حيث يعيش المرء منا مترادفاً بين ما يوده وما يلقاه ويؤرق مسعاه، والإرادة جذورها متجذرة في الأبدية وأحوالها سقف لا سماء لها.
الأحلام لا بواكي ترادفها، تخفق وتصفق بين أطراف خفية بأقدارها، والتفكير الذي ينتج ثقافة التحرر في حلمه لن تسجنه بوادر الأقفاص ولن تكبلها سطوة ولا قوة، متوطنة مع اختلاق أزماتها حرة شاسعة.
الميادين الحياتية لاتحتاج جوازات تمنحها الحلم إلا بالارادة التي يرادف علمها الإدراك والتي لا يشل عن عزمها بواطن غير مدركة، والحلم هو صفقة إرادية ليست موروثة ولا مكتسبة، إنها فطرية بما يبجل كل حدث بوادره.
كل شخص محرض بلعنة ممتنعة قدرية أو مصيرية تعيق دربه تنتهز كل سبلها في أن تشل مسعاه ويبقى السعي وحده سيد الموقف.
إنها أوزار القيد الذي يعرف حروبه ودروبه والجيد منا يتطلع لما يريد ويعتد بما يزيد عليه حربه ويقاوم حتى انتصار الأبدية التي لا تقبل الخذلان.
العاجزون أتخمتهم الأسباب والذرائع والغايات التي لا تؤدي ولا تهدف إلى شيء، الناجحون أصقلتهم الحياة بصلصالها حتى عرفوا كيف تكون أوزارها وأصقاعها.
وإن البلادة كامنة في العجز الذي لايغني عن جوع، ولعنة نافذة تسبر أغوارها لأواء عاصفة نائية ترجح نكبتها على كل سلم، الواقع الموحل يتشدق بضحايا لا يسر لهم إلا الاستسلام تحت مضنة المقاييس.
الأغلب منحدر تحت سياسة التسلط والاقصاء ومكامن القيود التي لا تنقرض ولا سبب لها ولا أصل وهي تندرج ضمن الإجحافات المجتمعية الواردة القاصية التي تتضمن ايلاماً لا تكفيه المناداة التي تقصيه.
نفس راضية تنعم بأحلامها خير من زائفة تحت ظلال التمني المتقاعس، ثم إن الإستحقاق المُفتقد ومأزق حسراتنا، فالإنسان الذي يطمح بشيء ولاينال ما يستحقه يجلس في نطاق عتبات الفشل وحسرات لاتجدي بشيء في بلد لايمنح فيه شيء إلا بشق الأنفس أو بواسطة تعزز أمنياته ووسائله وتعيد عقرب الوقت والزمن كما تريد، وأي هدف سيكرس على نأي الممارسة الوتيرية تئن من نهيب تفانيها في أسمى ما تتمناه والأهداف المتردية في سعي تحقيقها تندرج في وصف المأزق الذي قد تحقق، البشر يندرجون على ما يستحقونه في وصف الحياة التي تقيم بيننا كيفما شاءت تلك التي لاتمنح أفرادها إلا الصراع من أجلها.
السؤال الذي يرادف أذهاننا ما الجهد المبذول لهذا التحقق ما ثمنه وكيف تناور الحياة عقولنا وتتلاعب بنوايا الوصول ليصل المرء إلى أعمق ما يراه، وما القاطع أن نصل وتتعدد الأجوبة في خضم ما نقاتل من أجله، وما الذي يرضي أمنياتنا بما ليس فينا إلا ما نسعى له، وأكثر ما يثير الانتباه إنه الذين يضحون من أجل ما يريدون ينجحون في تخطي عقباتهم وعوائق الانجاز وألف حاجز قد قطعت الحياة وعدا بوضعه وهُزم اليأس فيها لتكون اشارة تضمينية واسعة في مفاوضاتها وحروبها على أصعدتها أجمع والتخطي لصداها المريب وعقد التفاني لأحلام قد نالت وقتاً للوصول إلى برها الآمن.
المساعي مرهونة بنواياها كما نحن نشاء دون أن يتكدس التوقيت فينا، التحدي واجب لأنفسنا أولا وكيف نقتنص الفرص المحكومة بالأقدار، وإن طاقة الشغف لن تنتهي لأي بشر لطالما أنه يريد أن يصل ويكون.
اضافةتعليق
التعليقات