تعـد التربيـة قطـاعـاً مـن القطاعـات الواسـعة الـتـي تـشـهـد تـحـولات سـريعة تتطلـب بحكـم خـضوعها لمتغيرات عديـدة قـد تـؤثر في مسيرتها عـن تحقيــق أهـدافها إلى اسـتخدام الـتفكير الإسـتراتيجي لاتخـاذ القـرارات المتعلقـة بالمحافظـة علـى مواءمـة التربيـة للـتغيرات الـتي تحيط بها لما لها من أهمية في تحقيق أهداف المنظمة التربوية.
وتبـدو أهميـة الـتفكير الإستراتيجي مـن خـلال نظرتـه الـشاملة المتكاملـة إلى المستقبل وإلى مـا هـو مـتـاح ومـا يمكـن الحـصول عليـه مـستنداً في ذلـك إلى المبـادأة أسـلوباً للعمـل وإن أهميـة الـتفكير الإستراتيجي تتمثل بالنقاط التالية:
1- توجـه عناصـر الـتفكير الإستراتيجي مجمـل عمليـات الـتفكيري مختلـف المـستويات التنظيميـة نحـو المقاصـد الإسـتراتيجية بمـا يحقـق تـجـانس التفكير.
2- ينجم عـن تـجـانـس الـتفكير الإستراتيجي خاصـية الإجمـاع الإستراتيجي والـتفكير الجمعـي ويـدفـع هـذا الأمـر جميـع الأطـراف نحـو قبـول الالتزامـات المترتبـة علـى الإجمـاع تجـاه اتخـاذ القـرار وتنفيـذه ويجنـب الإدارة الوقوع في أخطاء الالتزامات.
3- سهولة إجـراء التغييرات وإعـادة البنـاء وشـيـوع عنـصـر المرونـة في التخطيط والممارسات الإدارية المختلفة.
4- يعـد الـتفكير الجمعـي أحـد أوجـه الـتفكير الإستراتيجي ويستمد هـذا الإطـار الـتفكيري فلسفته مـن أسـس مقاربـة إلى حـد مـا لأسـس العمليـة.
وهنالك الحاجـة إلى قـادة يمتلكـون القـدرة علـى الـتفكير الإستراتيجي في هـذا العـصر حاجـة مـاسـة فالعـصـر الحـالـي هـو عـصـر تغير دائـم ولابـد فيـه للمنظمـات التقليديـة أن تكـون قـادرة علـى التكييـف مـع طبيعـة العـصـر وقـد تكـون المنظمـات التربويـة أكثـر حـاجـة لمـسايرة الواقـع نظـرا لطبيعـة أهـدافها ودورهـا وبـذلك فهـي أكثـر حـاجـة مـن المنظمـات الأخـرى لـقـادة قـادرين علـى الـتفكير الإستراتيجي.
وتتعـدد أنمـاط الـتفكير بتعـدد المواقـف الـتي يجابههـا متخـذ القـرار وفقـاً لأسـاليب اختيـارهم البـدائل الإستراتيجية وفي ضـوء ذلـك تقـسم إلى أربعة أنماط.
1- التفكير الشامل:
في هـذا الـنمط مـن الـتفكير يهـتم القائـد الإستراتيجي بتحديـد الإطـار العـام للمـشكلة ويعتمـد في ذلـك علـى خبرتـه المتراكمـة في تحديد أولويـات العوامـل المـؤثرة في المـشكلة.
2- التفكير التجريدي:
في هـذا الـنمط مـن الـتفكير يهـتم القائـد الإسـتراتيجي بحـصر العوامـل العامـة المحيطـة بالمـشكلة في إطـار انتقـائـي يقـوم عـلـى فـلـسفة متخـذ القـرار أو توجهاتـه وغالبـاً مـا يطـبـق القائـد الإستراتيجي ميولـه أو قيمـه الـتي تتحـدد في ضـوء حدسـه أو خيالـه بهـذا الـصدد.
3- التفكير التشخيصي:
أشـار بـيـرن بـاوم إلى أن أصـحاب هـذا الـنمط مـن الـتفكير يؤكـدون إجـراء تحليـل دقيـق للموضـوع المـراد اتخـاذ قـرار بـصدده ومـن ثـم تـشخيص أهـم العوامـل أو دواعـي اتـخـاذ القـرار وبالتـالي اختيـار البـديل الحـاكم غـيـر المـرن وصـولاً إلى حلـول حتميـة.
4- التفكير التخطيطي:
يتجـه هـذا الـنمط مـن الـتفكير نحـو تحديـد النتـائج الممكنـة كمرحلـة أولى في الـتفكير ثـم تهيئـة مـستلزمات الوصـول إلى تلـك النتـائج كما أكد كـل مــن هـامـال وبراهـالـد بـأن القائـد الإســتراتيجي يركـز هـذا الـنمط بـشكل أقـل علـى حتميـة تـوافـر جميـع الأسـباب الكامنـة وراء المشكلة ولابـد مـن الـسماح لعنـصـر المرونـة في تحديد الأسـباب أو المعلومـات.
التعريفات الاجرائية
يمكن حصر أهم المصطلحات التي تضمنتها الدراسة بما يلي:
الـتفكير الإســتراتيجي: هـو تلـك العمليـات العقليـة والمعرفيـة الـتي يستخدمها القائـد لحظـة النظـر إلى المـشكلات الـتـي تـستوجب اتخـاذ قـرارات ويتطلـب التعامـل مـع هـذا البعـد استحـضار الحالـة الفعليـة الـتي يجابههـا القائـد بدقـة متناهيـة أمـا التعريـف الإجرائـي لـه فهـو الدرجـة الـتـي يحـصل عليهـا أفـراد عينة الدراسـة مـن خـلال إجـابتهم علـى فـقـرات اسـتبانة أنمـاط الـتفكير الإستراتيجي المستخدمة في هـذه الدراسـة وقـد حـددها الباحـث بأربعـة أنمـاط:
نمـط الـتفكير الشامل: يقـصـد بـه الـتفكير الـذي يتعامـل مـع الخيـارات الإستراتيجية كعنـصـر سـرعة الاستجابة لوضـع الحـلـول وتعتمـد دقـة الحـلـول علـى المهـارات العقليـة للقائـد في فهـم واسـتيعاب معـانـي الـرمـوز وما تؤول إليه من علاقات احتمالية.
نمـط الـتفكير التجريـدي: يقـصـد بـه الـتفكير الـذي يهـتم بـحـصر العوامـل المحيطـة بالمـشكلة ويكـون القـرار بمثابـة اسـتجابة للوضـع الانتقـائـي الـصـادر عـن الهيئـة الفكريـة للقائـد، أمـا التعريـف الإجرائـي لـه فهـو الدرجـة الـتـي يحـصل عليهـا أفـراد عينـة الدراسـة مـن خـلال إجـابتهم علـى فـقـرات اسـتبانة قيـاس درجـة ممارسـة الإستراتيجي التجريدي المستخدمة في هذه الدراسة.
نمـط الـتفكير التشخيـصي: يقـصـد بـه الـتفكير القـائم علـى إجـراء تحليـل دقيـق للموقـف المـراد اتخـاذ قـرار بـصدده ومـن ثـم تـشخيص أهـم العوامـل أو دواعـي اتخـاذ القـرار ومـن ثـم اختيـار البـديل الحـاكم غـيـر المـرن وصـولاً إلى حلـول حتميـة.
نمــط الـتفكير التخطيطـي: يقـصـد بـه الـتفكير الـذي يتجـه نـحـو تحديـد النتـائج الممكنـة كمرحلـة أولى في الـتفكير ثـم تهيئـة مـستلزمات الوصـول إلى تلـك النتـائج.
ويسمح لعنـصـر المرونـة في تحديـد الأسـباب أو المعلومـات ومـصـادرها أو الحلـول أو الأهـداف المزمـع حـصـرها لأغـراض إتخاذ القرار.
أمـا التعريف الإجرائـي لـه فهـو: الدرجـة الـتـي يحـصل عليهـا أفـراد عينـة الدراسـة مـن خـلال إجـابتهم علـى فـقـرات استبانة قيـاس درجـة ممارسـة نمـط الـتفكير الإستراتيجي التشخيـصـي المستخدمة في هذه الدراسة.
بحث درجة ممارسة انماط التفكير الاستراتيجي إعداد: (د.يحيى محمد الشديفات)(د.محمد عبود الحراحشة)
اضافةتعليق
التعليقات