التمتع بجسم متناسق وصحة جيدة بات رغبة الجميع والسعي الحثيث لتحقيقه هدف النساء، مما أدى إلى انتشار القاعات الرياضية النسوية وهي من الظواهر الجديدة ما بعد الانفتاح والتطور الذي شمل المجتمع من جميع الجوانب، كما يعد من العادات الصحية إذ تُساعد النساء في حرق الدهون الزائدة وبناء العضلات، والتمتع بوزن صحي.
أسباب انتشار الصالات الرياضية
تقول السيدة ميعاد مهدي: إن تقبل فكرة ذهاب النساء (للجم) من العادات التقليدية الصحية، وسببه تغير فكرة الرجل حول مواصفات المرأة، فهو يرغب أن تكون زوجته ضمن المواصفات التي يراها في السوشيال ميديا، وزن أقل وخصر نحيف.
وتضيف: مما أدى إلى انتشارها في السنوات الأخيرة، وأصبحت القاعات تضم أحدث الأجهزة والكابتن التي تدير الصالة الرياضية متخصصة، بعد أن كان عددها جدا قليل وفي أماكن محدودة.
الشابة آمنة محمد تقول: أنا أرتاد صالة رياضية منذ أكثر من سنة، وأرى أن الثقافة والاطلاع لأهمية الصحة العامة لها دور كبير في انتشار القاعات الرياضية النسوية.
كما تذكر الكابتن سحر الشامي التي تدير صالة رياضية بعض الأسباب قائلة: إن إقبال النساء على القاعات الرياضية لمعالجة السمنة ومنها معالجة النحافة، وأصبحت علاجا للكثير من الأمراض النسائية، مثلا هناك نساء تعاني من مرض تكيس المبايض وهذا بدوره يرجع إلى أسباب عدم انتظام الهرمونات، أو بسبب عامل وراثي، ويشكل علاج مثل هكذا أمراض بنسبة (40%) بالرياضة.
وتضيف الشامي: وسبب آخر وهو أن المرأة العراقية صارت أكثر اطلاعا وثقافة وانفتاحا وتهتم باللياقة والصحة، اضافة إلى متطلبات العصر الذي يحتم عليها أن تهتم بمظهرها الخارجي ورشاقتها.
وتكمل الشامي قائلة: اضافة إلى الدور الكبير لإرشادات الأطباء بممارسة الرياضة لمعالجة الأمراض عند النساء كبار السن بسب أمراض المفاصل الشائعة، وأمراض ضغط الدم وغيرها، فالرياضة ساهمت بمعالجة الكثير من هذه الأمراض، ولا ننسى دور مواقع التواصل التي ساهمت بنسبة كبيرة في نشر الوعي الرياضي لدى النساء بالمجتمع.
ينعكس على الصحة النفسية
السيدة هند جاسم/ خريجة تربية بدنية ومشاركة في قاعة رياضية تقول: بات الكثير من النساء تعاني السمنة أو الوزن الزائد واحد أسبابها نمط الحياة الجديد الذي فرضه فايروس كورونا والجلوس في البيت، وما صاحبها من حالات نفسية مثل الكآبة والتوتّر والقلق والعصبية، وجعل (الجم) منقذا ومكانا للترويح عن النفس ورياضة للجسد، كما أن لها فائدة في تحسين وضعية النوم، والتخلص من الطاقة السلبية المتولدة من ضغوط الحياة، تنشيط الدورة الدموية ومتنفساً للأفكار والمشاعر المحزنة.
ضوابط وشروط
علي عبد الواحد الحلفي/ أستاذ في التربية الرياضية-جامعة بغداد، يذكر أسباب أخرى لانتشار القاعات الرياضية النسوية قائلا: هناك هدفين في إنشائهم، أولها تجاري بالمرتبة الأساس كون هذا المشروع لا يحتاج لأيادي عاملة إلا واحد أو اثنين لتشغيله وكهرباء قليلة وأجهزة نوعا ما لا تحتاج لكهرباء مستمرة.
والهدف الآخر هو صحي علاجي لاحتضان الرياضيين الحقيقيين من النسوة وتدريبهم بالطرق العلمية الصحيحة وفق مدربات أكفاء، وهذه القاعات التخصصية فعلا بمجال الرياضة واللياقة البدنية وبناء الأجسام.
ويضيف الحلفي: السؤال هنا ماذا ينقص هذه القاعات الرياضية لكي تستوعب أعدادً من النساء أكثر من الحالية وكذلك تسهم اسهاماً فعلياً لتحقيق الأسباب التي دفعت النساء للاشتراك فهو الآتي:
1- الزام القاعات بتوفير قاعات ذات مواصفات صحية ورياضية مقبولة ضمن المعمول به في دول العالم.
2- وجود اشراف صحي ورياضي من قبل وزارة الصحة ووزارة الشباب بشكل مباشر وحثيث.
3- توفير مطعم صغير يوفر الأكل الصحي (دايت فود) لزيادة جذب أعلى لمشاركين وتعديل المناهج الغذائية لهم.
4- الاهتمام بالخصوصية والأمان التي تهتم بها معظم النسوة التي يرتدن هذه القاعات.
5- توفير فقرات ترفيهية مجانية، خارج وقت البرنامج باستخدام مسبح عام أو ساونا خارجية.
6- الزام كل القاعات على توفير كفاءات رياضية حاملات شهادات بكالوريوس التربية الرياضية على الأقل، لأن البرامج التدريبية لا يضعها إلا خريجي هذه الكليات حصرا، ووفق أسس علمية مدروسة مراعين الشدة والحمل والراحة، بكل تمرين ومراعين الوزن والعمر لكل رياضي مشارك بالقاعة.
اضافةتعليق
التعليقات