومحبة، واكتب حواراً بينك وبين الطفل الداخلي.
7- استشارة تخصصية: اكتشاف الطفل الداخلي ووضع خطة لشفاء الطفل الذي في داخلك يعتبر جزءاً من استراتيجية العلاج النفسي التي يتّبعها عدد كبير من الأطباء والمعالجين، لذلك سيكون طلب المساعدة من المختصين خطوة مهمة في سبيل شفاء الطفل الداخلي.
ثم عددت مراحل شفاء الطفل الداخلي:
- البقاء
- الوعي النامي
- المشاكل النفسية الجوهرية
- التحولات
- الاندماج
- الخلق الجديد (أو الروحانية)
إنَّ كل مرحلة من هذه المراحل مفيدة في شفاء طفلنا الداخلي وغالباً ما يتم التعرف إلى هذه المرحلة فقط من خلال استعادة الماضي والتأمل فيه فعندما نكون في إحدى المراحل، لا ندرك دائماً أننا في هذه المرحلة بالذات ولعل هذا أحد الأسباب الذي يجعلنا نرى أنه من المفيد الاستعانة بمعالج نفسي أو مرشد أثناء العلاج النفسي.
أخيراً ختمت المدربة بـعوائق شفاء الطفل الداخلي:
في داخلنا عندما نبدأ بمعالجة خجلنا قد نصطدم بالعوائق الموجودة وهذه العوائق هي:
أولاً: المواقف السلبية التي نملكها ضد أنفسنا.
ثانياً: ما نتذكره من تعابير الوجه ولغة الجسد أو غير ذلك من الصور أو الانطباعات الأخرى التي جعلتنا نشعر بالخجل في السابق والتي نراها اليوم على وجوه أشخاص آخرين وعلى وجوهنا نحن ربما.
ثالثاً: تأثير الخجل على مجالات هامة في حياتنا.
وبعدها تم تقديم ورشة ثانية عن التفكير الإبداعي، قدمتها المهندسة المعمارية هدى ذاكري وتناولت فيها تعريف وأهمية التفكير الإبداعي، ثم سردت مجموعة من الروايات وأحاديث أهل البيت عن التفكير الابداعي وذكرت نماذج وقصص عن نفس المحور إضافة إلى مجموعة من التمارين والعملية.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم وتمكين المرأة ثقافيا، وبناءها من خلال إقامة عدة دورات على مختلف الأصعدة.
اضافةتعليق
التعليقات