يؤثر الخوف على كل القرارات التي يتخذها الإنسان وبالتالي النجاح والإخفاق، كل ما يمثل شخصيتك وما تفعله يتأثر بطريقة أو بأخرى بالخوف. وبينما يتمثل الدور الأساسي للخوف في الحماية والوقاية، غالباً ما يصبح عقبة كبيرة تقف بين الإنسان وأهدافه. في المقابل، يعتمد النجاح إلى حد كبير على معرفة كيفية الاستفادة من الخوف.
يأتي الخوف بأشكال عديدة ومختلفة، وهناك العديد من الأشياء التي نخاف منها. بعضها محدد جداً، مثل الكلاب أو العناكب، وبعضها أكثر عمومية، مثل الخوف من تجربة أشياء جديدة أو الإفصاح عما يدور في ذهنك أمام الآخرين.
من بين هذه الأنواع المختلفة من الخوف، هناك نوع يمكن أن يكون له تأثير مباشر على إمكاناتك للنجاح: الخوف من الفشل.
نعدد فيما يلي، الطرق التي يمنع فيها الخوف صاحبه من تحقيق النجاح وفق ما عددها موقع Thought Catalog.
1. عدم الانفتاح على العالم بسبب الخوف من الرفض
من أهم الأسباب عدم الرغبة في اختبار الرفض، لذلك لا تهتم بإرسال طلب تقدّم لوظيفة أو إجراء مكالمة هاتفية يمكن أن تغير حياتك. وتسمح للفرص بتجاوزك، لأنك قلِق من أن تُرفض.
وبخلاف أن فرصة تَحطُّم آمالك قائمةٌ بالفعل حين تخرج إلى العالم وتحاول أكثر، فإنَّ رفض الخروج يضمن أنك لن تحصل أبداً على ما تريد. على الأقل امنح نفسك فرصة للقتال من أجل أمنياتك.
2. ترضى بأقل مما تريد، وأقل مما تستحق
تسمح لنفسك بالتحول لشخص ذي أهمية كبيرة في نطاق كبير، لكنك تفقد هذه الأهمية إذا غادرت مكانك، وهذا بسبب خوفك الكبير من المغادرة وبدء مغامرة جديدة.
ومع أنك لست سعيداً تماماً بمكانك الحالي، فأنت تحاول إقناع نفسك بأن هذا كافٍ، فتحاول التظاهر بأنك بخير مع وضعك الحالي، في حين أنك تحلم دائماً بالهروب.
3. تخاف من اتخاذ القرارات وتحمُّل تبعاتها
أنت لست متأكداً من الخطوة الأفضل لمستقبلك، لذلك ينتهي بك الأمر برفض اتخاذ القرار. ومع ذلك، فإن عدم اتخاذ قرار هو أيضاً قرار.
تسير حياتك في اتجاه معين، قد لا تكون سعيداً به، وبرغم صعوبة اتخاذ قرارات الحياة الكبيرة، فأنت بحاجة إلى معرفة الأفضل.
4. تفعل ما يتوقع الناس منك فعله دون التفكير فيما تريده
بدلاً من مطاردة أحلامك، فإنك تتبع المسار الذي مهده لك والداك أو شركاؤك. ولا تأخذ الوقت الكافي لتسأل نفسك ما إذا كنت سعيداً، وما إذا كنت راضياً، وما إذا كان هذا هو ما تريد فعله حقاً.
تتبع التعليمات ببساطة، وتفترض أن الأشخاص من حولك يعرفون أفضل منك، حسب ما نشره موقع Psychology Today.
5. تتجنب المخاطرة، بغض النظر عن التكلفة
أنت قلِق من المخاطرة، لأنك لا تريد أن ينتهي بك الأمر بدفع الثمن، لكنك لا تدرك كم يكلفك البقاء في المساحة الآمنة.
وفي الوقت نفسه، لا تدرك مقدار ما تتخلى عنه من خلال اتباعك الطرق السهلة بدلاً من الطرق التي كنت تتمنى أن تسلكها. ومع أن بها بعض المخاطر، فبعض المخاطر تستحق المحاولة.
6. تواصل وضع مزيد من الأسباب للتسويف
بحثك عن الكمال يمنعك من تحقيق أي شيء، وتجد دائماً طرقاً جديدة يمكنك تحسينها إذا استمررت في مطاردة الكمال بشدة.
وبغض النظر عن عدد الساعات التي تقضيها في مشروع، فلن يكون مثالياً أبداً. عليك ببساطةٍ أن تبذل قصارى جهدك لترى إلى أين يقودك ذلك.
7. لا يمكنك حتى التعبير عن أحلامك
الخطوة الأولى لتحقيق أحلامك هي التعرف على ماهيتها. لا يجب القلق بشأن ما إذا كان الآخرون سيحكمون عليك بشأن ما تريد فعله في حياتك.
يجب ألا تمنعك آراؤهم من مطاردة أحلامك؛ وإذا كنت تريد شيئاً بشدة بالدرجة الكافية، فلا تخف من مشاركته مع العالم. حسب عربي بوست
الخوف من الفشل مرض خطير.. أستاذ من هارفارد يساعدك على تجاوزه
كلنا نخشى الفشل، تتخيل تلك اللحظة التي سينعقد فيها لسانك بينما تقدم عرضا أمام العملاء، أو تتخيل نفسك جالسا قبالة ورقة أسئلة لا تفهم منها شيئا في امتحان الكيمياء، أو ربما تود لو أن الأرض انشقت وابتلعتك حينما تتخيل أن فتاة تحبها ترفضك في لحظة اعترافك بما يجيش في صدرك، أو فقط تخشى الانتقال من شركتك إلى شركة أكبر وأفضل لأنك تتصور أنهم سيعاملونك بشكل سيئ هناك، لكن ماذا لو تطور الأمر ليعيقك عن ممارسة حياتك بشكل طبيعي؟
ماذا لو أصبح ألم الخوف من الفشل أكبر بمراحل من الفشل نفسه؟
في هذه الحالة يتدخل "آرثر سي.بروكس"، أستاذ ممارسة الإدارة في كلية هارفارد للأعمال، ليعطيك مقدمة عما يعنيه الخوف من الفشل، فتفهم ذاتك بشكل أعمق، ثم يقدم بعض النصائح المهمة المستمدة من عدة نطاقات في العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالمحاكاة أو التأمل والتعقّل، وهي تقنيات عادة ما تكون فعالة، إلا أنها تحتاج للتدريب لفترة من الزمن.
الظهور السيئ أمام الآخرين هو أكثر الأشياء التي يواجهها الناس رعبا، وهذا يفسر -على سبيل المثال- لِمَ وجد الباحثون أن التحدث أمام الجمهور يُعدّ أكثر المخاوف التي يواجهها طلاب الجامعات، فقد أكّد بعض العلماء أن الناس يخشون التحدث أمام العامة أكثر من الموت نفسه، كما أن الخوف من الفشل لا يصيب فقط الشباب أو قليلي الخبرة، فوفقا لاستطلاع أجرته شركة الاستثمار الأميركية "نوروست فينتشر بارتنرز (Norwest Venture Partners)" عام 2018، فإن 90% من الرؤساء التنفيذيين "اعترفوا بأن الخوف من الفشل هو ما يبقيهم مستيقظين طوال الليل أكثر من أي مخاوف أخرى".
ويبدو أن هذا النوع الخاص من القلق مستمر في الازدياد، فوفقا للبنك الدولي (World Bank)، فإن النسبة المئوية للبالغين الأميركيين الذين يرون فرصا جيدة لبدء عمل تجاري لكن في اعتقادهم أن الخوف من الفشل سيمنعهم من القيام بذلك قد تزايد خلال العقدين الماضيين. وعلى الرغم من حقيقة اعتزاز الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بأنها أرض رواد الأعمال الجريئين، فإن نسبة من يخافون فيها من مواجهة الفشل تقترب من المتوسط العالمي.
لتفسير الزيادة المعاصرة للخوف من الفشل، هناك بعض الاحتمالات، منها دور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الناس بجعل كل زلة أو خطأ عبارة عن حدث يوشك أن يقضي عليك، سواء على المستوى الاجتماعي أو المهني. وفي الوقت نفسه، قام جيل من الآباء المهووسين بالحماية المفرطة لأطفالهم من جيل الألفية والجيل Z (مواليد بين عامي 1997 و2015) بإبعاد أطفالهم عن مواجهة المخاطر والإخفاقات الصغيرة التي نحتاجها لبناء الثبات العاطفي المطلوب لتحمل الإخفاقات المحتمة، والأكبر بطبيعة الحال، عند مرحلة البلوغ.
يؤدي هذا النوع من الخوف بالطبع إلى إيقاف عملنا عن التطور، ومن ثم فإنه سيئ بما يكفي بالنسبة إلى مستقبلنا. يساورني الشك بشأن تأثير الخوف على مشروع بناء حياة سعيدة أكثر مما يساورني بشأن تأثيره على مشاريعنا في العمل، فالخوف من الفشل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على سلامتنا النفسية لدرجة مدهشة.
بالنسبة إلى البعض، يمكن أن ينتهي بهم المطاف مصابين بالقلق والاكتئاب المدمرين، وهذه الحالة تؤدي إلى مرض يعرف باسم رهاب الإخفاق (Atychiphobia)، لكن قبل بلوغ هذه المرحلة من المرض، يمكن للخوف أن يبعدنا عن مغامرات الحياة المبهجة والمشبعة لرغباتنا، والتي نحقق من خلالها ذواتنا، إذ يثبطنا عن خوض المخاطر وتجربة أشياء جديدة.
للخوف عدة مصادر، لكن ليست كلها واضحة، فقد يبدو الأمر للوهلة الأولى بالنسبة إليك كأنه خوف من بعض النتائج السيئة المعروفة، فربما تقول لنفسك على سبيل المثال: "لعلّني أخشى من تقديم عرض لرئيسي لأنني إن فشلت فلن أحصل على ترقية، ناهيك بتداعيات أخرى واضحة ستظهر على مسيرتي المهنية".
يتعلق الخوف من الفشل في الواقع بالنتائج المجهولة، على الأقل بالنسبة إلى أولئك الذين يجتاحهم القلق بشكل أكبر. ففي إحدى الدراسات الحديثة التي أُجريت في كلية لندن الجامعية "UCL"، ابتكر علماء النفس تجربة كان على المشاركين فيها الاختيار بين سلسلة من الرهانات بمكافآت مضمونة، وأخرى يمكن خلالها تحقيق مكاسب أو خسائر أعلى، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين عانوا من القلق كانوا الأكثر عجزا عن تقدير أفضل مكافأة محتملة، وهو ما يتوافق مع الأبحاث السابقة. بمعنى أوضح، إن كنت قلقا من مواجهة الفشل، فإن الشك في قدراتك سيزعجك أكثر من العواقب الفعلية للفشل.
توصل الباحثون أيضا إلى أن الأشخاص الذين يخشون بشدة من الإخفاقات يتمتعون بمزيج من سمتين شخصيتين: أولهما، انخفاض توجه طاقاتهم نحو الإنجاز (أي عدم استمتاعهم كثيرا بالإنجازات وتلبية الأهداف). ثانيهما، قلق الاختبار الشديد (يعني الخوف من عدم الأداء الجيد في لحظة حاسمة، وهو حالة فسيولوجية يُعاني فيها الأشخاص من التوتر الشديد والهلع قبل الاختبارات). بعبارة أخرى، لا يكون الدافع الذي يحرك هؤلاء هو إمكانية الفوز واكتساب شيء ذي قيمة، وإنما القلق من احتمالية حدوث أخطاء، وهذه هي السمات الشخصية نفسها التي تدفع البشر لنَشْد الكمال، ولا تقتصر هذه السمات على المتفوقين فقط، بل تظهر على متدني الأداء على حد سواء.
نكتشف في الحقيقة أن ما يربط السعي نحو الكمال بالخوف من الفشل أنهما يسيران جنبا إلى جنب، إذ يدفعانك إلى الاعتقاد بأن النجاح لا يعني الانشغال بتحقيق شيء جيد، بل معناه التركيز على عدم ارتكاب أمر سيئ، فإذا كنت تعاني من الخوف من الفشل فستفهم جيدا ما أعنيه بالضبط، سعيك نحو تحقيق النجاح، الذي يجب أن يتراءى لك بوصفه رحلة مثيرة نحو وجهة مذهلة ورائعة -كما يقول متسلق الجبال الإنجليزي جورج مالوري- يتحول إلى مهمة شاقة ومنهِكة للغاية، مع تركيز كامل طاقتك على عدم الانزلاق من حافة المنحدر. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات