• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين وفصله عن الحياة العامة

زهراء وحيدي / الأثنين 28 نيسان 2025 / حقوق / 72
شارك الموضوع :

الدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط

شهد الغرب منذ مدة ليست بقليلة تحولات فكرية وثقافية عميقة، كان أبرزها فصل الدين عن الدولة، وهو ما يُعرف بالعلمانية. لكن فصل الدين لم يقتصر على الدولة فحسب، بل بدأ ينتزع أيضًا من الحياة الاجتماعية، فأصبحنا نرى بوضوح ابتعاد المجتمعات شيئًا فشيئًا عن المرجعية الدينية في حياتهم العامة. ومع أن هذا التوجه ارتكز على مبادئ الحرية الفردية والعقلانية، فإن نتائجه لم تكن إيجابية إطلاقًا؛ فقد ظهرت مع مرور الوقت آثار سلبية عميقة مست جوانب الحياة الغربية كافة: الأخلاقية، والاجتماعية، والنفسية، والروحية.

وأصبح من الجلي أن نلاحظ الفراغ القيمي الناتج عن تهميش الدين، والذي أدى بدوره إلى اضطرابات متزايدة باتت تهدد الاستقرار الإنساني والنفسي لأفراد تلك المجتمعات. ومن هذه الآثار:

الانهيار الأخلاقي والقيمي

أحد أبرز الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين هو الانهيار الأخلاقي الذي شهدته المجتمعات الغربية. لقد أصبح مبدأ "كل شيء مباح ما دام لا يضر الآخر" هو القاعدة السائدة، مما أضعف الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية الداخلية. غابت القيم المطلقة، وحلّ محلها مفهوم النسبية الأخلاقية، مما أدى إلى تطبيع العديد من السلوكيات المنحرفة، كالإباحية، والعلاقات خارج إطار الزواج، والتفكك الأسري، بالإضافة إلى الجندر والتحول وغيرها من الانحرافات الجنسية.

ولم يعد الإنسان مطالبًا بالالتزام بمعايير أخلاقية رفيعة من منطلق إيماني، بل بات سلوكه مرهونًا برغباته الشخصية أو بقوانين وضعيّة قد تتغير بحسب الزمان والمكان، دون الالتفات إلى الضرر الأخلاقي أو الروحي الذي قد يُسبّبه لبقية أفراد المجتمع.

تفكك الأسرة وتراجع دورها

تُعدّ الأسرة النواة الأساسية لبناء المجتمعات، وقد تأثرت بشكل مباشر بابتعاد الغرب عن الدين. فتحْت ذريعة الحرية الفردية، شُجّع الشباب على الاستقلال المبكر، واختلطت الأدوار بين الرجل والمرأة، وغاب المعنى المقدّس للزواج. أدى ذلك إلى تفشّي ظاهرة الطلاق، وتراجع نسب الزواج، وانتشار ظاهرة الأطفال خارج إطار الزواج، ما خلّف أجيالًا نشأت بلا توجيه أسري أو دعم نفسي كافٍ. وهكذا، بدأ البناء الاجتماعي بالتصدّع، وفقد كثير من الأبناء بوصلتهم التربوية والقيمية.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت دعوات فكرية منحرفة مثل النسوية وغيرها، التي تتبنى أفكارًا كالإضراب عن الزواج أو اللا إنجابية، مما أدى إلى تقليص مفهوم العائلة والتقليل من أهمية تكوين الأسرة في المجتمع.

ازدياد القلق النفسي والفراغ الروحي

في ظل الحياة المادية البحتة وغياب الإيمان بمعنى أعمق للحياة، ازداد الإحساس بالفراغ الروحي لدى الإنسان الغربي. فمع أن المجتمعات الغربية وصلت إلى مستويات عالية من الرفاهية والحرية، إلا أن معدلات الاكتئاب والانتحار والإدمان في تزايد مستمر.

الدين، في جوهره، لا يوفر فقط قواعد للسلوك، بل يقدم إجابات عميقة لأسئلة الوجود والمعنى والمصير. وحرمان الإنسان من هذا البعد جعله تائهًا، يبحث عن السعادة في استهلاك لا ينتهي وعلاقات عابرة، دون أن يجد طمأنينة داخلية حقيقية.

لذا، من الطبيعي أن نُشاهد إحصاءات وأرقامًا مرتفعة لأعداد المنتحرين في دولة علمانية مثل فرنسا، التي اختارت فصل الدين عن جميع جوانب الحياة العامة، فَعانى أفراد شعبها من الاكتئاب والتعاسة، حتى لُقّبت بأنها من أكثر الدول تعاسة في العالم.

غياب البوصلة الأخلاقية في السياسة والاقتصاد

عندما يُفصل الدين عن الحياة العامة، تفقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية بوصلة العدالة والأخلاق. فقد رأينا كيف تحوّلت مصالح الشركات الكبرى إلى أولويات مطلقة، حتى وإن كان ذلك على حساب البيئة أو الطبقات الفقيرة أو الدول النامية. كما أن القرارات السياسية لم تعد تخضع لمعيار الضمير الإنساني، بل صارت خاضعة لحسابات الربح والخسارة، والسلطة والنفوذ. وهذا ما أدى إلى تفشّي الظلم والاستغلال، واندلاع الحروب لأسباب اقتصادية بحتة، دون اعتبار لكرامة الإنسان أو قيمه.

ولعلّ ما يحصل اليوم في غزة هو خير شاهد ودليل، فهناك العديد من الدول، بالإضافة إلى الشركات الضخمة، وقفت إلى جانب إسرائيل ودعمت مشروعها لأسباب اقتصادية ومالية، دون مراعاة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بشعة بحق الناس العزّل.

فعندما نجد الدين منفصلًا عن الحياة العامة، حينها سنعتاد على مشاهد القتل والسرقة والظلم والانحرافات السلوكية، ونتجاوز كل الخطوط الحمراء، لأننا لا نمتلك مرجعية حقة نعود إليها فنُشخّص على أثرها ما هو صحيح وما هو خطأ.

فالدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل الأخلاق، والعلاقات، والعمل، والسلوك اليومي. ومن خلال تعاليمه، يستطيع الفرد أن يُميّز بين جبهة الحق وجبهة الباطل، وأن يعيش حياة متوازنة، كما يساهم في بناء مجتمع متعاون ومترابط تسوده المحبة والسلام.

الغرب
الدين
السلوك
الشخصية
الاخلاق
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    الاختيار السليم وعلاقته بالتوافق الزواجي

    آخر القراءات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    النشر : منذ 5 ساعة
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    لنزرع اليوم ونحصد غداً

    النشر : السبت 01 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    ماهي تقنية النانو المستخدمة في الطب؟

    النشر : الخميس 23 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    متى يجب عليك تناول وجباتك اليومية؟

    النشر : الأثنين 29 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    لا حلم كالتغافل.. لا عقل كالتجاهل

    النشر : الثلاثاء 02 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    يوم الصيام طويل وحار.. لكن يمكنك استكمال نشاطك الرياضي باتباع هذه النصائح

    النشر : السبت 09 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 817 مشاهدات

    شوكولاتة صُنعت في دول غربية!

    • 387 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 328 مشاهدات

    أنفاس الرضا

    • 314 مشاهدات

    بماذا يؤمن أتباع "الكارما" وما علاقة الكون والأشرار فيه؟

    • 304 مشاهدات

    الإمام الرضا: حارس العقيدة ومجدد الوعي في وجه الانحراف الفكري

    • 296 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2300 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1322 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1299 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1173 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 829 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 819 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا
    • منذ 4 ساعة
    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟
    • منذ 5 ساعة
    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث
    • منذ 5 ساعة
    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة