في الصباح الباكر غادرت المنزل كالمعتاد إلى مكان عملي لفت انتباهي امتلاء الشوارع بمئات الطلبة المتوجهين إلى قاعات الامتحان لتأدية امتحانات نصف السنة الدراسية، فتذكرت حينها شبح كورونا الذي أطبق على جميع مرافق الحياة لكنها عادت وعاد الطلبة إلى مدارسهم ومقاعدهم الدراسية مبتعدين عن الدراسة الالكترونية، فرأيت طلابا نشيطين يشع من أعينهم الحماس والمواظبة على الدوام الذي حرموا منه في السنوات السابقة.
وارتأت بشرى الحياة مواكبة امتحانات نصف السنة الدراسية وأعدت التقرير الآتي: -
استعدادات
كانت وقفتنا الأولى مع الطالبة زينب أحمد لتحدثنا عن استعداداتها لخوض غمار الإمتحانات قائلة: - بدأت استعداداتي بمراجعة دروسي الواحد تلو الآخر في الأسبوع الأخير ما قبل الامتحانات واثناء تأدية الامتحانات الشفوية وبمساعدة والدتي التي نظمت معي جدول المراجعة وشرح لي بعض الدروس التي أقف عندها لكسب الوقت ولأكمل مادة الامتحانات بالكامل.
أما الطالب موسى يقول: عندما أعلن المدرسة جدول الامتحانات قمت بتقسيم وقتي على المواد الدراسية من أجل مراجعتها وحفظ ما تركته خلال أيام الدوام بسبب تعرضي لوعكة صحية لذلك اتفقت مع أصدقائي نجلس ونقرأ سويا من أجل شرح المواد والمسائل الصعبة فيما بيننا من أجل استثمار الوقت وضبط المنهج الدراسي قبل بدء الإمتحانات.
تدريسيون
أكدت مديرة مدرسة النبأ ست غفران، إنهاء العمل بتنظيم القاعات الإمتحانية وتهيئة كافة الأمور اللوجستية واعداد مبادرة بسيطة بتوزيع الحليب وقطع البسكويت على الطالبات قبل البدء بالامتحان في محاولة من امتصاص القلق والخوف والارتباك من القاعة الامتحانية وتوطين العلاقة بين الطالبات والمدرسات لتحقيق أفضل النتائج والأمر الذي سينعكس ايجابيا على سمعة المدرسة وقدرتها على تحقيق نسب نجاح عالية.
وفي السياق ذاته، حدثتنا إحدى معلمات المدراس الابتدائية كوثر محمد علي عن الاستعداد للامتحانات نصف السنة قائلة: جعلنا تركيزنا على الصفوف الأولية لأن امتحاناتهم تكون شفهية ووضع الإمتحان بحد ذاته يقلقهم ويشعرون بالخوف عند طرح الأسئلة عليهم ويترددون في الإجابة حتى وإن كانت صحيحة فاستخدمت الرسومات والألوان المحببة إليهم من أجل تبسيط المواد والأسئلة وكذالك تشجيعهم ورفع معنوياتهم من خلال الثناء عليهم والتصفيق لهم من قبل زملائهم في الصف.
من جانبه، وضح أستاذ جاسم/ مدرس في مدرسة ثانوية طريقته في تشجيع طلابه للنجاح، مؤكدا: بعد كل امتحان أجمع الدفاتر الامتحانية ذوات الدرجات الممتازة وأضعها على جنب وفي يوم تسليم الدرجات أقدم الطلاب المتفوقين أمام الصف وأعلن درجاتهم مع هدية بسيطة ومتواضعة الغرض منها تشجيعهم على الاستمرار في التفوق الأمر الذي يكون حافزا لأصدقائهم أن يجتهدوا ويصبحوا مثلهم.
دور الأسرة
تعاني أم محمد من اهمال ابنتها هبة التي تبلغ من العمر 9 سنوات في الصف الثالث ابتدائي حيث تقول: استخدمت معها طرق شتى ولكنها في كل مرة عندما نبدأ في كتابة وتحضير الواجبات الدراسية تتحجج بالجوع والنعاس والمرض وبعد مماطلة تبدأ بالدراسة تقوم بطرح أسئلة لا أجوبة لها ثم تجلس تبكي بلا سبب مجرد للتهرب من انهاء واجباتها وللعب مع صديقاتها.
يقول أبو حسن وهو أب لولدان في المرحلة الابتدائية: اتبعت نظام المكافأة عمن يتفوق في دراسته ويحصل على درجات ممتازة يكون يكافئ بهدية فأرى روح التنافس والحماس فيما بينهم في الحصول على درجات جيدة للحصول على مكافأتهم وعند استلام النتائج والتفوق لهم تكون هنالك مكافئة جماعية في العطلة، فأفعل ما بوسعي من أجل تشجيعهم على الدراسة والتفوق.
وأخيراً، أشارت أم مصطفى إلى أن "فترة الامتحانات فترة مهمة للطالب لكونه يجني ثمار تعب سنة كاملة ولابد له من تجاوزها وبالرغم من كوني امرأة موظفة ولدي خمسة أبناء وبنات في مراحل دراسية مختلفة إلا أني أحاول جاهدة أن ألبي طلباتهم وتوفير لهم سبل الراحة وخلق جو دراسي داخل المنزل ومتابعة دروسهم وتشجيعهم على الدراسة وتنظيم أوقاتهم حتى يشعروا بالتعب وتجاوز الامتحانات بكل سهولة وبنتائج مرضية.
رؤية نفسية
أكدت الباحثة الاجتماعية زينب محمد أن المدرسة هي الأم الثانية التي تحتضن طلابها وتبدأ بتعليمهم الكتابة وتتدرج بتعليمهم المهارات والعلوم المختلفة بجانب كونها تعلمهم القيم والمبادئ الصحيحة والتي تقود إلى بناء مجتمع متكامل كل فرد فيه يكون مكملاً للآخر، ونجد أن الكادر التدريسي يكون حريصا على تهيئة الطلبة إلى الامتحانات التي هي لابد منها ليتجاوز مرحلة دراسية كاملة ولا تنجح هذه العملية إلا بالتعاون مع ذوي الطالب والطالب نفسه من حيث المتابعة وتهيئة جو أسري يدعم الدراسة داخل المنزل بالتشجيع وتدريب الطالب على تقسيم وقته اليومي بين الراحة واللعب وانهاء فروضه المدرسية فعامل التعاون بين المؤسسات التعليمية والأسرة مهم جدا لتكوين طالب مجتهد ومثابر وبالتالي يكون محبا للعلم ويتجاوز مراحله الدراسية بيسر وسهولة ليصبح مستقبله مشرقا.
اضافةتعليق
التعليقات