جميل أن يسعى المرء خلف احلامه وان يجتهد بتطويرها من أجل أن تبصر النور وتكون محط ثناء من المتذوقين للفن الهادف, لؤي حداد أزهرت هوايته بالمنحوتات الفريدة والجميلة التي حملت أغلب تصاميمه حضارة بلده العراق الحبيب, حتى أمست مكسب رزق له فضلا عن كونها هوايته منذ الطفولة..
(بشرى حياة) التقته ليسرد لنا رحلته الفنية:
_ من هو لؤي حداد وكيف كانت بدايتك في دنيا النحت؟
لؤي صادق عبد الصاحب حداد من مواليد (١٩٧٧) أعيش في محافظة صلاح الدين قضاء بلد, أحببت النحت من الصغر, فحينما كنت في مرحلة الابتدائية, كانت بدايتي الرسم على الورق ومحاولة نحت الرسمة على قطع خشبية أو المعجون الاصطناعي.
_ هل هناك علاقة بين هوايتك وبين تخصصك الاكاديمي؟
لم تسعني الظروف المادية أن أرتاد كلية الفنون في بغداد آنذاك لأحقق حلمي المنشود, فدرست إعدادية الصناعة قسم كهرباء, ثم التحقت بمعهد المعلمين للغة العربية, فأمست هوايتي في وادي, وتخصصي الأكاديمي في وادٍ آخر.
_ هل شاركت في معارض دولية أو محلية في أعمالك؟
إنه لحلم لكل فنان أن تشرق أعماله الفنية سماء الفن ليرى العالم برمته ما بذله من جهد ليسر أنظارهم, غير أن حلمي لم يبصر النور ليومنا هذا, وبالتالي لم أحصل على تكريم ولا جائزة, إذ لم أشارك بأي معرض والسبب يعود إلى عدم تسليط الضوء على الفنانين أمثالي, وتهميش الجهات المعنية لنا.
_ كيف استلهمت نحت الجداريات على رغم صعوبتها في دقة العمل؟
بعد أحداث الموصل وما حدث في مدينة النمرود من تدمير لآثار العراق أصبحت نقطة تحول في عملي, إذ قررت حينها أن أقوم بعملية نسخ لتلك الأعمال وبالتثقيف لها ليحبها الناس, وبالتالي لا ينسون معالمهم الأثرية لحضارة وادي الرافدين, فلاقت الفكرة القبول, والاستحسان, وتشجيع كبير من قبل المتذوقين, وبهذا الجانب كانت أهم أعمالي, رحلت الصيد للملك أشور بانيبال, وجدارية الملاك الحارس وجدارية الثور المجنح.
_ كم يستغرق العمل في المنحوتة الواحدة والجداريات وما هي المواد المستخدمة؟
العمل ينجز حسب الرغبة, فإذا كان العمل متواصل تستغرق الجدارية الواحدة من عشرة أيام إلى شهر أو أكثر أو أقل حسب التفاصيل والأبعاد للعمل المطلوب, كما أن الأدوات بسيطة فهي مادة البورك الخاص بالنحت وبعض الألوان الترابية والرمادية.
_ هل مارست عملك كهواية فقط أم أصبح بعد ذلك مصدر رزق لك؟
لم أشأ أن يكن مصدر رزقي, فلطالما تمنيت أن تكون هي هوايتي المحببة فقط أمارسها بحب وشغف, ولكن القدر شاء أن يصبح النحت مصدر رزقي نظرا للظروف الاقتصادية التي نمر بها, وأنا فخور بذلك.
فبعد تخرجي لم أحظَ بفرصة عمل وفق تخصصي, فعدت إلى حلم الطفولة وهوايتي النحت, لأستثمرها في العمل لتصميم وتنفيذ الديكور الداخلي للمنازل, كما أضفت النحت كجداريات زخرفية, وأشجار, وحيوانات, وأعمدة رومانية, وذلك بحسب طلب الزبون.
_ ماهي أكثر المنحوتات التي تعبر عن شخصيتك؟
الآثار والتراث هما أحب الأعمال إلى قلبي, فالحضارة لها سحر وجمال خاص, وبالنسبة لي جدارية العلم العراقي هي أكثر ما تعبر عن شخصيتي, لأنها تمثل انتمائي لبلدي العراق الحبيب.
_ هل تسعى في اقامة معرضك الشخصي, وهل لاقيت دعم في انجاز هذه الخطوة؟
أجل, فأنا الآن في صدد تجهيز معرضي الشخصي الأول على الرغم أن الوقت لا يسعفني, ولكني أبذل قصار جهدي لإتمامه وأتمنى أن ينال قبول المتذوقين, والفنانين من أصحاب الاختصاص بصورة خاصة, كما أني لاقيت دعم كبير في مجال النحت وانشاء معرض بهذا الجانب من أسرتي والأصدقاء.
_ هل تخصصك فقط نحت أم هناك انعطافات أخرى في دنيا الفن؟
النحت هو أهم شيء بالنسبة لي, بالإضافة إلى عملي في مجال الديكور, وقليل من أعمال الرسم, إلا إني ألاقي بعض المعوقات في عملي وهي الافتقار إلى الحس الذوقي والفني من قبل الزبائن.
_ كلمة أخيرة مع امنية؟
شكرا لكم ولأسرة موقعكم الجميل أمنيتي أن يصل عملي لكل محبيه خارج وداخل البلاد.
اضافةتعليق
التعليقات