• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا نكتب ونحن راحلون؟

نرجس العبادي / الأثنين 07 حزيران 2021 / تطوير / 2468
شارك الموضوع :

تضمٌّ هذه الرسالة والتي تُعتبر دلالة عظيمة على سمو الفكرة وشأن الكتابة في توجيه هذه الفكرة

الرحلة طويلة، هذا ما أدركه البشر عند بزوغ النور الأول وعند تجلي الخطوة بعد الخطوة نحو نهاية ليست ببعيدة جداً ولكن.. مابينَ هذي وتلك، محطة حياة، تُرسم فيها أقصر الخُطى وأعظم الأبعاد.

فُطر البشر  ومنذ الأزل على (لماذا) الفضول، فمنهم من ترهقه فكرة الوجود بلا دليل وآخرٌ يريد أن تخبره الحياة عن وجهها المخفي، موّرثين إجاباتهم إلى الأجيال التي تليهم، كموروثٍ صوري (الرسم) تلتها حافظة مشتركة حتى وصلت إلى الورقة الناطقة، ولكن قد يدور السؤال ويعود إلى النقطة الأولى، لماذا تشبّ ثورة التدوين والكلٌّ في نهاية المطاف.. سيرحل؟  

"أكتبُ لأكون، لأميّز اللحظة واستنزل السكون" هكذا بدأت إحدى الكاتبات كلماتها عندما سُئلت عن معنى الكتابة المحكومة بالرحيل،  ويذكر الكاتب الراحل د.واين داير جملتهُ الشهيرة: "أنا الكتابة والكتابة أنا" ليعطي نفسه هوية الحرف في كل العوالم، فيتبادر السؤال: هل هناك خلود للكتابة بعد الموت؟

تمرٌّ الكتابة كبقية الموجودات بدورة حياة أو ما أسميها بدورة خلود، فعندما يبدأ الكاتب بقرار الكتابة فهذا قرارٌ يعتمد كلياً على المشاعر، فالكتابة تستند بشكل كبير على صقل مشاعر الكاتب والمتلقي والتي ترتبط بشكل مباشر مع روح الإنسان، فالكلمة المدوّنة تحمل تجربة شعور قد يلامس بها الكاتب تجربة القارئ وقد يتجاهله.

أن تتعامل مع المشاعر هذا يعني أنك ترسم مسارات صحيحة للروح وبهذا ترسم شكل الخلود الذي تود أن تكون عليه، لربما في الدنيا وبشكل مؤكد في الحياة الأخرى.

بعد امتداد الجذر الأول للكتابة وهي (المشاعر) كما وضحتُ آنفاً، لابد أن يستند خلودها على جذر الفكرة، فما يميّزها هو أنها تنبع من الفكرة وإلى الفكرة، فعادة ما يُصنَّفُ الإنسان أو يُحكم عليه تبعاً للأفكار التي يتبناها والتي يستنطقها في حياته، فالكتابة التي تسيرُ مع هذا الخط العظيم الذي يحكم حياة البشر ويشكّل معناها، هل يعقل أن تكون رحلتها دنيوية فقط؟!

الهويّة، وهي الجذر الأهم في تشكيل الساق الكتابي المتين، لماذا الهوية مهمة؟ الهوية ليست انتماء عرقي أو قومي فحسب بل هي انتماء عقائدي ناطق، والعقيدة هي التي تحدد في أي فريق تشاء أن تكون.. الآن وللأبد، لذلك عندما تعكس الورقة عقيدة صاحبها فهذا يعني أنها تُعلن هوّيته التي تحمل على عاتقها تحديد وجهته.. في كل العوالم وما زلت أؤكد على هذه الفكرة.

المشاعر، الفكرة والهوية، إن تأملنا هذه الجذور الثلاثة مطولاً قد ندرك وبلا شك أن السعي الروحي هو الوجه الآخر لما يسمى بالكتابة الهادفة، فالروح خُلقت للخلود، وأنتَ الذي تختار زمانَ ومكانَ وشكلَ خلودها.

ومن أعظم المخطوطات التي تداولها التاريخ الإسلامي الذي حملَ على عاتقه الحفاظ على المزيج المتجانس بين الشعور والفكرة والهوية، هي رسالة (توحيد المفضل) الذي دوّنها المفضّل بن عمر الجعفي الكوفي، أحد تلامذة مؤسس المذهب ومنبع العلوم الدنيوية والأخروية، الإمام جعفر الصادق (ع)، ردّاً منهُ على أحد الملحدين الذي أنكر فضل رسول الله (ص) ووجود الخالق جلَّ وعلا.

تضمٌّ هذه الرسالة والتي تُعتبر دلالة عظيمة على سمو الفكرة وشأن الكتابة في توجيه هذه الفكرة، عللَ خلق الإنسان وكونه ومنها ما شمل عالم الحيوان وعالم النبات، فإن شاء الإنسان أن يذكر مغزى الكتابة فحريٌّ عليه أن يستشهد بمدرسة الإمام الصادق (ع) التي دوّنت علم الأرض ليكون للإنسان طريقٌ في السماء، فقد ترجمت بُعداً روحياً لكل الجوانب المادية التي تطرقت لها، كعلوم النجوم والأفلاك وعلوم الأمراض والجراثيم وعلوم الكيمياء والمتضادات، وهو تفعيل البصيرة التي تسمو بالإنسان نحو معرفة من خلقه ومن ألهمهُ "ن والقلم وما يسطرون"(1)، فقد قال الإمام الصادق (ع): "القلبُ يتكلُّ على الكتابة"(2)، فالقلبُ يتفقهُ بالحرف.

ختاماً، كما يقول أحد الحكماء: "البرج الوحيد الذي يصل إلى السماء هو القلم"، ولكن بشرطه وشروطه، والحكمة والدين هما سيدا الشروط. 

الانسان
الكتابة
الامام الصادق
العلم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية

    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    آخر القراءات

    ماهي الأغذية المفيدة لصحة الرئتين؟

    النشر : الأحد 22 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    رمضان وبناء المسؤولية يناقش في ملتقى المودة للحوار

    النشر : الثلاثاء 05 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    تراتيل البراءة

    النشر : الخميس 25 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    التعدد الثقافي وحياة البشر

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    المؤمن الرجبي وقيمة العطاء

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1048 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 627 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 420 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 408 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 377 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1464 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1437 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1092 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1077 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام
    • منذ 12 ساعة
    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض
    • منذ 12 ساعة
    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية
    • منذ 12 ساعة
    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة