• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين وفصله عن الحياة العامة

زهراء وحيدي / الأثنين 28 نيسان 2025 / حقوق / 227
شارك الموضوع :

الدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط

شهد الغرب منذ مدة ليست بقليلة تحولات فكرية وثقافية عميقة، كان أبرزها فصل الدين عن الدولة، وهو ما يُعرف بالعلمانية. لكن فصل الدين لم يقتصر على الدولة فحسب، بل بدأ ينتزع أيضًا من الحياة الاجتماعية، فأصبحنا نرى بوضوح ابتعاد المجتمعات شيئًا فشيئًا عن المرجعية الدينية في حياتهم العامة. ومع أن هذا التوجه ارتكز على مبادئ الحرية الفردية والعقلانية، فإن نتائجه لم تكن إيجابية إطلاقًا؛ فقد ظهرت مع مرور الوقت آثار سلبية عميقة مست جوانب الحياة الغربية كافة: الأخلاقية، والاجتماعية، والنفسية، والروحية.

وأصبح من الجلي أن نلاحظ الفراغ القيمي الناتج عن تهميش الدين، والذي أدى بدوره إلى اضطرابات متزايدة باتت تهدد الاستقرار الإنساني والنفسي لأفراد تلك المجتمعات. ومن هذه الآثار:

الانهيار الأخلاقي والقيمي

أحد أبرز الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين هو الانهيار الأخلاقي الذي شهدته المجتمعات الغربية. لقد أصبح مبدأ "كل شيء مباح ما دام لا يضر الآخر" هو القاعدة السائدة، مما أضعف الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية الداخلية. غابت القيم المطلقة، وحلّ محلها مفهوم النسبية الأخلاقية، مما أدى إلى تطبيع العديد من السلوكيات المنحرفة، كالإباحية، والعلاقات خارج إطار الزواج، والتفكك الأسري، بالإضافة إلى الجندر والتحول وغيرها من الانحرافات الجنسية.

ولم يعد الإنسان مطالبًا بالالتزام بمعايير أخلاقية رفيعة من منطلق إيماني، بل بات سلوكه مرهونًا برغباته الشخصية أو بقوانين وضعيّة قد تتغير بحسب الزمان والمكان، دون الالتفات إلى الضرر الأخلاقي أو الروحي الذي قد يُسبّبه لبقية أفراد المجتمع.

تفكك الأسرة وتراجع دورها

تُعدّ الأسرة النواة الأساسية لبناء المجتمعات، وقد تأثرت بشكل مباشر بابتعاد الغرب عن الدين. فتحْت ذريعة الحرية الفردية، شُجّع الشباب على الاستقلال المبكر، واختلطت الأدوار بين الرجل والمرأة، وغاب المعنى المقدّس للزواج. أدى ذلك إلى تفشّي ظاهرة الطلاق، وتراجع نسب الزواج، وانتشار ظاهرة الأطفال خارج إطار الزواج، ما خلّف أجيالًا نشأت بلا توجيه أسري أو دعم نفسي كافٍ. وهكذا، بدأ البناء الاجتماعي بالتصدّع، وفقد كثير من الأبناء بوصلتهم التربوية والقيمية.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت دعوات فكرية منحرفة مثل النسوية وغيرها، التي تتبنى أفكارًا كالإضراب عن الزواج أو اللا إنجابية، مما أدى إلى تقليص مفهوم العائلة والتقليل من أهمية تكوين الأسرة في المجتمع.

ازدياد القلق النفسي والفراغ الروحي

في ظل الحياة المادية البحتة وغياب الإيمان بمعنى أعمق للحياة، ازداد الإحساس بالفراغ الروحي لدى الإنسان الغربي. فمع أن المجتمعات الغربية وصلت إلى مستويات عالية من الرفاهية والحرية، إلا أن معدلات الاكتئاب والانتحار والإدمان في تزايد مستمر.

الدين، في جوهره، لا يوفر فقط قواعد للسلوك، بل يقدم إجابات عميقة لأسئلة الوجود والمعنى والمصير. وحرمان الإنسان من هذا البعد جعله تائهًا، يبحث عن السعادة في استهلاك لا ينتهي وعلاقات عابرة، دون أن يجد طمأنينة داخلية حقيقية.

لذا، من الطبيعي أن نُشاهد إحصاءات وأرقامًا مرتفعة لأعداد المنتحرين في دولة علمانية مثل فرنسا، التي اختارت فصل الدين عن جميع جوانب الحياة العامة، فَعانى أفراد شعبها من الاكتئاب والتعاسة، حتى لُقّبت بأنها من أكثر الدول تعاسة في العالم.

غياب البوصلة الأخلاقية في السياسة والاقتصاد

عندما يُفصل الدين عن الحياة العامة، تفقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية بوصلة العدالة والأخلاق. فقد رأينا كيف تحوّلت مصالح الشركات الكبرى إلى أولويات مطلقة، حتى وإن كان ذلك على حساب البيئة أو الطبقات الفقيرة أو الدول النامية. كما أن القرارات السياسية لم تعد تخضع لمعيار الضمير الإنساني، بل صارت خاضعة لحسابات الربح والخسارة، والسلطة والنفوذ. وهذا ما أدى إلى تفشّي الظلم والاستغلال، واندلاع الحروب لأسباب اقتصادية بحتة، دون اعتبار لكرامة الإنسان أو قيمه.

ولعلّ ما يحصل اليوم في غزة هو خير شاهد ودليل، فهناك العديد من الدول، بالإضافة إلى الشركات الضخمة، وقفت إلى جانب إسرائيل ودعمت مشروعها لأسباب اقتصادية ومالية، دون مراعاة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بشعة بحق الناس العزّل.

فعندما نجد الدين منفصلًا عن الحياة العامة، حينها سنعتاد على مشاهد القتل والسرقة والظلم والانحرافات السلوكية، ونتجاوز كل الخطوط الحمراء، لأننا لا نمتلك مرجعية حقة نعود إليها فنُشخّص على أثرها ما هو صحيح وما هو خطأ.

فالدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل الأخلاق، والعلاقات، والعمل، والسلوك اليومي. ومن خلال تعاليمه، يستطيع الفرد أن يُميّز بين جبهة الحق وجبهة الباطل، وأن يعيش حياة متوازنة، كما يساهم في بناء مجتمع متعاون ومترابط تسوده المحبة والسلام.

الغرب
الدين
السلوك
الشخصية
الاخلاق
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    البطر واعتياد النعمة

    النشر : الأثنين 29 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نصائح للحفاظ على صحة القدمين

    النشر : الأربعاء 03 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الموظف الكسول في عمله يربح أكثر

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    جذور الأزمة الاقتصادية في العالم العربي: الرشوة والربا

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    ماهو ضباب الدماغ وماهي أسبابه؟

    النشر : الأحد 08 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الذكاء العاطفي: هل هو من أبواب العلم ويمكن فتحه؟

    النشر : الثلاثاء 14 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 535 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 486 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 401 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 385 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 380 مشاهدات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1287 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 900 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 709 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 682 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 661 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 626 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 5 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 5 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 6 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة