الحديث دائما يجري عن حب الرجل لزوجته الوحيدة، كيف يراعيها وكيف تراعيه، كيف تحبه وكيف يحبها، ولكن كيف يكون حال الرجل الذي تزوج من اثنتين؟
هل يمكن أن يتكون حب في قلبه لاثنتين؟
وهل يمكن للزوجتين أن تحباه معا؟
اما بخصوص إمكان الحب وعدمه، فإن العلم يؤكد أن باستطاعة الشخص ان يحب أكثر من شخص واحد، فلا يوجد مانع من أن يحب الزوج كلتا زوجتيه.
وكذلك بالإمكان ان يحب شخصان، شخصا واحدا، فالزوجتان تتمكنان من حب زوجهما أيضا..
وإننا نرى هذه الحقيقة واضحة في حب الرجل لأولاده، مهما تعددوا، وفي مبادلتهم الحب ذاته.
وكذلك حب الزوجتين حاصل في الواقع والتجربة، على الرغم من وجود من لا يفهم حقيقة العلاقة عند حلول الزوجة الثانية لدى من يحولون حياتهم إلى جحيم لا يطاق، ويعزون ذلك إلى الزوجة الثانية...
فإننا نجد أيضا علاقات زوجية تتكون من زوجتين وزوج لاقوا نجاحا منقطع النظير، فتراهم سعداء في حياتهم، متحابين متعاونين، يأنسون معا، ويتحملون المسؤولية معا..
التساؤل ليس في تعدد الحب من ناحية مبدئية، إنما التساؤل الاهم في مقدار الحب بين الزوجات، لأن «هناك شيئا واحدا لا يقبل الجدل والشك، هو أن الحب والعاطفة لا يبلغان اوجهما في حالة التعدد كما يبلغانه في الزوجة الواحدة».
ويقرر ذلك القرآن الكريم في حال تعدد الزوجات في سورة النساء، يقول جل وعلا (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) ان ذلك في الحب والمودة كما أكده المفسرون.
فإن المودة القلبية تأتي من المؤهلات التي تمتلكها المرأة من جمال وأخلاق وذوق الخ..
ويستحيل ان تتفق الزوجتان في هذه الصفات وتتساويان فيها، لكن ذلك ليس داعيا لتبخر الحب من قلب الزوج للزوجة الثانية إنما الحديث عن تكافؤ المودة لكلتا الزوجتين.
فإن الزوج يستطيع ان يحب زوجته الأولى مثلا بنسبة 100% وان يحب الأخرى بنسبة 90%.
ومع ذلك يدعو القرآن الكريم الزوج ان لا يميل كل الميل لواحدة دون الأخرى، وأن لا يدعوه حبه الاكثر لواحدة منهما إلى تضييع حقوق الاخرى، إنما الحب يبقى في القلب، لكن المبيت والنفقة وجميع الحقوق لا بد ان تكون متساوية تماما.. يقول تعالى بعد تلك الآية: (فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ).
وعلى الزوج الذي اضطرته الظروف للزواج من ثانية ان يضع في حسبانه هذه المعطيات، وما سينتاب احاسيس زوجته الأولى التي ترى ان هناك شريكا معها في حبها وزوجها، فلا ينبغي ان يتصرف بطيش وتهور، وإنما عليه ان يقدر الاحساس الذي اصابها من غضب، وقلق، وخمود عاطفي، وتقصير في المسؤوليات، لكي يصل تدريجيا لحالة التوافق والرضا.
وعلى الزوجة ان تستمر في حب زوجها، حتى يستمر هو في حبه لها، فكم من زوج عندما رأى عدم تغير احاسيس علاقة زوجته الأولى به بعد زواجه من ثانية، وبقاءها على حبه، كافأها بزيادة الحب، وفضلها على الزوجة الثانية إذ ليس من الضروري ان تكون الزوجة الثانية صاحبة الحظ الأوفر في المودة، إنما هي حياة منافسة على قلب الرجل.
اضافةتعليق
التعليقات