قد تبدو بعض العلاقات في بداياتها مثالية وإيجابية، لكنها تتحول تدريجيا إلى "علاقات سامة" وتشكل أكبر تهديد لسلامة الأفراد نفسياً وجسدياً. فالشعور بالاكتئاب، أو التعب بعد التواجد مع الشخص السام، وبذل جهد كبير في إرضاء وإسعاد الطرف الآخر، محاولة في غاية الصعوبة، فالتفكير السلبي يجعل الإنسان لا يرى الطرق المضيئة، بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجاً، وكل شيء سلبي ينجذب إليه نفس نوع أفكاره، لذلك نقول العلاقات المتعبة لها تأثير كبير على الشخص، ولها تبعات كثيرة وقد يكون لها تأثير آخر غير استنزاف الروح بل تتعداه للجسد والنفس.
ولكن تماما كما تستطيع أن تغير نظامك الغذائي، ونمط حياتك تستطيع أن تغير نظام علاقاتك، فالأمر عائد إليك. فالإنسان مخير أن يختار حياته وعلاقاته وسلوكه وفي أي مجموعة معينة من الظروف لا تلائم طبيعته. ويستطيع اختيار الطريق الأسلم في عدم إقحام نفسه في علاقات تسبب لنفسه الأذى، فيبقى سلوكنا من اختيارنا، ولا بد لنا أن نعلم الإصرار على البقاء مع أشخاص من الصعب التفاهم معهم، يتعب النفس ومهما حاولنا التمسك بتلك العلاقة ستنتهي، ولا بد من أن نقرر الإنفصال قبل أنْ تصبح خسارتنا أكبر وأعمق. فالعلاقة الناجحة تبنى على أُسس ومفاهيم، تعد من الضروريات لإستدامة العلاقة وديمومتها، منها الصدق، وحسن السلوك، وفن التعامل ضمن مسافات محدودة لا تعود بالضرر على الطرف الثاني. وأكثر شخصية متعبة في العلاقات هي الشخصية المتذمرة، السامة.
فتجارب الحياة كثيرة ولابد كل شخص التقى بشخصية من ذلك النوع أثرت فيه، أو سببت له خسائر على نطاق العمل أو الحياة الشخصية. وشَهد نفث عقده وأفكاره السامة حتى يُعطل ما أمكنه، ويؤثر فيه دون أن ينتبه لذلك التأثير.
السامون يميلون إلى استخدام الناس لأنفسهم ولهم أساليب خاصة في التلاعب لإقناع الآخرين بمساعدتهم في أجنداتهم الخاصة. يعشقون التحكم والتلاعب والسيطرة على أفكار الآخرين. يميلون إلى لوم الآخرين على أخطائهم دون الانتباه إلى عيوبهم، حتى أنهم سيذهبون إلى حد المطالبة بوضع دور الضحية لجذب انتباه الآخرين وتعاطفهم. قد يمضي على علاقتك مشوار طويل حتى ينكشف لك؛ بأنهم نرجسيون وعدوانيون يميلون إلى تأكيد هيمنتهم على الأشخاص من حولهم، وغالبًا ما يصبحون عدوانيين إذا لم تسير الأمور في طريقهم، وجهة نظرهم متغيرة وحسب ما يشعرون أنهم بحاجة إلى تحقيقه أو ما يريدون حدوثه.
حتى تتمكن من التحرر من العلاقات السامة هناك نقاط منها:
* لا تتجنب الرد عن التفاهات والحوادث التي تتعرض لها، ودافع عن نفسك، إذا شعرت أن شخصًا ما يقلل من شأنك، أو يسيء إلى أنماط السلوك. ضع لنفسك أولوية ولا تتحمل أكثر من طاقتك، فأنت بحاجة إلى التأكد من عدم استنزافك عَاطِفِيًّا في هذه العملية.
* إذا لم تنجح في التخلص من الشخص السام فضع له حدود أكثر وخطوط حمراء أن لا يتجاوزها في التعامل معك.
* تعلم أن تقول «لا» فبالنسبة للشخص السام، يمكن أن تكون هذه فرصة للاستغلال. غالبًا ما نتردد كثيرًا عندما يتعلق الأمر برفض. قد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكن كلما تدربت على قول «لا» للأشياء التي لا تشعر بالراحة معها، يصبح الأمر أسهل.
*ادخل دوائر الأصدقاء الإيجابيين.
*تقليص مقدار الوقت الذي نقضيه مع الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة سامة، قد يكون حلا مناسبا لتوقيفهم عن محاولة استنزاف مواردنا العاطفية. كثيرون هم الذين يوغلون بإيلامنا وجرحنا لعمق مشاعرنا، ولكن لابد من اختيار العلاقات، وإصلاحها أو إنهائها.
اضافةتعليق
التعليقات