انطلاقا من الآية الشريفة (أم على قلوب أقفالها) أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية أمسية رمضانية قرآنية تحت عنوان (مفاتيح القلوب المقفلة في القرآن الكريم) وذلك في 4 شهر رمضان الموافق 17/ 4/ 2021 م المصادف 4 شهر رمضان ١٤٤٢ وبحضور مجموعة من الكاتبات والقارئات وثلة مثقفة من الشابات.
حيث أدارت الجلسة أم محسن معاش واستهلتها: جمال شهر رمضان في أجوائه الاستثنائية بين السحور والإفطار والدعاء والمناجاة وصلة الرحم إضافة إلى السفر الرمضانية المتعددة الأطباق والأشكال ولكن نادرا مايتم تسليط الضوء على فضل طلب العلم ومذاكرته في الشهر الفضيل، ففي رواية مطولة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر يقول فيها: الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قام ألف ليلة يصلي في كل ليلة ألف ركعة... يا أباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إليّ من قراءة القرآن كله اثني عشر ألف مرة..
ثم أضافت معاش: قد يبتلى الانسان بأمراض جسدية فيراجع الطبيب لعلاجها بعد أن يصف الدواء له وفي الغاب الأعم يشفى المريض وقد تكون هناك إخفاقات طبية كما نراها اليوم في مرض كورونا. والناس لديهم الوعي الكافي والاهتمام والوقت بحيث يذهبون إلى الأطباء للتشافي.
ولكن قد يصاب الانسان بأمراض نفسية ولكن لا يلتفت لها ولا يعطيها الأهمية كما يصاب بالحسد أوالتكبر أو الغيبة.. هل سمعتم أن هناك من يعالج هذا المرض؟
يقول الله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فالقلب المقفول من الأمراض النفسية التي يبتلى بها الإنسان.
فمفردة الأقفال هي جمع قفل من مادة القفول أي الرجوع أو من القفيل أي الأشياء اليابسة، ولما كان القفل شيئا صلبا لا ينفذ فيه شيء لذا فقد أطلقت هذه الكلمة على هذه الآلة الخاصة.
ومن صفات صاحب القلب المقفول: الظلمة القاتمة وبالتالي صعوبة الحركة، عدم وصول كل ماهو إيجابي إليه، ويكون كالسجن الانفرادي الذي يمنع وصول الشمس إليه، وعدم إدراك الأمور على حقائقها، إضافة إلى أنه لا يتعظ بالأحداث التي تحدث حوله.
لذا فالإنسان الذي يسعى لرفع هذه الأقفال لابد أن يفتحها واحدة واحدة.
وإحدى المفاتيح التي تفتح هذه القلوب هو استعمال العقل، ففي القرآن الكريم يذكر 49 مرة كلمة العقل من غير المشتقات.
فعندما يقدم القرآن نموذجا للناس يذكر النبي إبراهيم (عليه السلام) لأنه يثير الاستفهام والسؤال كي يتمكن الآخرون من استخدام عقولهم، فيقول تعالى: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) كي يصل بهم إلى هذه النتيجة: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
أما جنان الرويشدي/ مدرسة فقالتْ: سُئل أحدهم عن سبب توفيق الله له، ووصلت لهذه الدرجة من التوفيق، فأجابه بالصمت بدايةً لأن هؤلاء الأشخاص لا يمدحون أنفسهم أمام الآخرين، فبعد خروج الناس بقي السيد مع هذا الرجل وشرح له أن أحد أسباب توفيقه أنه في شبابه استغنى عن لذاته وشهواته حين أُتيحت له فرصة ارتكاب الحرام لكنه ذكر الله حينها، ورضا الوالدين ودعاء الوالدين فهذه من أسباب التوفيق الإلهي.
فأحياناً ليس التفكر والعقل والمراتب العلمية هي التي تقرب الإنسان من ربه فبعض المفكرين والعلماء الذين وصلوا أعلى المراتب في مجال اختصاصاتهم لكن قلوبهم صلدة لأن ذنوبهم منعتهم وأحالت بينهم وبين القرب إلى الله فبعض الذنوب تمنع لين القلب وتسلب التوفيق.
وسئُل أحد الأئمة كيف عيسى يمشي على الماء، فأجابهم وقال إني أعرف أحداً يمشي على الهواء وهو الإمام علي (عليه السلام) لو بإمكانكم أن تتجاوزوا كثير من الأمور ويكون إيمانكم قوي لا تسيرون فقط على الماء بل حتى في الهواء.
فالتوفيق الإلهي يأتي من النية بعمل ما أراد الله (الطاعات) والاستغناء والابتعاد عن كل ما حرم الله (اجتناب المعاصي) الورع وتقوى الله هي الأساس وهي التي ترفع منزلة الانسان وتلين القلب.
وتحدثت هدى الحسيني/ معلمة وكاتبة: قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهم درجة).
في المجتمع الكثير من النساء فهموا هذه الآية بأن الرجال مفضلين على النساء وبعض النساء فهموها بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وعلى غرار ذلك كثرت المشاكل في المجتمع من إهمال الزوجة لزوجها وتركها لأطفالها وما إلى ذلك.
ولو عدنا لهذه الآية فمعناها الأساسي هو تنظيم المجتمع (لهن مثل الذي عليهن) حقوق وواجبات على الرجل وعلى المرأة، فالكثير من الشابات يعزفن عن الزواج بسبب فكرة تفضيل الرجل عليها، وبعد أن سألتُ عدد من الرجال عن تفسيره لهذه الآية فسروها بأن الرجل أفضل من المرأة ومتفضل عليها، منذ القدم تفسير هذه الآية مغلوط في عقول الرجال والنساء فالمجتمع يسير بتفسير الآراء الشخصية والمناسبة لأفكار الفرد نفسه، فأصبح الإسلام مجرد اسم مع اكتسابه لعادات تعود للجاهلية، لو نظرنا للمرأة والرجل من المفهوم العقلي لا الإسلامي.
وأضافتْ زينب الأسدي/ كاتبة، كلامها لاستكمال مابدأته هدى الحسيني:
لابد من وجود توازن فإذا استطعنا أن نوازن بأن المرأة تختلف عن الرجل ولا أفضلية لأحدهما عن الآخر شيئين مختلفين تماماً ككيان كامل لكل واحد منهما مقوماته وتنظيماته ومكانته في إدارة المنظومة الحياتية، فالمطبات التي تحدث بالوقت الحالي هي حين نضع الرجل والمرأة متقابلين في مقياس واحد، فلو طرحنا سؤالاً هل نبني مستشفيات أكثر أم مدارس أكثر؟ أيهما أهم؟ لا يوجد ربط بين الاثنين فلو أردنا أن نضع قياس نضعه على أسس وقوانين عقلية متوازنة، وكثير من المقارنات التي تتم دون الرجوع إلى العقل فيها كمقارنة الشعائر الحسينية ومساعدة الفقراء.
لأن الكيان الإسلامي كيان متوازن لابد من وجود التوازن قد يكون في الجامعات يُدرس تحت مسمى الفلسفة الطاوية أو في فلسفة اللي واليانغ في بلاد الشرق الأوسط أي فلسفة الليل والنهارـ الحار والباردـ الذكر والأنثى وبعض القصص وبعض السرديات يأتي بالشيطان ويجسده بطريقة معينة ويوصل فكرة، حتى الشيطان فيه نسبة معينة من الخير فلو كان 80% شر فلديه 20% خير باعتبارهم.
لكن في ديننا هذا الشيء متجذر فالشيطان قبل كونه شيطان كان عابداً من العباد، فمفهوم القضية في أساسها صعب، يوضع الإنسان في مكان متوسط ولابد له أن يوازن بين الطرفين مع عدم ظلم وإخلال للطرفين لأنه يناقش جزئية بسيطة لا غير ومن أقوال اينشتاين (إذا أردت أن تكون قارئاً اقرأ كثيراً أو لا تقرأ) لأن المقدار المحدود من المادة العلمية التي سوف تمتلكها سوف يجعلك متعصب ومتشدد ومتمسك بهذه المادة المحدودة وتقاتل من أجله في حين أنها مادة قليلة قصيرة لربما مرت عليك عن طريق الصدفة.
ثم قالت مستطردة لهذه الآية: قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقهُ من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدرا).
الآية مفصلة وجميلة جداً وفيها بحوث كثيرة جداً وتعتبر آية شمولية للرزق العلمي والمعرفي والمعنوي.
فالإنسان مهما حاول الوصول للمعرفة الكلية بكل شيء وعالم ملم بكل شيء من الجغرافية والدين والأدب والفلسفة والروحيات وكل شيء فهذا غير ممكن لأن الله قال (لكل شيءٍ قدرا) لابد من وجود قدر معين لعلم معين وقال الله سبحانه في آية أخرى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) فإذا الكل أرادوا أن يتفقهوا في الدين هنا سوف يختل التوازن فالمجتمع يحتاج لكل أنواع العلماء وليس فقط للدين (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).
(لا إفراط ولا تفريط ولكن أمر بين أمرين) والكثير الكثير من الأحاديث والمناقشات التي تركز على أهمية الموازنة في كل شيء.
ولكن البعض يهمل هذه الناحية وينصب في بوتقة معينة وعند وقوعه في مشكلة خارج إطار هذه البوتقة من المفترض أن باستطاعته معالجتها لأن الإنسان يعيش ضمن مجتمع هو أب، أخ، ابن يعمل في هذا المجتمع هو منظومة متكاملة لا يجوز حين أخرجه من دائرة الأمان الخاصة به يضيع ويعجز عن أداء واجبه.
أما حنين حليم/ صيدلانية ففصلت: في الآية الكريمة: قال تعالى (ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة).
تعريف قسوة القلب هو ذهاب اللين والرحمة والخشوع من الإنسان بسبب أغشية الجهل والذنوب التي تتراكم على القلب فتكون مانعة من قبول الحقيقة.
قال الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، نزلت هذه الآية على معاشر اليهود فيقول: (يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة لا ترشحوا برطوبة أي إنكم لا حق الله تأدون ولا أموالكم تصدقون ولا بالمعروف تتكرمون ولا بالضيف تقرون ولا مكروباً تغيثون ولا شيء من الإنسانية تعاشرون وتواصلون).
قول الإمام توضيحي للآية وأن هذه الصفات بالابتلاءات التي ابتلوا فيها اليهود وارد جداً أن نُبتلى فيها نتيجة قسوة القلب.
لابد أن نلتفت أن قسوة القلب قد تكون ناتجة من العقوبات الإلهية فهي من أقسى العقوبات التي قد يُبتلى فيها الإنسان وينتج عنها جملة من الآثار السلبية أولها أن يكون الإنسان فاقد للقيمة والصفات الإنسانية ومبتلى بالاضطرابات النفسية والقلق المخيم على الروح مما يؤدي إلى سلب الخشوع ويصبح غير مقبول عند الآخرين ومن الأشياء التي يُبتلى فيها أكثر يفقد حبه وإقباله على العبادة.
فعن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ قال: (إن لله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة ووهن في العبادة وما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب).
الإنسان المبتلى بقسوة القلب يكون فاقد للمصداقية في القول والفعل وتكون الخيانة هي الصفة المتغلبة على قاسي القلب وهذا سيفتح المجال للشيطان كي يتمكن منه فيكون سكناً لهذا القلب فيرديه في مهاوي ومهالك.
وأيضاً من آثارها أنه لا يتأثر بالمواعظ ولا الوعيد ولا البشرى لأن قلبه مقفل.
من آثار قسوة القلب جمود العين عن البكاء فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: (ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب).
أسباب قسوة القلب هو انشغال الإنسان بالدنيا وزينتها وبهارجها فيكون بعيدا ومتناسيا أين هو من رحمة الله لأنه لا يُحاسب نفسه نتيجة إنشغاله بالدنيا عن الآخرة.
ومن أسبابها أيضاً ترك ذكر الله والتهاون في العبادة، وهذه القصة كنموذج فعن النبي موسى ـ عليه السلام ـ في أحد الأيام اقترب منه الشيطان، وقال موسى للشيطان هل استطعت أن تغريني في حادث معين في أمر معين طوال هذه السنين؟ نظر الشيطان للنبي موسى محتار ما يجيب موسى حتى أجابه: أنا لم أستطع أن أغريك بشيء معين لكن يوجد شيء يعجبني فيك، فتعجب النبي موسى وسأله ما هو فأجابه: الشيطان أنك عندما تأكل تشبع.
فالحذر من الوقوع في شراك ابليس وتزينه للذنوب والابتعاد عن مواطن الشبهة السعي إلى التعلم وإزالة أغشية الجهل وتذاكر العلم ومجالسة العلماء فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: (تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء القلوب وإن القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث).
واختصرت ضمياء العوادي/ مدرسة في الحديث عن الآية المباركة: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) وأهل البيت هم من ذرية إبراهيم ـ عليه السلام ـ إن مرحلة الإمامة ودرجتها السامية والتي وصلها ابراهيم ـ عليه السلام ـ حيث كان نبياً ثم أصبح رسول ثم خليل الله حتى ارتقى لمرحلة الإمامة لذا نرى الرقي والمستوى العالي لأئمتنا الاثنا عشر بأنهم تجاوزوا كل هذه المراحل وأنهم أعظم من الأنبياء، أما في قضية (لا ينال عهدي الظالمين) ما هي أنواع الظلم؟ بل مَن الذين استثنوا من هذا الظلم؟
الظلم المتعارف عليه هو الظلم السياسي ظلم الحكماء، والظلم الاجتماعي ظلم بين الأفراد، وظلم الإنسان لنفسه والذي هو الذنب بعض الأمور البسيطة هي ذنب يُقال (لا تنظر لعظم المعصية لكن انظر لمن عصيت) هي معصية لله حتى لو كانت صغيرة، وكل أبناء إبراهيم هم تحت قاعدة الظالمين لمَ؟ لأننا مذنبين الاستثناء الحاصل هم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، لأنهم تنزهوا عن الذنب فقد عرفوا الله حق معرفته.
فيما اختارت رقية تاج/ مديرة تحرير: الآية الكريمة: (اهدنا الصراط المستقيم) نقلاً عن كتاب سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي الموسوم بهذا الاسم.
الآية هي ظاهراً واضحة لكنها في الباطن تختزل بحراً من الأسرار والقضايا الفكرية والعقائدية والاجتماعية وفلسفية وحتى نفسية، يوجد تساؤل لم نقول اهدنا الصراط المستقيم؟ مع أننا جميعاً مذنبين، لكن لمَ الإمام المعصوم يقولها؟ مع أنه معصوم؟
يقول آية الله السيد مرتضى الشيرازي أربع نقاط:
أولاً: لطلب الهداية في مرحلة العلة المبقية بمعنى ألا أطلب الهداية فقط بل أطلب الديمومية والاستمرار في البقاء بطلب الهداية.
ثانياً: طلب الهداية إلى الدرجات العليا بالرغم من أن المعصومين واصلين لهذه المرحلة لكن لطلب أكثر معرفة أكثر ورع وطاعة ففي بعض التفاسير للصراط المستقيم هو الطريق ومعرفة الإمام.
ثالثاً: طلب الهداية التكوينية بعد الهداية التشريعية التي تتمثل بمعرفة الحلال والحرام والواجب بعد معرفة هذه الأمور نطلب الهداية التكوينية.
منها طلب التوفيق وله قسمان إراءة الطريق والايصال إلى المقصود.
رابعاً: الهداية في القضايا المستحدثة وخاصة في عصرنا الحالي تأتي مصاديق متجددة مواضيع مستحدثة تحديات خيارات جديدة غير موجودة سابقاً وأيضاً الهداية في الأحكام.
ومن معاني الصراط المستقيم كثيرة جداً لكن هناك أربع معاني رئيسية كما ذكر سماحته: القرآن الكريم، الأنبياء والمرسلين والأئمة الميامين كما ورد عن أهل البيت ـ عليهم السلام: (نحن والله الصراط المستقيم ، أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ومعرفته وأخيراً حب محمد وآل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام.
فيما تحدثت مروة ناهض/ صيدلانية عن الآية الكريمة: قال تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) مجمل الحديث يتناول (أم على قلوبٍ أقفالها).
تعريف القفل ببساطة عندما يحاول شخص فتح باب ولكن يجده مقفلاً فمن المستحيل الدخول عبره فعندما يُقفل القلب الذي هو محط لطف ورعاية الله سبحانه وتعالى والذي منّ الله على الإنسان بإعطائه هذا القلب كي يستوعب كل الأحداث كما ورد في حديث قدسي: (ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن) لذا إن مدخل كل الأمور بجانبها السلبي أو الإيجابي هو القلب فحين وجود قفل أو ختم على القلب يصبح القلب غير قابل على استيعاب هذه الأمور وقد ذُكرت كثيراً في الآيات (أم على قلوبٍ أقفالها) ولم يذكر الله العقل لأن الله سبحانه أنزل فعل العقل في القلب والمحرك الرئيسي للأفعال هو القلب.
الله سبحانه وتعالى يقول باختلاف الأساليب إن المانع هو الذنوب، الذنب هو الذي يحجب هذه الأمور.
عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يقول بأن الله منع العذاب عن أمة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو سببين أوله وجوده بينهم ولكنه رُفع، والسبب الثاني هو الاستغفار.
ثم يشرح أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يقول الاستغفار ليس بمعنى لقلقة اللسان بل الاستغفار هو عملية فعلية سلوكية متكاملة تحدث داخل النفس البشرية تبدأ من أول فعل وهو استيعاب الذنب وإنكاره ورفض هذا الذنب والمرتبة الأعظم بل الأكبر هي القدرة على التصميم على ترك الذنب.
لذلك يقول (إنما رقة القلب وصفوته ذكر الموت والقبر والثواب والعقاب) عادةً الإنسان عندما يغفل عن مسألة الحساب والجزاء والأعمال التي يؤديها سيقع في مستنقع الغفلة.
ومن مميزات هذه الآية هي استمراريتها على مختلف العصور حتى بعد رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا هو سبب لأن يجعل الله تعالى امتداد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف)، صاحب الزمان الذي هو الأمان لهذه الأرض بكل مكوناتها ووجودها فاستشعار وجود صاحب الزمان لابد أن يلهم الإنسان على الاستغفار القولي والفعلي والعملي.
وقالت آية الخفاجي/ صيدلانية: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) في الآية ذكر المرض بصورة مفردة وهو مرض تفرعت منه أمراض، ويذكره الفقهاء هو اتباع الهوى، والذي منه الحسد والنفاق وغيرها، فالإنسان المتبع هواه لا يفهم الآخرين يهتم بما فيه من صفات ذميمة، الأمراض هي كل ما يخل بالتوازن الجسمي أو النفسي للإنسان وبتعبير آخر هي ما يخل بالنظام الإلهي في الإنسان، وفي آية (فزادهم الله مرضا) والتي في الظاهر لا تتطابق مع (وإذا مرضت فهو يشفين) إلا إن اتباع الهوى والتسليم له وامتلاء الفرد به جعل الله يزيده من هذا المرض، أما أحد أوجه كلمة العذاب الأليم المذكورة في الآية الكريمة هو المتبع الهوى يعيش في حالة من الاضطراب بسبب كذبه واهتمامه لكل ما هو مادي.
واختصرت فهيمة رضا/ كاتبة: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير آية في كتاب الله هي هذه الآية، يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب، وما عفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده)، فإن ما يراه الأنسان في حياته هو قليل جدا مقابل ما يفعله في حياته، فالإنسان من الضروري أن يتعظ بما يحدث أمامه من تفاصيل ابتداءً من الموت وحتى أصغر شيء.
فيما قالت زينب حسن/ مهندسة: (من صفات الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)، ما هو العهد وهو العهد الذي أخذه في عالم الذر وأودعه الله في فطرة الإنسان، ألا وهو التوحيد وعدم اتباع الشيطان، فالفاسقين ينقضون هذه العهود، ومن مصاديق ما أمر الله به أن يوصل هي صلة الرحم، والفاسقين هم الذين يفسدون في الأرض.
وتحدثت سارة معاش/ كاتبة عن الآية الكريمة: (فلينظر الإنسان إلى طعامه) يقول الامام الحسين عليه السلام: (هؤلاء القوم امتلأت بطونهم حراما فنسوا الله)، للطعام أثر كبير في النفس وفي انقلاب القلب، العولمة الآن أحد جوانبها السلبية معظم طعامنا هو من الخارج، وفيه ما فيه من الحرام الذي كُتِب عليه (حلال) وهذا يترتب عليه الأثر الوضعي في الجسم والقلب، ومن هذا من الضروري أن يهتم الإنسان بمصادر غذائه لأن له تأثير معنوي ومادي.
كما أن جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعِ.
اضافةتعليق
التعليقات